بحلول اليوم الجمعة السابع من يوليو أنقضى (12) عاماً على فشل المحاولة الانفصالية التي مثلت أخطر أشكال التآمر على الوحدة اليمنية ووطن الـثاني والعشرين من مايو، حيث مثل الانتصار على مؤامرة إعادة تقسيم اليمن في يوم السابع من يوليو 1994م دليلاً آخر على المكانة التاريخية لمدينة عدن الباسلة في مسيرة الكفاح الوطني الوحدوي من أجل بناء يمن حر ديمقراطي موحد. لقد كان لمدينة عدن دور تاريخي في رفع رايات النضال الوطني الوحدوي على أيدي مناضلي الحركة الوطنية اليمنية الأوائل الذين رفعوا عالياً شعارات الوحدة اليمنية دفاعاً عن الهوية الوطنية اليمنية ضد المخططات الاستعمارية الأنجلو سلاطينية التي حاولت فرض هوية بديلة عن الهوية الوطنية اليمنية على مدينة عدن والجنوب اليمني المحتل من خلال أربعة كيانات انفصالية هي ( اتحاد الجنوب العربي، وسلطنة حضرموت القعيطي، وسلطنة حضرموت الكثيري، وسلطنة المهرة وسقطرى).وجاءت ثورة (14 أكتوبر 1963م) كامتداد وطني لثورة 26 سبتمبر 1962م المجيدة لتحقق بانتصارها التاريخي المتمثل في استقلال جنوب الوطن يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م إنجازاً وطنياً تاريخياً تمثل بإلغاء تلك الكيانات الانفصالية التي كانت تضم اثنين وعشرين ولاية وسلطنة ومشيخة وتوحيدها في كيان وطني واحد وإعادة هويته اليمنية بعد حقبة استعمارية سلاطينية طويلة من التجزئة كخطوة إستراتيجية على طريق تحقيق الوطن اليمني أرضاً وشعباً باعتباره أحد الأهداف الوطنية الإستراتيجية الكبرى للثورة اليمنية التي تعمدت مكاسبها وإنجازاتها بتضحيات شعبنا ودماء عشرات الآلاف من الشهداء الأبرار في مجرى النضال ضد الاستعمار والاستبداد ودفاعاً عن الثورة والجمهورية ومكاسبها.وليس غريباً أن يكون انسحاب آخر جندي بريطاني وإنزال العلم البريطاني في مدينة عدن يوم الثلاثين من نوفمبر علامة تاريخية فاصلة تؤرخ لانتقال النضال الوطني الوحدوي إلى مرحلة جديدة، على طريق استكمال تحقيق الوطن اليمني - أرضاً وشعباً - .وكما كانت عدن قد لعبت دوراً تاريخياً في مجرى النضال الوطني الوحدوي في مختلف مراحل النضال ضد الاستعمار والاستبداد فقد توجت هذه المدينة دورها الوطني الوحدوي التاريخي باحتضانها التوقيع على اتفاق 30 نوفمبر 1989م الوحدوي التاريخي ورفع علم الجمهورية اليمنية الموحد في الـ 22 من مايو 1990م المجيد، كما واصلت أيضاً هذا الدور باحتضانها نصر السابع من يوليو 1994م، الذي افشل مؤامرة الانفصال بما هي خيانة تاريخية للقضية الوطنية اليمنية، حيث كان لهذه المدينة الباسلة دور تاريخي مشرف في رفع راياتها والدفاع عنها، وقد كان يوم السابع من يوليو 1994م - بحق - منعطفاً تاريخياً في مسار تثبيت وترسيخ دعائم الوحدة ووضع مدينة عدن في مكانها الطبيعي كقلعة حصينة ومدافعة عن حقيقة وحدة الوطن والشعب.ومما له دلالة عظيمة أنّ مدينة عدن التي احتضنت قوافل المناضلين الأوائل من أجل الحرية والوحدة ورفضت الكيانات الانفصالية ومشاريع الهوية البديلة عن الهوية اليمنية هي عدن نفسها التي رفضت مشروع الانفصال الذي أعلنه الانفصاليون من خارجها يوم الحادي والعشرين من مايو 1994م، وهي المدينة التي احتضنت نصر السابع من يوليو 1994م، وانطلقت منذ ذلك اليوم كقوةِ دفعٍ للمشروع الوطني الوحدوي الذي قاده وما زال يقوده فخامة الرئيس المناضل علي عبد الله صالح الابن البار للحركة الوطنية اليمنية والمدافع الأمين عن مبادئ وأهداف ومكاسب الثورة اليمنية (26 سبتمبر - 14 أكتوبر) وباني الدولة اليمنية الحديثة والنهضة العصرية في اليمن الحر الديمقراطي الموحد.وكما عمّد شعبنا نضاله التحرري الوحدوي الوطني ضد الاستعمار والاستبداد بالدماء والتضحيات الجسام، متوجاً ذلك النضال بنصر الـ 22 من مايو 1990م المجيد، فقد عمّد أيضاً نصر السابع من يوليو بالدماء الطاهرة والتضحيات العظيمة، فأتحاً بذلك النصر عهداً جديداً على طريق الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والتنمية الشاملة والنهضة العصرية.
مدينة عظيمة تحتضن نصراً عظيماً
أخبار متعلقة