نحن شعوب العرب والمسلمين، نسأل دائما سؤالا محددا مُبهما مع كل دورة إنتخابية أمريكية، ماذا نحققه نحن أو ماذا يعود علينا ونستفيده نحن كعرب ومسلمين من الانتخابات الأمريكية المتتالية؟؟وجدير بالذكر أن أمريكا اليوم وفي زمن قياسي من تاريخ الأمم والشعوب، والتي لا يزيد عمرها عن مائة عام تقريبا، في خلال هذه الفترة القصيرة من تاريخ الأمم والشعوب،استطاعت أن تكون القوة الضاربة في الأرض برا وبحرا وجوا وهذا لا يُخفى على أحد، ووصلت واستطاعت من خلال تشريعاتها ودساتيرها الوضعية، أن تكفل هذا التفوق العلمي والعسكري والاقتصادي والإنساني وفي شتى المجالات والعلوم تقريبا. أمريكا ربما أسست عالمها الكبير هذا من خلال تجارب طويلة شاقة وأستطاعت فعلا أن تجتاز كل ذلك, لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم. ونرجع إلى نفس السؤال!! ماذا تحقق لنا الإنتخابات الأمريكية كعرب ومسلمين على المدى القريب والبعيد؟؟ وماذا نريده تحديدا بعد كل دورة إنتخابية أمريكية؟؟أمريكا طوال عهودها القديمة الجديدة, وضعت نصب أعينها مهمة محددة واضحة وتتمثل ببساطة شديدة, بمصلحة أمريكا كوطن قومي كبير أولا ومصلحة شعب أمريكا قويا موحدا ثانيا, وتتلخص علاقات أمريكا في الداخل والخارج على هذا الأساس وبموجب هذين المقياسين, وبهذا أمريكا وضعت أولى أولياتها ( أمريكا وشعب أمريكا ) فقط, فقد سعت وتسعى بدأب شديد إلى أن تحتل موقع الصدارة في العالم... وتفكيرها ونهجها هذا لا يعيبهم في شيء.عندما نقيس الأمور بمعيارنا, إننا نحن العرب والمسلمين تخلينا أصلا ومنذ أكثر من 1200 عام, تخلينا كأنظمة دكتاتورية كهنوتية على أن تكون الأولوية لأوطاننا وشعوب أوطاننا!! وضللونا وجهلونا وخدرونا وبلدونا, وبالتالي سمحنا تحت وطأة الجيش والشرطة والقمع والبطش والإذلال والمهانات وتكميم الأفواه والملاحقات والسجون والتعذيب!! سمحنا مُجبرين من خلال ملوك وأسر حاكمة باطلة غير شرعية وكهنتهم ومشرعيهم أئمة أشد الجهل والتخلف والشقاق والإرهاب والنفاق الباطلين غير الشرعيين, ورضخنا نحن كشعوب وسمحنا لهذه الدكتاتوريات وكهنتهم بأن تظل أراضينا العربية مقسمة مفرقة مجزأة بقيود وموانع وحواجز وهمية في وجه الأوطان والشعوب ومنذ أكثر من 1300 عام, وسمحنا للدول الأخرى أن تغزونا وتحتلنا وتنتهك كل المحرمات تنفيذا لمصالح الدول الغازية القوية دوما التي تستمد هذه الدول قوتها من ضعفنا كعرب ومسلمين ممثلة بأسر حاكمة باطلة غير شرعية ومشرعيهم وكهنوتهم أصحاب الأديان الأرضية الوضعية المذهبية الملكية ( السُنة والشيعة).نحن كمفكرين ومثقفين ومحللين وكأكاديميين وكتاب عرب, لا نريد من أمريكا أكثر من أن ترفع يدها وقيودها عن عقولنا وفكرنا العربي من خلال هذه الأنظمة الدكتاتورية الكهنوتية القمعية المصدرة للقمع والبطش والإرهاب.. وأن تتوقف عن دعمها لهذه الدكتاتوريات الإرهابية المصدرة للقتل والفتنة والإقصاء والتكفير!! لا نريد منها أكثر من أن تتكلم بشفافية ووضوح وتصرح علنا بضرورة أن تحافظ على مبادئ محاربة إرهاب الدول والحفاظ على الكرامات الإنسانية وحقوق الإنسان فقط, أن ترفع يدها ودعمها لهذه الدكتاتوريات الكهنوتية, والمهمة ملقاة على عاتقنا جميعا في تحرير أوطاننا وشعوبنا من الداخل .. ولسنا بحاجة إلى قوى خارجية لتحررنا.الزخم الذي ظهر خلال فترة الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن, كان مهما جدا في تحريك الرواكد داخل البيت العربي, على الرغم إننا نعلم يقينا إن كل نبراته عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب!! هي كلها كانت صيَغ تغطية لإحتلاله لأفغانستان والعراق ومن أجل بناء الوطن العربي الكبير تمهيدا للدولة اليهودية الكبرى في فلسطين!!! ولكننا استغلينا في هذه الفترة القصيرة, تلك الشعارات الأمريكية الرنانة وحديثها عن محاربة الإرهاب والكرامات وحقوق الإنسان, للبدء في مواجهات كانت ومازالت حتمية وضرورية, للتعرف على أولويات المخاطر المحدقة بنا كأمة عربية وإسلامية, وفضحها وتعريتها تهيأة وإستعدادا للمعركة القادمة المرتقبة بين القديم والجديد, بين الجهل وبين العلم, بين التخلُف وبين الحداثة, وبإذن الله سيستمر هذا الزخم في ظل قيادة الرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين أوباما, الذي نتمنى عليه أن يرفع غطاء دعم أمريكا للأنظمة الكهنوتية الإرهابية العالمية .اليوم نستطيع أن نجزم إن وعي المثقفين والمفكرين العرب وعدداً هائلاً من صفوة الشعوب العربية والإسلامية المستنيرة, بالمقارنة مع عشر سنوات مضت هو لاشك توسع وأنتشر سريعا.اليوم نحن نؤكد إننا قد تجاوزنا الخطوط الحمراء التي رُسمت لنا قمعا وبطشا وظلما وعدوانا منذ أكثر من 1200 عام تماما, وأصبحنا جماعيا في مواجهة حتمية بين أن نكون أو لا نكون في المستقبل... بين صفوة المجتمعات العربية وبين هذه الأنظمة الكهنوتية القمعية البطشية ومشرعيهم الباطلين غير الشرعيين الطُغاة العُصاة, ولن يثنينا أي تحد لمواصلة هذه المسيرة إلا الموت بإذن الله .[c1]* كاتب إسلامي [email protected][/c]
|
مقالات
العرب والمسلمون.. ماذا يريدون تحديدا من أمريكا أوباما ؟!!
أخبار متعلقة