فلسطين المحتلة/ متابعات:احتلت أحداث الاقتتال في قطاع غزة ومقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين مساحة واسعة من أقوال وتعليقات الصحف الفلسطينية الصادرة أمس الاثنين. ووصفت يوم الأحد بالأسود ويوم الفتنة، وتحدثت أيضا عن تدخلات خارجية، كما نشرت رسالة لأحد الموقعين على وثيقة الأسرى.سمت صحيفة الأيام أمس الاول "الأحد الأسود"، واعتبرت أحداثه الدموية مؤشرات لحرب أهلية، مشيرة إلى أن أحداث غزة انعكست بتفاعلاتها سريعا في مدن الضفة الغربية.وذكرت الصحيفة أن الوفد الأمني المصري الموجود في قطاع غزة شرع الليلة قبل الماضية في بذل جهود حثيثة مع كافة الأطراف المعنية من أجل تطويق الأحداث المؤسفة التي وقعت.وأشارت إلى أن الجهود المبذولة من قبل الوفد المصري جاءت بناء على الاتصال الهاتفي الذي جرى الليلة قبل الماضية بين رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ورئيس الوزراء إسماعيل هنية.وصفت صحيفة الحياة الجديدة اشتباكات غزة أمس الاول بأنها "ضارية" وبأنها تنذر بكارثة في القطاع، ونسبت إلى مدير العلاقات العامة في مستشفى دار الشفاء الدكتور جمعة السقا مناشدته المواطنين بالتبرع لإجراء العمليات اللازمة للجرحى.وتحت عنوان "الفتنة تحصد أرواح تسعة مواطنين وتجرح أكثر من 100 في يوم واحد" نشرت الصحيفة مناشدة من فصائل منظمة التحرير للجميع بوقف الاشتباكات فورا، ومطالبتها الحكومة ووزير الداخلية بالعودة عن قرار نشر القوة التنفيذية في شوارع القطاع.ونقلت عن الناطق باسم القوة التنفيذية إسلام شهوان قوله إن قيادة الأمن الوطني في خان يونس اعترفت بأن مفتعلي الاشتباك المسلح هم دخلاء على الأمن الوطني وليسوا منه.كما نقلت عن كتلة فتح البرلمانية مطالبتها الرئيس محمود عباس بالتدخل العاجل وتحمل المسؤولية القانونية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني لإخراجه من المنعطف الخطير، مضيفة أن فتح دعت في رسالتها الشهرية الموجهة لقاعدتها إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة للخروج من الأزمة العميقة، التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.وتحت عنوان "الفتنة الأهلية" كتب حافظ البرغوثي في صحيفة الحياة الجديدة يقول: "أطل دعاة الفشل والقتل والدمار الآن سواء من حماس أو فتح ليؤكدوا معصيتهم لنواميس الوطن والوطنية والدين".وأضاف "ليخسأ موقدو الفتنة ودعاتها وكل من يضغط على الزناد ليريق دم أخيه ويزهق روحا حرم الله المس بها"، واصفا "كل من ينساق وراء النافخين في نار الفتنة ومؤججي الحقد والكراهية ومشعلي النيران في بيوت لم يبق الاحتلال على شيء منها" بالإجرام.رأت صحيفة القدس في افتتاحيتها تحت عنوان "المأزق الفلسطيني.. المطلوب قرار قيادي شجاع" أن الأحداث المؤسفة تؤكد مجددا "أننا وصلنا إلى وضع مأساوي لا نحسد عليه، وأن هناك من يصر على تجاوز الخطوط الحمراء وإراقة الدم الفلسطيني بسلاح فلسطيني".وشددت على أن الوقت حان "لإنهاء كل مظاهر استعراض القوة والفلتان الأمني والاشتباكات المؤسفة.. وأن يدرك الجميع أن الدم الفلسطيني سيظل خطا أحمر في ضمير ووجدان أبناء شعبنا".وخلصت الصحيفة إلى القول بأننا أمام مأزق عام لا يقتصر على ما حدث أمس الاول من أحداث مؤسفة بل أيضا نحن أمام مأزق سياسي واجتماعي واقتصادي ومن واجب القيادة الفلسطينية أن تتحمل مسؤولياتها وتضعنا على أول الطريق لتجاوز هذا المأزق.تحت عنوان "تطنيش!" تساءل الكاتب حسن البطل في صحيفة الأيام: هل نحن ذاهبون إلى مستنقع الحرب الأهلية؟ وهل هذه أول مرة نقف فيها على حافة هذا المستنقع، أم أن النضال الوطني الفلسطيني منذ مطالع القرن المنصرم شهد حروبا أهلية تحت رايات الوحدة الوطنية؟أما يحيى رباح في صحيفة الحياة الجديدة تحت عنوان "الذهاب في الاتجاه الخطأ!!!" فوصف قرار وزير الداخلية بنشر القوة التنفيذية بـ"الإجراء المتشنج والمتسرع"، مضيفا أن الوزير "وضع نفسه أمام المساءلة الوطنية والقانونية، لأنه تعسف في استخدام صلاحياته، وبدأ بالخطوة الأخيرة بدل أن يبدأ بالخطوة الأولى".ونشرت صحيفة القدس تصريحات للشيخ عبد الخالق النتشه، أحد أبرز الموقعين على وثيقة الأسرى عن حركة حماس، أعرب فيها عن قلقه البالغ من التطورات الأخيرة التي تعيشها الساحة الفلسطينية وحالة الاحتقان والتوتر التي يسعى الاحتلال إلى زيادة حدتها.وقال النتشه في الرسالة التي وجهها إلى الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله الوطنية والإسلامية من زنزانته في سجن هداريم الإسرائيلي، إن الوضع الفلسطيني يتجه إلى مزيد من التأزم والاحتقان "وهذا يتطلب من الجميع بأن يترفعوا عن المصالح الحزبية والشخصية أمام المصلحة العامة لشعبنا لنتجاوز هذه المرحلة".وشدد على أن الخروج من هذه الأزمة يكمن في الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرتها كل القوى الفلسطينية بعد جدل ونقاش طويلين.
الأحد الأسود يوم الفتنة في غزة
أخبار متعلقة