الطفل ورضاعته الصناعية
وجود قابلة مؤهلة ماهرة عند التوليد أقل ما يجب للذود بالأمهات ومواليدهن من أي أخطار محتملة أو مرتقبة وفرض التدخل المناسب على وجه السرعة متى استجدت مشكلة أو لاح خطر مهدد للأم الوالدة أو وليدها ولمنع حدوث الممارسات الخاطئة والضارة على المرأة ووليدها الشائعة في الولادات المنزلية.فالقابلة المدربة لديها القدرة على معرفة حالات فقر الدم وقياس ضغط الدم ومعرفة الأعراض والعلامات الحقيقية للولادة الطبيعية واكتشاف حالات الخطورة وحالات الولادة المطولة أو المتعسرة ومعرفة حالة المولود الصحية من خلال التنفس والمحافظة عليه في بيئة دافئة مناسبة والتخلص السليم للمشيمة “الخلاص” واتخاذ القرار المناسب في نقل الأم ووليدها بصورة عاجلة إلى أقرب مرفق صحي.وبمقدورها أيضاً تقليل العدوى لدى المرأة عند الوضع أو عقبه والتصرف المناسب عند فقدان المرأة دماً خلال أو بعد الولادة.إلى جانب دورها في التشجيع على الرضاعة الطبيعية المباشرة بعد الولادة وتقديم النصح والمشورة بأهمية الرضاعة الطبيعية والوضعية المناسبة للإرضاع.[c1]الحماية من العدوى[/c]على عاتق القابلة المؤهلة تقع مسؤولية منع التلوث المسبب للعدوى عن الأم الوالدة ووليدها، فعندما يكون الجنين في رحم أمه محاطاً “بالسائل الأمينوسي” محمياً تماماً من الجراثيم والميكروبات، في موضع شديد التعقيم ومغلقاً بالغشاء الرقيق الذي يتمزق قبل المخاض بوقت قصير “خروج المولود إلى العالم الخارجي” ولا يكون جنينها بمأمن من عدوى الجراثيم المسببة للالتهابات الخطيرة، فالبيئة الخارجية المحيطة به والأسطح والأدوات والمواد مالم تكن نظيفة ومعقمة بيئة خصبة للجراثيم والميكروبات ما يفرض بالضرورة عدم التهاون بالنظافة وليس في المشكلة تعقيداً أو صعوبة، وإنما بالممارسات البسيطة المتبع فيها قواعد الولادة النظيفة واستخدام المواد والأدوات النظيفة والمعقمة تستوفي الشروط الواقية للأم ووليدها من العدوى كغسل اليدين جيداً بالماء والصابون وارتداء القفازات “الطبية” إذا توافرت. واستعمال علبه الولادة النظيفة والجديدة للولادة المنزلية مع وإتباع التعليمات الموجودة في النشرة المرفقة داخل العلبة، ومن السهل الحصول على هذه العلبة من الصيدليات أو من أقرب مرفق صحي، ويوجد بداخلها “مادة اليود المطهرة - قطعة قطن طبي - خيط معقم لربط الحبل السري - موس جديد - قطعة من القطن - صابون - مشمع أبيض يتم وضعه تحت الأم لتلد عليه” بالإضافة إلى استعمال قناع واق معقم حول الأنف والفم “القناع المعقم”وغسل اليدين هنا إجراء مهم وذلك لإزالة الجراثيم العالقة في اليدين على أن يسبقه خلع للخواتم وساعات اليد وعدم إعادتها حتى تتم عملية الولادة، وكذا قص الأظافر.علماً بأن الصابون الموجود في علبة الولادة مضاد للجراثيم وبالحرص على استعماله يتسنى القضاء عليها بنسبة عالية، على أن يرافق استعماله عند غسل اليدين فرك قوي للأصابع وعند الأظافر وتغلغل الصابون، بالإضافة إلى دلك راحتي اليدين ثم تنشيف الساعدين بمنشفة نظيفة جافة.كما أن استعمال قطعة البلاستيك النظيفة “المشمع” تحت الأم خلال الوضع يؤمن بيئة نظيفة وعازلة للأم وما تحتها من الفرش والأغطية، وخلال الوضع يفضل تجنب لمس مجرى الولادة بدون قفاز لمنع العدوى.وعند ربط الحبل السري للوليد يجب أن يكون ذلك بإحكام في منطقتين بالخيط الموجود في علبة الولادة، ثم يقطع الحبل السري بينهما بالموس النظيف والمعقم الموجود بالعلبة.كذلك يتم تجفيف ولف المولود في فوطة أو قطعة قماش نظيفة ويوضع المولود على بطن الأم أو صدرها ويجفف رأسه، ثم يغطى المولود للمحافظة عليه دافئاً كي لا يتعرض للبرد.وينصح أيضاً بتشجيع الأم على القيام بعملية الرضاعة الطبيعية مباشرة بعد الولادة.كما ويتم ربط السرة للوليد بشكل محكم ومن ثم تجفيفها دون وضع أي محلول أو معقم على السرة مطلقاً.[c1]أسس ومعايير[/c]منع حدوث الممارسات الخاطئة والضارة على المرأة ووليدها والشائعة في الولادات المنزلية أمور تتكفل بها القابلة المدربة، فنزول البطن قبل الولادة جراء نزول الجنين إلى الحوض يحدث - عادة - في البكرية قبل بدء الولادة بأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أو حدوثه لدى المرأة الولود - غالباً - مع بداية الولادة.وبالتالي يمنع الضغط على بطن الحامل لتعجيل الولادة.إن تقلصات الرحم غير الإرادية تسمى المرحلة الكامنة وتتراوح مابين “12-10 ساعة” عند البكرية وما بين “8-6 ساعات” لدى المرأة الولود، حيث يصير عنق الرحم رقيقاً ومما يساعد على الانفتاح.بالإضافة إلى تقلصات عضلات البطن، بينما تبدأ مرحلة المخاض “الولادة الحقيقية” المعروفة بتقلصات رحمية بفواصل متقاربة ومتزايدة الشدة تنتهي بالولادة، وتتراوح من ساعة إلى ساعتين بالنسبة للبكرية ونصف ساعة عند المرأة الولود.؟وعقب ولادة الجنين تأتي مرحلة خروج المشيمة “الخلاص”، ولا يتجاوز عادة الساعة الواحدة بعد الولادة. أما المرحلة الأخيرة التي تستدعي اهتمام القابلة المدربة فتبدأ من بعد خروج المشيمة وتنتهي عند استقرار حالة الأم.[c1]المراقبة بعد الولادة[/c]يتيح مراقبة الأم ووليدها والعناية بهما أثناء الوضع “المخاض” ولادة خالية من المضاعفات وتجنب حدوث انقلاب الرحم أو تمزق المشيمة أو بقاء أجزاء منها داخل الرحم أو انفصال الحبل السري عن المشيمة الناجم عن شد الحبل السري بقوة، وينصح هنا بتجنب التدليك القوي على الرحم، ولا ينصح بتشجيع الأم على الدفع للأسفل بعد الولادة الجنين إلا إذا ظهرت المشيمة وذلك حتى يتم طردها إلى الخارج.ومن الأهمية بمكان محاولة منع نزيف الأم بعد الولادة الناجم عن ارتخاء الرحم مع التشجيع على الرضاعة الطبيعية مباشرة بعد ولادة، وينصح إلى جانب ذلك تدليك الرحم بلطف.ونحذر من مغبة الربط على الأوردة “الدوالي” فهو يجعل الأم بعد الولادة عرضة للإصابة بجلطات في الساق، وينصح بالحركة المقبولة للأم في فترة النفاس بعد الولادة وعدم المكوث في السرير بدون حركة.وننوه إلى خطورة استعمال عقاقير “علاجات” أو مشروبات شعبية خلال الوضع فهي تحتاج إلى دراية وعناية لأنها قد تزيد من تقلصات الرحم، وإذا لم يقابل ذلك التوسع لعنق الرحم يحدث انفجار له مع مضاعفات خطيرة على الجنين.ختاماً.. لا تترك المرأة الوالدة إلا بعد استقرار حالتها بعد ساعتين على الولادة حتى تتبين قدرتها على الحركة وما لم يكن هناك نزيف من مجرى الولادة “المهبل” أكثر من المعتاد. كما يجب التأكد من عدم وجود جروح أو تمزقات لتكون الأم قادرة على الاهتمام بوليدها من خلال المباشرة في الرضاعة الطبيعية.