بغداد / رويترز:خرج عشرات الالاف من العراقيين يوم أمس الثلاثاء الى شوارع بغداد في مظاهرة ضخمة نددوا فيها بنتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة وطالبوا بالتحقيق في الطعون والخروقات التي رافقتها واعادتها تحت اشراف دولي.وعر المشاركون في المظاهرة التي انطلقت من ساحة اللقاء في منطقة المنصور عن رفضهم لنتائج الانتخابات الجزئية التي اعلنتها مفوضية الانتخابات العراقية المستقلة بعد ايام من اجراء الانتخابات في 15 من الشهر الجاري.واظهرت النتائج الجزئية تفوقا واضحا للائتلاف الشيعي على حساب كافة القوى والكيانات السياسية التي اشتركت في الانتخابات باستثناء الكردية وهو ما اعتبرته هذه القوى نتائج غير متوقعة لا تتناسب والنتائج الاولية التي تقول انها حصلت اليها من خلال مراقبيها ووكلائها المعتمدين في المراكز الانتخابية.واتهمت هذه القوى مفوضية الانتخابات بعدم الحيادية والنزاهة والائتلاف الشيعي باتباع طرق غير شرعية في الانتخابات.وكان مؤتمر القوى الرافضة للانتخابات المزورة "مرام" وهو الاسم الذي اتفقت هذه القوى على تسمية نفسها به بعد ان تكتلت جميعا تحت تجمع واحد بلغ عدد اعضائه 40 حزبا وقائمة انتخابية وكيانا سياسيا قد دعت مؤيديها الى التظاهر يوم أمس الثلاثاء تعبيرا عن رفض نتائج الانتخابات.وهتف المتظاهرون ضد مفوضية الانتخابات ورفعوا لافتات تطالب باقالة اعضائها ولافتات اخرى تصف الانتخابات بالمزورة. وكتب على لافتة "المفوضية العليا غش وتزوير" بينما كتب على اخرى "لا للانتخابات الطائفية التي تسعى الى تقسم العراق". وكتب على لافتات اخرى "لا لا للانتخابات المزورة... نعم نعم لاعادة الانتخابات" في غضون ذلك أدانت هيئة علماء المسلمين يوم أمس الثلاثاء قيام قوات عراقية باعتقال اكثر من 50 شخصا من سكان منطقة حي الفرات غربي بغداد وطالبت بالافراج الفوري عنهم.وقال بيان صادر عن الهيئة ان قوات من اجهزة وزارة الداخلية هاجمت صباح الاحد الماضي "حي الفرات غربي بغداد... وبالملابس الرسمية واستهدفت دورا يقطنها عشائر الدليم والجبور وزوبع (سنة) فكسرت الابواب وسرقت ما عثرت عليه من اموال وانهالت بالضرب والشتائم على الاهالي من رجال ونساء وشيوخ واطفال واعتقلت اكثر من 50 منهم."واضاف البيان "ان هذا الفعل المشين والجبان ليؤكد على ان الارهابيين الجدد الذين يتسترون وراء مناصب نالوها بسواعد المحتل مازالوا سادرين في غيهم وعازمين على مواصلة اجرامهم."ومضى البيان يقول "ان من الظلم السماح لهؤلاء بالبقاء في مواقعهم بعد الذي اظهرته جوارحهم وما تخفي صدورهم اعظم."وحملت هيئة العلماء وهي المرجع الديني للسنة العرب في العراق "الحكومة مسؤولية ارهاب الدولة هذا" وطالبت بالافراج الفوري "عن هؤلاء المعتقلين وغيرهم ممن اودعوا السجون ظلما وطائفية."كما حملت الهيئة "قوات الاحتلال المسؤولية ذاتها."وقالت الهيئة التي تقاطع العملية السياسية في العراق وتعارض علانية وجود قوات اجنبية في العراق انه ورغم اعتراف القوات الامريكية والسفير الامريكي في العراق " بطائفية هذه الاجهزة الا انها تصمت على اجرامها الامر الذي يجعلها شريكة في المسؤولية."وكانت القوات الامريكية قد كشفت قبل بضعة اسابيع عن اماكن تستخدمها اجهزة وزارة الداخلية العراقية كمعتقلات وسجون كانت تضم عشرات المعتقلين وتبين بعد ذلك انهم تعرضوا الى عمليات تعذيب وسوء تغذية.في سياق اخر قال مسؤولون عراقيون انهم عثروا يوم أمس الثلاثاء على بقايا عظام 31 شخصا فيما وصفوه بانه مقبرة جماعية في مدينة كربلاء.وقال مسؤول بارز في المعمل الذي نقلت اليه الرفات انهم قتلوا فيما يبدو اثناء قمع الانتفاضة الشيعية ضد الرئيس السابق صدام حسين بعد حرب الخليج عام 1991.وقال المسؤول "هناك 31 جثة. مازلنا نفحصها لكن يبدو ان اصحابها جميعا من ضحايا احداث عام 1991."واختلفت الاراء في بادئ الامر بشأن عدد الجثث عندما اكتشف الموقع في موقع انشاء مشروع للصرف في وسط المدينة اذ قالت الشرطة في البداية ان هناك 150 جثة لكن رحمن مشعاوي المتحدث باسم الشرطة قال فيما بعد ان الموقع يضم "عشرات" الجثث.ورأى شاهد عيان في الموقع جوالا واحدا مليئا بما بدا أنه عظام بشرية.وتحرص الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة اثناء محاكمة صدام الجارية على تذكرة العراقيين بمعاناتهم في عهد حكومة صدام السنية.واتهم بعض زعماء السنة العرب الذين يمثلون الاقلية الشرطة ومسؤولين حكوميين اخرين بالمبالغة في تصوير الاعمال الوحشية وفي استغلال محاكمة صدام لخدمة مصالح طائفية.وأعلن عن نحو 300 مقبرة جماعية منذ سقوط صدام في ابريل نيسان عام 2003 أغلبها في الجنوب الذي تقطنه أغلبية شيعية وفي المناطق الكردية في الشمال.ويقدر المدافعون عن حقوق الانسان أن مئات الالوف اختفوا اثناء حكم صدام. على صعيد اخر قال الجيش الامريكي يوم أمس الثلاثاء ان طيارين امريكيين قتلا في تحطم طائرة هليكوبتر في غرب العاصمة العراقية بغداد ليل الاثنين.وقال في بيان "لم تكن هناك نيران معادية". ولم يعط المزيد من التفاصيل.