الشارقة / وام:أكد الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي رئيس مجلس إدارة هيئة الإنماء التجاري والسياحي في إمارة الشارقة على أن المنطقة العربية تشهد نموا اقتصاديا مطردا مدعومة بالعديد من العوامل التي تساهم في رفد العجلة الاقتصادية بالحيوية والنشاط. وأشار الشيخ سلطان بن أحمد في حوار مع “الخليج” على هامش مشاركة إمارة الشارقة في معرض سوق السفر العربي الذي تستضيفه دبي في الفترة من 6-9 مايو/ أيار الجاري إلى أنه ومع ارتفاع أسعار النفط، فقد شهدت الدول العربية المنتجة للنفط والتي تتركز بشكل رئيسي في منطقة الخليج العربي، معدلات نمو كبيرة نتيجة البنى التحتية والقنوات المالية التي تم إنشاؤها في وقت مبكر والتي تمكنت من تحويل ارتفاع أسعار النفط إلى أداة تطوير مهمة ساعدت في تسريع معدلات البناء والازدهار.وأضاف “لقد بات القطاع السياحي في منطقة الخليج اليوم لافتاً للنظر أكثر من أي وقت مضى، فبعد أن كانت هذه المنطقة تعد في وقت من الأوقات منطقة صحراوية لا يمكن حتى التفكير في خلق مقومات بسيطة لمفهوم السياحة فيها، فقد تغير الأمر جذريا، حتى في أقسى الفصول حرارة، وهو فصل الصيف، فإن نسب الإشغال تظل ضمن معدلات مرتفعة”. حول الأسباب التي ساعدت في هذا الانتعاش يقول الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي “هناك العديد من الأسباب ولعل أبرزها تخطيط مسبق كان في الأفق منذ مدة، إلا أنه بكل تأكيد كان اقل من التوقعات بأشواط بعيدة، فلم يكن لدينا تصورات بهذا الحجم، كنا نتطلع إلى تطوير المفهوم السياحي، وإيجاد مراكز ومناطق جذب سياحي تكون قادرة على جذب بعض المجاميع السياحية التي تصل إلى المنطقة، إلا أن زيادة الأعداد وتدفق السياح الحاصل، دفعانا لأن نعد مفهوما جديدا للقطاع السياحي في المنطقة”.وأكد رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي أن إمارة الشارقة تسير بخطوات سريعة وثابتة في تطوير قطاع السياحة، حيث تؤكد الإحصاءات أن الإمارة تسير في الطريق الصحيح نحو تعزيز هذه الصناعة ووضعها في مكانها الصحيح كمصدر للدخل القومي لها.[c1]الهوية الجديدة[/c]وأكد الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي على أهمية المشاركة في “الملتقى” الذي يعد أكبر حدث سنوي متخصص في قطاع السفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط ليكون الانطلاقة الترويجية الأولى لهوية إمارة الشارقة الجديدة قائلاً “في الوقت الذي تشهد فيه دورة هذا العام تنوعاً كبيراً وزيادة في عدد العارضين إلى جانب زيادة الوجهات والمنتجات السياحية فإن “الملتقى” يوفر لنا بلا شك منصة ترويجية مهمة ونافذة لتسويق الهوية الجديدة للإمارة والتي تعد نقطة التحول في استراتيجيات الترويج السياحي للإمارة، هذا بالإضافة إلى كون الملتقى يشكل لنا فرصة مهمة لتسويق مجموعة واسعة من المنتجات السياحية التي تميز إمارة الشارقة وتبرز المكانة التي تحتلها على خارطة السياحة العالمية”.وحول الهوية الجديدة لإمارة الشارقة قال القاسمي “لقد جاء إطلاق الهوية الجديدة لإمارة الشارقة بمبادرة من هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالإمارة التي تعمل ضمن استراتيجية قائمة على التركيز على عوامل تميز الشارقة كوجهة سياحية إضافة للتفرد الذي تمتاز به عن سواها، وتسعى الهيئة من خلال الهوية الجديدة إلى رسم ملامح المرحلة المقبلة والسياسات الترويجية للإمارة على كافة الأصعدة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتحديد الأهداف وبلوغ الغايات في تعزيز مكانة الشارقة على خارطة السياحة والأعمال العالمية، ولا شك في أن إطلاق هذه الهوية التي تعتمد منهجاً مدروساً ولا تكتفي بإطلاق شعار جديد هو تحد ليس بالسهل ننظر من خلاله إلى فضاء لا حدود له ونطاق واسع من القطاعات التي يمكن توظيفها في تسويق الإمارة سياحياً وتجارياً، وذلك لرفع معدل التدفق السياحي والاستثماري إلى الشارقة، وتطوير مختلف قطاعات التنمية في الإمارة”.وأضاف “إن ما يشهده قطاع السياحة من تحديات كبرى، يفرض علينا توحيد كافة الجهود وتسخير كل الإمكانات المتاحة في سبيل الوصول إلى الأهداف المنشودة”. وفي ظل التحديات التي تواجهنا في هذا القطاع عقدنا العزم على تقديم الشارقة بديلاً مميزاً لما تسمى “وجهات المستقبل” العربية، فالشارقة هي المكان الأبرز الذي يؤكد الحرص والالتزام بالمحافظة على القيم الحميدة، والتراث الثقافي، والجذور الإسلامية، ولا شك في أن جميع المعنيين بعملية الترويج السياحي في الشارقة يعملون اليوم كفريق عمل واحد يسعى إلى إظهار تميز إمارة الشارقة كوجهة سياحية بارزة، وعليه فإن مشاركتنا في فعاليات سوق السفر العربي لهذا العام تأتي تجسيداً وسعياً لهذا الهدف، حيث جاء قرار الاستمرار في المشاركة بفعاليات هذا الملتقى المهم استناداً لما له من أهمية كبرى في سوق السياحة الإقليمي وتأكيداً على استمرارية تواجد إمارة الشارقة في فعالياته كواحدة من أهم الوجهات السياحية المتميزة في المنطقة”.[c1]أداء الربع الأول[/c]في الوقت الذي باتت فيه السياحة اليوم مورداً مهماً من موارد الدخل للإمارة فإن الشارقة تسعى لإقامة مشروعات سياحية وإنشاء مدن وقرى سياحية لجذب السياح والمستثمرين إلى أراضيها، فضلا عن الحملات الترويجية التي تنظمها هيئة الإنماء السياحي والتجاري في الإمارة، الأمر الذي أسهم وبشكل كبير في جذب الزوار والسياح إلى الشارقة.وحول أداء القطاع السياحي في الإمارة خلال الربع الأول من العام الجاري قال الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي “في إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الحكيمة في التأكيد على تبوؤ إمارة الشارقة مكانة مرموقة في القطاعين التجاري والسياحي على مستوى المنطقة والعالم عملت هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة على استغلال مختلف السبل وتسخير كافة الإمكانيات المتاحة في الترويج لإمارة الشارقة كوجهة تراثية ثقافية سياحية عائلية متميزة”.[c1]محاور الترويج[/c]وأضاف “تقوم الهيئة بالتركيز على أربعة محاور في نشاطها الترويجي وذلك عبر إطلاق الحملات الإعلانية الترويجية المختلفة في عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية بمختلف أنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية، والمشاركة في أبرز المعارض التجارية والسياحية حول العالم، إذ حققت مشاركة هيئة الإنماء التجاري والسياحي في المعارض الدولية العديد من الفوائد لقطاع السياحة والسفر في الشارقة، وقد حصلت الهيئة من خلال هذه المشاركات على العديد من الجوائز العالمية خلال السنوات الماضية وكان أبرزها في الربع الأول من هذا العام حصول إمارة الشارقة على جائزة أفضل جناح في معرض بورصة برلين الدولي للسياحة والسفر على مستوى الدول العربية المشاركة في المعرض بما في ذلك دول الخليج العربي وذلك بحسب تقييم كلية الأعمال بجامعة كولون الألمانية لهذه الجائزة التي تقام منذ 8 سنوات خلال معرض بورصة برلين وتحظى باهتمام واسع من مختلف قطاعات الأعمال والسياحة ووسائل الإعلام العالمية وتتنافس عليها سنوياً مختلف دول العالم”.وقال “تحرص الهيئة على المشاركة في الملتقيات الاقتصادية في عدد من دول المنطقة والعالم لما لهذه المشاركات من أهمية في فتح آفاق أوسع لتنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة في الإمارة، وكان من أبرز هذه المشاركات خلال الربع الأول من العام الجاري ملتقى السياحة والاستثمار الخليجي 2008” GITOF الذي استضافته مدينة جدة السعودية تحت رعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة، ومن ضمن محاور الترويج هذه إقامة فعاليات عالمية ورعاية مختلف الفعاليات والأنشطة المحلية في الإمارة، إذ قامت الهيئة في الربع الأول من العام الجاري برعاية فعاليات “حملة النور للقيادة الآمنة” التي نظمتها كليات التقنية العليا بالشارقة بالتعاون مع شرطة الشارقة تحت شعار “الحياة ثمينة.. قد بمسؤولية”، كذلك قامت الهيئة برعاية العديد من الأنشطة والفعاليات الأخرى في الإمارة ومن ذلك رعايتها لفعاليات الملتقى الأول لألعاب القوى لمعاقي دول غرب آسيا الذي نظمه نادي خورفكان للمعاقين بالتعاون مع اتحاد الإمارات، كذلك المؤتمر الدولي الأول حول تاريخ العلوم عند العرب والمسلمين الذي نظمته كلية الآداب والعلوم وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة بالتعاون مع الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك تحت شعار “إسهامات العرب والمسلمين العلمية في خدمة الإنسانية.