نعم , ومؤكد بالفعل لا بالقول فحسب , في سبيل الوطن تهون التضحيات الغالية , فعندما يكون الوطن , وطن الجميع , الغالي معرضاً لفتنة تآمرية حاقدة مدعومة من قوى خارجية , كما هو الحال , من قبل الجماعة الإرهابية المتمردة في بعض مناطق محافظة صعدة , بالشكل التمردي العبثي العصياني المسلح , مستهدفة , هذه الفتنة , أمن الوطن وسلامته واستقراره والانقلاب على نظامه الجمهوري الديمقراطي والانتهاك لسيادته الوطنية ودستوره ووحدته الوطنية , عند حدوث هذا التهديد العدواني الخطير لوطننا اليمني , من قبل هذه الشرذمة المتمردة , وبعد المحاولات التي قامت بها وبذلتها الدولة وقيادة الوطن والدولة والشعب متمثلة بفخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية , منذ إشعال شرارة هذه الفتنة عام 2004م ومعاودتها عام 2005م , اللتين شهدنا المواجهتين الأولى والثانية لمجريات أحداث التمرد والتصدي لها في بعض مناطق محافظة صعدة , وفي الوقت نفسه بدأت وتخللتها أيضاً , محاولات وجهود قيادة الدولة , في اتخاذ عدد من المعالجات والإجراءات التي تصب في الاتجاه السلمي لوأد وقطع دابر الفتنة وإعطاء الفرصة لشرذمة التمرد , للعودة إلى رشدهم والتوقف عن فتنتهم والممارسات التخريبية العبثية العصيانية المسلحة في بعض مناطق صعدة , وذلك بدءاً من اصدار الرئيس القائد لقرار العفو العام عن المتمردين والمشاركين في الأعمال الإجرامية لهذه الفتنة , وإطلاق سراح المسجونين منهم لدى الدولة , وكذا منح التعويضات وتوفير الأمان لهم , للعيش في سلام وحرية في كنف الوطن , كمواطنين لهم من الحقوق كما عليهم من الواجبات وفقاً للدستور اليمني والقوانين النافذة في الوطن , لمواطني ومواطنات الشعب اليمني قاطبة , تحت راية وفي ظل النظام الجمهوري اليمني الديمقراطي الموحد .. إلا أن هذه المعالجات والإجراءات التسامحية المتخذة من قبل قيادة الوطن والدولة , مقابل دعوتهم أيضاً لتسليم أسلحتهم للدولة , قوبلت بالرفض والتجاهل من قبل هذه الشرذمة وبدلاً من استغلال هذه الفرصة التسامحية التي اتيحت لهم من قبل قيادة الوطن والدولة اليمنية , بل وامعاناً من شرذمة التمرد في مواصلة التحدي العدواني للدولة والوطن والنظام الجمهوري والشعب اليمني , إذ بهذه الشرذمة بينما الوساطات التي كانت لا تزال جارية مع قيادتها , تقوم في أواخر الشهر الماضي يناير 2007م مرة أخرى على مواصلة فتنتها التمردية العدوانية وممارساتها التخريبية بكل أشكالها وصورها العبثية الإجرامية , والمستمرة حتى الآن في إطار المواجهة الثالثة الجارية معها من قبل الدولة والوطن والشعب متمثلة بحماة الوطن والتصدي والدفاع عنه القوات العسكرية المسلحة والأمنية .. المستودة بمواقف الدعم والتأييد لها من قبل السلطات التشريعية والرقابية والمحلية والقوى السياسية الوطنية الخيرة في الأحزاب والمنظمات والهيئات والاتحادات النقابية والمهنية والنسوية والطلابية ومنظمات المجتمع المدني وعامة الشعب اليمني على امتداد الوطن , وذلك في اصطفاف وطني شامل يجسد الإرادة الشعبية الوطنية الحقة الرافضة والمستنكرة لهذه الفتنة والملتفة حول الدولة وقيادتها في المواجهة الحاسمة تجاه المتمردين .وعطفاً على ما سبق ذكره آنفاً عن جهود الدولة والقيادة المتمثلة بما أقدمت عليه واتخذ من الإجراءات والمعالجات التسامحية المذكورة سلفاً , تجاه الفتنة التمردية وهي الجهود والمعالجات التي تتغافل عنها وتحاول تجاهلها المعارضة في اللقاء المشترك فإن ما ينبغي قوله والتأكيد عنه هنا إن ما فعلته وأقدمت عليه الدولة وقيادتها في إطار اتخاذها لتلك الاجراءات والمعالجات لم يكن إلا فعل وطني مسؤول ومبادرة حكيمة وخيرة يعكسان الحرص العميق , الأثر وطنياً وإخلاصاً لدى قيادة الوطن والدولة والشعب على اخماد الفتنة وتجنب الوطن شرورها ومخاطرها بالتي هي أحسن ودون الحاجة إلى المواجهة القتالية الحاسمة مع شرذمة التمرد فكان هذا الفعل الوطني المسؤول , الحريص والحكيم لقيادة الدولة , هو المحك لمدى تجاوب وقبول هذه الشرذمة لفعل هذه المبادرة الوطنية التسامحية الخيرة , بقدر ما كان هذا الفعل الوطني الحريص لقيادة الدولة أمر له شأنه الوطني المسؤول الذي أوفت القيادة والدولة بالقيام به كفرصة أخيرة متاحة قبل المواجهة الحاسمة .وهنا نتوجه إلى السادة في معارضة المشترك بالتساؤل : ترى ما هو المطلوب والمنتظر من قبلكم أن تفعله ضمن معالجتها لمحاولة تجاوز الفتنة التي تستهدف الوطن , أكثرها مما فعلته الدولة وقيادتها ؟ ألم يكن ما فعلته الدولة والقيادة في ما أتخذته وأقدمت عليه من المعالجات التسامحية , نابع من حرص وطني مسؤول يصب في الاتجاه السلمي للفتنة وأفكارها على الوطن وطنكم ووطن الجميع ؟ وهل تريدون أو تنتظرون من الدولة وقيادتها بعد ما فعلته وأقدمت عليه واتخذته من المعالجات التصالحية لوأد الفتنة أن تفتح ذراعيها مرحبة ومستسلمة وتقول للمتمردين الإرهابيين أهلا بكم وعلى الرحب والسعة ولكم ما تريدون ؟! ولماذا ؟ لا تتوجهون بالنصح بجماعة الإرهابية المتمردة وتقولوا لهم بمسؤولية وطنية , كفى توقفوا عن تمردكم وممارساتكم العدائية في حق الوطن وأن التمرد وحمل السلاح في مواجهة المواطنين والدولة ونظامها ليس من حقهم وجريمة كبرى بكل المقاييس تعرضهم للعقاب والمحاسبة من قبل الدولة وتحت طائلة الدستور والقوانين .. وأخيراً أين أنتم من ذلك يا سادة في معارضة المشترك .
أخبار متعلقة