ذوو ضحايا انتفاضة الجنوب يطالبون بالنظر في أحوالهم قبل محاكمة جلاديهم
بغداد/وكالات:أعلنت القوات الأميركية أمس السبت عن اعتقال قيادي في تنظيم القاعدة مصري الجنسية خلال عملية دهم في منطقة عرب جبور في ضواحي العاصمة بغداد. وأوضح البيان ان "قوات التحالف اعتقلت قياديا في تنظيم القاعدة في منطقة عرب جبور الخميس بالاعتماد على معلومات استخباراتية". وأضاف ان "المعلومات الاستخباراتية تؤكد ان الإرهابي هو قائد لخلية تفخيخ سيارات تهاجم قوات التحالف في بغداد". وأشار البيان الذي لم يعط اسم المعتقل إلى انه ولد في مصر وجاء إلى العراق في أوائل عام 1980 وقد انضم إلى تنظيم القاعدة ويحمل الجنسية العراقية وكان مسئولا مهما في حزب البعث العربي الاشتراكي في عهد نظام صدام حسين. وفي عملية منفصلة أخرى في نفس المنطقة، أعلن الجيش الأميركي انه اكتشف منزلا تستخدمه عناصر خلية من تنظيم القاعدة مقرا لتنفيذ إعدامات. وقال البيان ان "قوات أميركية برية عثرت على جماجم وأجساد متفسخة وعظام وملابس ملفوفة بقطع قماش مليئة بالدماء".
وقال بيان صادر عن قيادة القوات الأميركية ان "الجثث كانت ترمى في داخل حفرة كبيرة تنتشر فيها الكلاب المفترسة". وأضاف "عثرت القوات البرية في داخل المنزل قريب على أثار دماء وعلامات أخرى تؤكد حدوث عمليات إعدام في المكان". وأوضح الجيش ان "الخلية عثر عليها خلال عملية عسكرية استمرت لمدة يوم كامل خلال الأسبوع الجاري وتم العثور أيضا على مصنع للسيارات المفخخة تستخدمه القاعدة" مؤكد ان "القوة اعتقلت ثمانية مشتبه بهم في العملية". وعرب جبور هي منطقة ريفية تغطيها الأشجار والبساتين ذات غالبية سنية واسمها نسبة لعشيرة الجبور السنية.إلى ذلك طالب العشرات من ذوي ضحايا الانتفاضة الشيعية في الجنوب أمس السبت في اعتصام نظموه في ساحة الفردوس وسط العاصمة بغداد ب"الكف عن تجاهلهم والنظر لمعاناتهم" قبل محاكمة أطراف النظام السابق الذي قمع الانتفاضة عام 1991. وتجمع نحو 150 من النساء والرجال والأطفال في ساحة الفردوس رافعين لافتات كتب عليها "المجد والخلود لشهداء انتفاضة آذار الشعبانية" و"متى ستتحرك الضمائر لإنصاف شهداء انتفاضة آذار الشعبانية؟" و"نطالب بحقوق المقابر الجماعية، الحق يؤخذ ولا يستجدى". وبدأت الثلاثاء الماضي محاكمة المتهمين بقمع الانتفاضة الشيعية في جنوب العراق في مارس 1991 وبينهم علي حسن المجيد المعروف بـ"علي الكيماوي" ابن عم الرئيس الراحل صدام حسين. وقال الشيخ رحيم جري "نحن لسنا بحاجة إلى مزيد من سفك الدماء نريد من الحكومة ان تنظر في أمورنا، ان ترى محنتنا لا ان تحاكم أزلام النظام وتتجاهل معاناتنا". وأضاف "لقد عانينا كثيرا في زمن النظام المقبور واليوم تتجاهلنا الحكومة ولم نحصل على أي تعويض لا مادي ولا معنوي"، مضيفا "لا بد من تشكيل هيئة الانتفاضة على غرار هيئة النزاهة للنظر في قضايا ذوي ضحايا الانتفاضة". وتابع "الضحية يبقى ضحية والجلاد يبقى جلادا لا بد من التفكير في البداية في إنصاف الضحية ومن ثم التفكير بمحاكمة الجلاد".وقال المنظمون في بيان وزعوه على الصحافيين "على الرغم من سقوط وموت الطاغية ما زلنا نعاني الأمرين من تهميش وبطالة وتشريد وضياع حقوق وما زالت الحكومات المتعاقبة تبذل الجهد لتهميش دورنا الوطني وتكميم أفواهنا المطالبة بصوت الحق".