د/زينب حزامالفصول المتحركة آخر ما أدخلته اليمن في وسائل التربية والتعليم الحديثة.لقد أصبح اليوم وخاصة بعد انتشار أنفلونزا الخنازير مؤخرا من الضرورة استخدام الفصول المتحركة لتفادي انتشار هذا المرض ،وهذه التجربة التي استخدمت في اليمن أواخر القرن الماضي ،أصبحت في يومنا هذا موضع اختيار وفي نطاق محدود و الهدف منها هو استخدام كافة الوسائل التعليمية الحديثة المتوفرة بالمدارس ،والتي يصعب نقلها من فصل إلى آخر ،فضلا عن إتاحة الفرصة لاستيعاب عدد اكبر من التلاميذ.[c1]ظاهرة ازدحام الفصول الدراسية[/c]إن معظم المدارس الابتدائية والثانوية في عدن تعاني من ازدحام الطلاب فيها ،وتجربة الفصول المتحركة سوف تخفف من هذا الازدحام وتقضي على الملل والضيق الذي يصيب الطلاب أثناء شرح الدرس وثم تطبيق التجربة في بعض المدارس الابتدائية والثانوية ،رغم الصعوبات وضياع جزء من الوقت أثناء التنقل من فصل إلى آخر ،إلا أن إدارة التربية والتعليم عملت على حل هذه المشكلة بتوفير المختبرات العلمية لإجراء التجارب في دروس الفيزياء والكيمياء وبناء المكتبات المدرسية وتوفير قاعة لتدريس الكمبيوتر وتنظيم الرحلات الاستطلاعية والترفيهية لتطبيق دروس التاريخ والجغرافيا .[c1]التلاميذ..والحياة المدرسية[/c]
إن التجربة تعطي الطفل في المرحلة الابتدائية نوعا من النظام والدقة والتنظيم في حياته.فالمدارس تختلف فيما بينها من حيث الدقة وأسلوب الحياة المدرسية والترتيب في الأدوات الدراسية ،هذا الشيء الذي تهتم به المدرسة ،ثم إن المناخ المدرسي في بلادنا تكسوه روح المودة والعطف من قبل التربويين والمدرسات على التلاميذ الصغار.[c1]أثر تجربة الفصول المتحركة[/c]لقد استفادت بلادنا من تجربة الفصول المتحركة في الدول التي سبقتنا في هذا المجال وخاصة في نظام التعليم الجامعي.أما من أهداف التجربة النموذجية في رعاية الأطفال فهي تعودهم على النظافة والالتزام،ويشعر الطفل خلال مرحلته الابتدائية بعطف الأمومة وفي المدارس كل ماهو حديث وضروري للتعليم ،حتى يحب الطالب المدرسة وينهل من ينابيع المعرفة ،ونوجد حب الطفل للدراسة حتى يصل إلى الجامعة .في الجامعات أولت وزارة التعليم العالي اهتماما كبيرا لبناء قاعات الجامعة وزودتها بكافة الوسائل التعليمية التي يستفيد منها التلاميذ.[c1]اختلاف مفهوم التعليم[/c]*ماذا نتعلم في قاعة الجامعات ؟
سؤال قد يبدو ساذجا،فالمعرفة قد أصبحت عنصرا أساسيا في عالمنا المعاصر ،ولكن إذا دخلنا في التفاصيل وتساءلنا قائلين :ماذا نتعلم ؟فان الأمر يختلف باختلاف حاجة كل مجتمع ،ودرجة تطوره ،وفلسفته في التطور ،لكن كل المجتمعات متفقة على أن قدرا أساسيا من التعليم أصبح ضروريا ولهذا دخلت فكرة الإلزام في بعض المراحل التعليمية ،لكن الأمر يختلف كلما تقدمت مراحل التعليم ،ففي الجامعات ،أو مايسمى التعليم العالي يبدو التفاوت شديدا ، أما في بلادنا يختلف الأمر عن الدول المتقدمة ،وبالتالي فإننا نطرح سؤالا مهما :من يذهب إلى التعليم العالي ؟وجدنا الإجابات مختلفة عند الطلاب ،خاصة عند الذين ينتهون من الثانوية العامة ،وبصرف النظر عن دقة اختيار السن كمؤشر على إعداد طلاب التعليم العالي فان الأعمار تختلف عن الطلاب الجامعيين ،ويبدو أن مستوى الدخل في الأسرة مهم في توفير التعليم الجامعي لدى الطلاب ،حتى لو توفرت فرص التعليم أو الرغبة في التعليم إلا أن الأمر مرهون بالإمكانيات المادية ،فالجامعة والمعمل والكتاب والأستاذ يتم اختزالهم في النهاية برقم الإنفاق ،يستطيع المجتمع إن يقدمه أو يعجز عن تقديمه ،ويستطيع الفرد في بعض الحالات أن يتحمله أو لايستطيع تحمله ،فالمستوى الاقتصادي حاسم ،سواء بالنسبة للإنفاق على التعليم أو بالنسبة لقدرة الأفراد ،أو بالنسبة لحاجة سوق العمل ،فاحتياجات مجتمع صناعي متقدم تختلف عن احتياجات مجتمع زراعي أو رعوي.[c1]الخروج المبكر للطالب إلى العمل[/c]
وفي المجتمعات الفقيرة يتراجع كل ذلك حسب قدرة الإنفاق في هذا المجتمع ،فسوق العمل لها طبيعتها ،وقد يكون الخروج المبكر للطالب إلى العمل أو قد يكون اشتغال الأطفال هو المقابل والنقص هذا ما نلحظه في المجتمعات الفقيرة ومنها بلادنا ،حيث نجد في بعض المناطق اليمنية الفقيرة ،يعمل الأطفال في محلات الميكانيكا لتصليح السيارات أو في المطاعم وغيرها من المحلات التي تقبل بتشغيل الأطفال مقابل الأجور البسيطة.ونعود إلى موضوعنا الأساسي وهو دور الفصول المتحركة في الرعاية ودعم الطلاب منذ السنوات الأولى في الروضة والشباب في مدارس الثانوية العامة والجامعة وما تتطلبه الحياة في المراحل المختلفة من عمر الإنسان ابتداء من المدرسة حتى الجامعة والعمل.إن الاهتمام في بناء الفصول المتحركة في المدارس يلعب دورا هاما في تنمية المجتمع فهي توسع الخبرات العقلية المعرفية بأكبر قدر مستطاع هذا أولا.ثانيا :تربية الأطفال في الرياض والمراهقين في المدارس الإعدادية والثانوية والقيام بعملية التنشئة والتطبيع والاندماج الاجتماعي لهم.
ثالثا:تساعد على التطبيع والاندماج الاجتماعي مع الواقع المعيشي للمجتمع.رابعا:تكوين وتنمية المهارات والهوايات المناسبة للمرحلة الدراسية .خامسا:تكوين فلسفة عملية للحياة.سادسا:تحقيق الاتزان للفصول المتحركة يساعد الطالب على أن يكون إنسانا قادرا على التعلم واكتساب الخبرات وإعادة التنظيم تحت تأثير الأحداث من جهة ،ومن جهة أخرى مواجهة الصعوبات في المستقبل.