استطلاع / هبة حسن الصوفيللأطفال حياة مليئة بالمغامرات والتصرفات التي تكون احياناً طبيعية واحياناً غير طبيعية فشخصية الأطفال بشكل عام تتبلور منذ الصغر مرورا باختلاطهم بالبيئة المحيطة بهم واقترانهم بالأصدقاء وبعدها دخولهم إلى المدارس. ومن هنا تظهر كثير من التغيرات في حياة ونفسية كل طفل فهناك من يكون انطوائياً أو عدوانياً ومنهم من يكون طبيعياً وجميع الأطفال تحدث لهم تغيرات ولكن هناك مشكلة عند بعض الأطفال يصعب تفاديها وخاصة إذا لم تكن عليهم رقابة ولم يتلقوا تهذيباً كافياً ألا وهي مشكلة إفشاء أسرار أسرهم وخصوصياتهم عند الآخرين. عن هذه المشكلة التي آذت كثيراً من العائلات أجرينا هذه اللقاءات لنعرف أسبابها وكيفية حلها.[c1]طفلي يجلب لي المشاكل [/c]- قالت الأخت سهام ناصر ( ربة بيت) أعاني كثيراً من هذه المشكلة فعندي ولد يبلغ من العمر 7 سنوات ولكنه يجلب لي دائماً المشاكل سواء مع إخوتي أو مع الجيران ووصل بي الحال إلى درجة إنني لا استطيع أن أقول شيئاً بحضوره لأنه لا يكتم سراً. فذات يوم كنت أتكلم مع أختي عن شيء حدث بيني وبين والده وتفاجأت في اليوم التالي بأن جارتي قد علمت بالأمر من ابنها بسبب ولدي الذي أفشى سرنا وكنت أحاول منعه بالتهديد مراراً وتكراراً وأن يكف عن هذه العادة السيئة ولكن مع الأسف فشلت ، فلم اعد قادرة على ضبط زمام الأمور أخشى أن أقسو عليه فتتأثر نفسيته وأخاف أن اتركه فتصبح عادة لديه. [c1]الأطفال يتأثرون بالكبار [/c]وقال الأخ شوقي سيف : إن هذه مشكلة موجودة عند الأغلبية ولكن السبب يرجع بنظري إلى الأسرة نفسها كيف تعلم أبناءها النظام والحفاظ على الأسرار وعدم البوح بها ، فانا مثلاً لدي ثلاث بنات لم يكملن العشر السنوات ، ولكني دائماً أسعى إلى أن أعلمهن ما تعلمناه نحن في صغرنا وللأسف هناك بعض الأسر يأخذون الموضوع ببساطة وبأنه أمر طبيعي بل هم أنفسهم يفشون أسرار الآخرين ولا يكتمون أسرارهم فمن هنا يتطبع الأطفال بطبع من هم اكبر منهم سناً. فانصح كل من لديه أطفال أن يحاولوا زرع الأخلاق والتهذيب والدين في نفوسهم قبل زرع أي شيء آخر حتى نحمي أطفالنا من شرور أنفسهم فيما بعد. [c1]بسبب طفلي تعرض منزلي للسرقة [/c]الأخت : ك. س. ل قالت : تعرض منزلي للسرقة ولكنني بفضل الله استطعت استرداد بعض المسروقات والسبب أن طفلي البالغ من العمر 6 سنوات خرج للعب مع أولاد الجيران فاستدرجه شخص بالحديث عن المنزل وما يوجد به وأين توضع الأشياء الخاصة بي ، فأخبره بكل شيء ، فهو طفل بريء لم يكن يعلم بنية السائل. وعندما تم القبض على السارق اعترف بذنبه وبأن طفلي من اخبره بما يوجد في المنزل وقد اخبره حتى بما يحدث فيه ولكن هذه الواقعة أصبحت درساً لطفلي ولغيره من اقرانه وأتمنى من جميع الأمهات والآباء اخذ الحيطة والحذر من اختلاط أطفالهم مع الآخرين. [c1]لابد من حدود [/c]وقالت د أ . أ . س / قد أكون قاسية نوعاً ما في تربيتي لبناتي وبمعنى أدق لا اعتبرها قسوة مني ولكن لابد من وضع الحدود بين الوالدين وأبنائهما وليس الهدف من هذا خلق حواجز بيننا ولكن في بعض الأحيان بناء الحواجز غرضه أن نحمي أولادنا من الوقوع في الخطأ والخوف منا والرهبة لابد منها ، فأنا عن نفسي قد عودت بناتي على عدم التدخل بما اعمل أو بما أقول وقد كرست جهدي وحياتي لأن اجعل منهن فتيات صالحات. هذه العادة سببها الأهل - وأضافت الحاجة أم سمير أن هذه العادة السيئة سببها الرئيسي الأهل فبعض الأمهات تلاحظ أن طفلها من النوع الثرثار وينقل الأخبار عن الآخرين إلى أمه فتقوم هي بالاستماع إليه بل وتطلب منه جلب بعض ما يسمعه عند جيرانه أو أثناء اللعب معهم ومن الطبيعي أن يكون هذا الطفل غير حافظ للسر والأمر يصبح بالنسبة له طبيعياً فيعتاد على عدم كتم السر ثم إفشاء كل مايدور من حوله ومن هنا تأتي المصائب. [c1]الأطفال أبرياء ولكن[/c]وقالت الأخت / علوية سالم (مشرفة اجتماعية) : إن هذه العادة قد تنتج من عدة أسباب منها : عدم تربية الطفل بشكل جيد، وتدليله بشكل مستمر وعدم تعليمه ماهو صحيح وماهو غير صحيح. وأيضا نحن نعرف جيداً أن الطفل بطبيعته يحب التقليد فهو يرى احياناً احد والديه يقوم بنقل الأسرار أو تداول الحديث مع شخص أخر فهو يقوم بنفس التصرفات ومن المؤسف أن هناك بعض الأمهات عندما تلاحظ طفلها قد تعود على إفشاء الأسرار لا تقوم بمنعه أو عقابه كون هذا التصرف غير صحيح بل على العكس تضحك في وجهه وبالتالي الطفل يعتاد على هذه التصرفات يوماً بعد يوم حتى يصبح الأمر عنده اعتيادياً ..فأكرر أن الأسرة هي السبب الرئيسي في هذه المشكلة لان الطفل لم يجد رادعاً من البداية فيستهل الأمر ويصبح بعدها « الطفل الثرثار».