انخفاض شعبية بوش مقابل شعبية هيلاري كيلنتون
واشنطن / بغداد / وكالات :احتشد عشرات الالوف من المتظاهرين المناهضين للحرب أمام مبنى الكونجرس الأمريكي وهم يرددون هتاف "اعيدوا جنودنا الى وطنهم" للضغط على الحكومة للانسحاب من العراق.وانضم محاربون قدامى وأسر عسكريين الى بعض من أعضاء الكونجرس وجماعات السلام والممثلين بمن فيهم جين فوندا المعارضة لحرب فيتنام لحث الكونجرس والرئيس جورج بوش على وقف تمويل الحرب وسحب القوات من العراق.وقال جاريت ريبنهاجين المحارب السابق في العراق "عندما خدمت في الحرب كنت أعتقد أنني أخدم بشرف. (لكنني) بدلا من ذلك أرسلت للحرب... من أجل قضايا ثبت زيفها."وأضاف القناص السابق وسط هتافات الحشود في التجمع "يتعين علينا ممارسة الضغوط على حكومتنا المنتخبة وارغامها على... اعادة القوات للوطن."وقال مصدر من الشرطة ان عشرات الألوف شاركوا في التجمع.وانتقد المتحدثون على مدار ساعتين بوش والتواجد الامريكي في العراق قبل أن يخرج المتظاهرون في مسيرة حول مبنى الكونجرس.وحملت مجموعة من عائلات جنود قتلوا في العراق صور أبنائها خلال الحشد.وقتل أكثر من 3000 جندي أمريكي وعشرات الالوف من العراقيين منذ الغزو في عام 2003.وهذه المظاهرة احدى عدة احتجاجات شهدتها الولايات المتحدة .وفي كاليفورنيا خرج الاف المتظاهرين الى الشوارع في مدينتي سان فرانسيسكو ولوس انجليس حيث حمل العشرات أكفانا وهمية ملفوفة في العلم الامريكي.وخطط المتظاهرون لتنسيق الجهود خلال الاسبوع للضغط على أعضاء الكونجرس لاتخاذ اجراء ضد الحرب.وتراجعت معدلات التأييد لبوش الى أضعف مستوياتها خلال رئاسته وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الامريكيين يعارضون خطة بوش لارسال 21500 جندي اضافي الى العراق.الا أن بوش قال انه لا يعتزم التراجع عن الخطة.وردا على سؤال بشان المظاهرات قال جوردون جوندرو المتحدث باسم مستشار الامن القومي ان بوش "يتفهم أن الامريكيين يريدون أن يروا نهاية للحرب في العراق والاستراتيجية الجديدة ترمي الى ذلك بالتحديد."وتأتي المظاهرات وسط جهود متزايدة من أعضاء الكونجرس للاحتجاج على خطط بوش في العراق. وأقرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قرارا يوم الاربعاء يعارض خطة ارسال مزيد من القوات الى العراق.وقال متظاهرون إنهم يحدوهم الامل في ارسال رسالة الى بوش والكونجرس بأن الامريكيين لا يؤيدون الحرب.وقالت ان تشاي وهي تحمل لافتة عليها صورة ابنها جون (19 عاما) الذي يخدم في العراق "انا مقتنعة بان هذه حرب بوش. ان له برنامجه الخاص هناك". وأضافت "اننا لا نخدم أي هدف هناك".وأثارت فوندا المعارضة لحرب فيتنام هتافات صاخبة عندما تحدثت الى الحشد. وأشارت الى أنها لم تتحدث في تجمع مناهض لحرب منذ 34 عاما.وقالت ان "الصمت لم يعد خيارا" مضيفة "انني اشعر بالحزن للغاية لاننا مضطرون لهذا.. لاننا لم نتعلم من دروس حرب فيتنام."وقال النائب الديمقراطي جون كونيرز رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب ان الانتخابات التي أجريت في السابع من نوفمبر تشرين الثاني التي أسفرت عن فوز الديمقراطيين بالسيطرة على كلا مجلسي الكونجرس أظهرت أن الامريكيين يريدون التغيير.وقال "يتطلب الامر... غضب الشعب الامريكي لارغام واشنطن على فعل الصواب." مضيفا " يتعين تنظيم المزيد من هذا... حتى تصل الرسالة الى حكومتنا.. اخرجوا من العراق فورا. هذا العام. يتعين أن نخرج."على صعيد متصلأعلن الجيش الأمريكي أمس الأحد مصرع ثمانية من جنوده في العراق، بينهم أحد عناصر مشاة البحرية "المارينز"، مشيراً إلى أن هؤلاء قتلوا بين يومي الخميس والسبت، وأنهم سقطوا في بغداد ومحافظة ديالى والأنبار.وقال الجيش الأمريكي في آخر بيان له إن عنصر المارينز قضى إثر إصابة لحقت به خلال اشتباك مسلح في محافظة الأنبار، وأنه يتبع وحدة مشاة البحرية الخامسة عشر.وفي وقت سابق أمس الأحد، أعلن الجيش الأمريكي مقتل ثلاثة جنود أثناء حملة أمنية في شمال بغداد، وأنهم قتلوا بانفجار أثناء اشتباكات بين القوات المتعددة الجنسيات ومسلحين، ما أدى أيضاً إلى إصابة جندي رابع بجروح.وأوضح البيان أن عبوات ناسفة انفجرت مستهدفة دوريتهم.كذلك أعلن الجيش الأمريكي مقتل عنصر آخر، ينتمي للقوة متعددة الجنسيات، الجمعة في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة ديالى، فيما أعلن عن إصابة ثلاثة آخرين بجروح.ولقي سادس حتفه في انفجار عبوة ناسفة بالقرب من عربته العسكرية في "ديالى" أيضاً، وأوضح الجيش الأمريكي أن القتيل ينتمي إلى الطاقم القتالي للكتيبة الثالثة التابع لفرقة سلاح الفرسان.كما كشف الجيش الأمريكي عن مقتل أثنين من جنوده وجرح اثنين آخرين بانفجار قنبلة شرقي العاصمة بغداد الخميس.وبمقتل هؤلاء الجنود الثمانية، يرتفع عدد قتلى الجنود الأمريكيين في العراق منذ بدء الغزو في شهر مارس عام 2003 إلى 3074 قتيلاً، منهم 74 قتيلاً، قضوا في شهر يناير الحالي.ويأتي هذا متزامناً مع ارتفاع في عدد القتلى والحوادث المسلحة والتفجيرات في العاصمة العراقية، فقد أسفرت هجمات مسلحة وتفجيرات في أنحاء متفرقة من العراق الأحد عن سقوط 17 قتيلاً، بينهم مسؤول عراقي رفيع، و37 جريحاً، وفق مصادر أمنية عراقية.وبدأت سلسلة الهجمات بانفجار قنبلة في حافلة ركاب صغيرة شرقي بغداد، مما أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة سبعة، وفق المصادر.ووقع ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى باندلاع اشتباكات بين عناصر مسلحة وقوة أمن عراقية في النجف، وفق مصدر في الداخلية العراقية.وأوضح المصدر أن القتلى هم من صفوف العناصر المسلحة.على صعيد اخر أظهر استطلاع للرأي نشرته مجلة "نيوزويك" أن شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش واصلت انخفاضها إلى مستوى قياسي، في المقابل ارتفعت شعبية الديمقراطية هيلاري كلينتون التي أعلنت ترشيح نفسها للرئاسة عام 2008.وكشف الاستطلاع أن شعبية بوش انخفضت إلى 30% بعد خطاب حالة الاتحاد الأسبوع الماضي، وأعرب أكثر من نصفهم (58%) عن أملهم في نهاية ولاية بوش اليوم، فيما رأى ثلثا الأميركيين (67%) أن قراراته حول العراق وفي مجالات أخرى تمليها قناعاته الشخصية وليس الواقع، وعبر 61% عن عدم رضاهم عن الوضع الحالي في الولايات المتحدة.ورغم أنه مد يده لمعارضي سياساته من نواب الكونغرس فإن 71% من الذين سئلوا رأيهم توقعوا ألا يحصل بوش على الدعم الكافي لتطبيق قراراته في العامين المقبلين، ورأى 21% العكس. وشمل الاستطلاع رأي الناخبين المسجلين حول الانتخابات القادمة، وفي هذا السياق أعرب 49% عن أملهم بأن يخلف رئيس ديمقراطي الرئيس بوش، فيما أعرب 28% فقط عن أملهم بأن يكون الرئيس المقبل جمهوريا.أما عن الأسماء التي طرحت نفسها لسباق الرئاسة فقد أكد 50% من الناخبين أنهم سيقترعون للسيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون مقابل 44% للسيناتور الجمهوري جون ماكين، بينما لا يزال 6% مترددين.وتقدم مرشحان ديمقراطيان آخران قد يفوزان بترشيح حزبهما إلى الاقتراع الرئاسي على ماكين أيضا، فقد حصل السيناتور باراك أوباما على تأييد 48% من الذين شملهم الاستطلاع مقابل 42% لماكين، بينما كانت النتيجة 48% لجون إدواردز مقابل 44% لماكين. ولن يختار الحزبان مرشحيهما قبل دخول العام 2008.واستطاعت هيلاري كلينتون في زيارة لها إلى أيوا أن تدافع عن موقفها من حرب العراق، حيث وصفت بأنها أيدت الحرب ثم تراجعت بتردد لتنضم إلى صفوف المعارضين متأخرة، وقالت " الرئيس استغل صوتي وأصوات آخرين وأساء بشكل أساسي استغلال السلطة التي أعطيناها له".