حول قرار الأغنام في المدن الحضرية
[c1]* لن تكون محافظة عدن سياحية ونظيفة في ظل انتشار الأغنام السائبة والزرائب[/c]لقاء وتصوير / زكريا السعديأقرت قيادة محافظة عدن والمجلس المحلي للمحافظة قراراً يقضي بمنع تربية الأغنام وإقامة الزرائب في المحافظة أوتركها سائبة وقد منحت مهلة لذلك.والآن بعد أن انقضت المهلة وبدأت عملية (تمشيط) المحافظة من الأغنام السائبة والزرائب التقت الصحيفة عدداً من الأخوة أصحاب العلاقة بهذا القرار لمعرفة ماهية القرار عن كثب كما التقينا عدداً من المواطنين لمعرفة وجهة نظرهم.وفي البدء تحدث إلينا المهندس /قائد راشد أنعم مدير صندوق النظافة وتحسين المدينة قائلاً :- كلنا يعلم الجهود المبذولة لجعل محافظة عدن محافظة سياحية نظيفة ولن تكون كذلك بوجود مثل هذه الظاهرة (ظاهرة الأغنام السائبة) التي أعاقت عملية النظافة وعرقلت حركة المرور تسببت في تلوث الهواء وانتشار الحشرات الضارة ،حتى أنّ بعض الزرائب أغلقت الحارات فلم يعد بالإمكان دخول أو خروج أية سيارة أوعربة خصوصاً في الحارات الضيقة.وهذه من المشاكل التي نعانيها في إدارة صندوق النظافة وكذا تعانيها أيضاً حركة المرور والناس والمنظر الجمالي للمدينة.وعن آلية العمل تحدث المهندس /قائد راشد قائلاً "قبل أن أتحدث عن آلية العمل أحب أن أوضح أنّ هذا القرار جاء وفقاً للقانون رقم 39 لعام 99 مادة 10 من قانون النظافة الذي ينص على أنه في حالة عدم التزام أصحاب الزرائب والمواشي بالتنظيف اللازم والعناية في تربيتهم لهذه الأغنام فإنه يحق لنا منعهم من تربية الأغنام في المدن الحضرية ولاينطبق ذلك على ضواحي محافظة عدن خصوصاً المناطق النائية أو الزراعية.أما عن آلية التنفيذ فإن تطبيق هذا القرار يصبح من مسؤولية مدراء عموم المديريات ومدراء الأشغال العامة فيها ،ونحن في صندوق النظافة سنقوم معهم كإجراء أولي بفرض غرامة على كل من لم يلتزم بالقرار ومصادرة هذه الأغنام بعد الغرامة لكل من توجد أغنامه سائبة أو بقي محتفظاً بزريبته ،وهناك نقطة أخرى هي بعد مصادرة هذه الأغنام يتم تجميعها في مسالخ المؤسسة العامة للمسالخ واللحوم ويتم بيعها في مزاد وتوريد المبالغ إلى حساب الصندوق.ويضيف المهندس /حسين عبدالله حسين ميسري نائب مدير الحدائق والتشجير.. "طبعاً مشكلة الأغنام السائبة هي مشكلة مقلقة جداً ونعاني منها معاناة كبيرة وقد واجهتنا في عام 2006 تحديداً إرباكات كثيرة بسبب هذه الظاهرة ونذكر منها على سبيل المثال إتلاف اكثر من (30)ألف زهرة في مختلف مديريات محافظة عدن بالإضافة إلى أكثر من (10)آلاف شجيرة زينة وكذا إتلاف مايزيد عن (10)آلاف متر مربع من المسطحات الخضراء.ولم تقتصر تلك الأضرار على هذا الجانب فقط فيما يخصنا نحن إدارة الحدائق والتشجير وإنما تعدى ضررها إلى أبعد من ذلك من حيث الإضرار بالبيئة ،وسبب ذلك وجود عدد من زرائب الأغنام في عدد من الأحياء السكنية التي تضج بالسكان بالإضافة إلى عرقلة حركة السير مما يسبب عدداً من الحوادث المرورية بسبب تجول هذه الأغنام في شوارع المديريات الرئيسية والفرعية.ومن جهتنا رفعنا هذا الأمر إلى الأخ محافظ عدن والهيئة الإدارية للمجلس المحلي وأشرنا إلى كل المشاكل التي نعانيها وكل الأرقام آنفة الذكر وقد أصدر الأخ المحافظ ـ متجاوباًـ قراراً صريحاً بمنع تواجد الأغنام السائبة في الشوارع والزام أصحابها بإخراجها من الأحياء السكنية في عموم مديريات المحافظة.[c1]الغرامات والمصادرة...[/c]الأخ/ يكن أحمد ناصر مدير إدارة المخالفات في صندوق النظافة وتحسين المدينة تحدث إلينا قائلاً:"عملنا يقتصر على ضبط المخالفات وهو عمل متكامل مع بقية الادارات ذات العلاقة ،وقد قمنا بضبط عدد من المخالفات وجمعنا عدداً كبيراً من الأغنام السائبة من الشوارع حتى قبل صدور القرار آنفاً لكن المشكلة التي كنا نواجهها مع المواطنين هي أنه عند ضبطنا أغنام لشخص واحد مره أو مرتين أو أكثر كان هذا الشخص في المرة الأولى يقول إنها له وفي المرة الثانية يأتي أخوة أو قريب له ويقول إنها له ولم يكن باستطاعتنا التأكد من صدقهم والآن وضعنا اجراء لذلك وهو أن يأتي الشخص المعني بتأكيد من شيخ حارته أن هذه الأغنام له وقمنا بوضع علامة على كل رأس (طلاء) حتى نعرف أننا قد صادرناها من قبل بجمعها في المؤسسة العامة للمسالخ واللحوم لعرضها في المزاد وبيعها.أمّا من حيث الغرامة فهي 1000ريال على الرأس الواحد بالإضافة إلى 500 ريال تكلفة مأوى وغذاء للإغنام هذا إذا ضبطت لأول مرة ومصادرتها في المرة الثانية بعد الغرامة كما أسلفنا سابقاً.[c1]ماهو البديل؟![/c]أوضح المتحدثون أصحاب الشأن أن هناك عدداً من الزرائب المقامة في عدد من مديريات المحافظة وهي لحضانة أغنام المواطنين بأجور رمزية لتكون كلها في أحواش أو زرائب وهي في مديريات التواهي والبريقة وصيرة بالإضافة إلى المسالخ.وعول المتحدثون أملهم في استجابة المواطنين وتفاعلهم لما فيه مصلحة المحافظة ومصلحة المواطن بدرجة أساسية.[c1]للمواطن رأي أيضاً.. [/c]المواطن حسين... أعرب عن رأية بضيق قائلاً:في حارتنا ثلاث زرائب وكلها قريبة من منزلي ولك أن تتصور كيف هي الرائحة التي نستنشقها يومياً ناهيك عن عدم استطاعتي إدخال سيارتي أو إخراجها من أمام منزلي إلاّ بصعوبة بالغة نظراً لانتشار الأغنام في أنحاء الحارة.وأقول إن قرار إخراج الأغنام من الحارات قرار حكيم نتمنى المصداقية في تنفيذه.أما جاره الأخ/خالد جمال فقد قال "إنني لأكثر من ثلاث مرات أقوم فيها بدهس أغنام في حارتي مما سبب لي خسارة مادية كبير ومشاكل والسبب هو تركها تجول وتصول في الشوارع والحاررات من دون راعٍ.وهو قول أكدته الأخت /صفية رجب حيث قالت إن مثل هذه الزرائب هي مرتع خصيب للحشرات الجلدية بالذات كما أنها تسد الممرات المؤدية للحارات فمثلاً إذا حدث حريق لاقدر الله فإن سيارة الإطفاء لن تستطيع المرور لاطفائه ومنع إقامة هذه الزرائب هو قرار صائب مع العلم أننا نؤيد وبشدة ترتيب أوضاع هؤلاء المواطنين أصحاب الأغنام والتي تعتبر مصدر عيش ورزق لكثير منهم فمنهم دون إيجاد بديل أو تطبيق القرار دون أن يكون الحل جاهزاً سيكون إجحافاً في حق المواطن البسيط.أما الحاج /عبدربه مسعود وهو مربي أغنام وقد حاول منعنا من تصويره ظناً منه أننا جئنا لهدم زريبة أغنامه.. وبعد اقناع وعدم تصويره تحدث قائلاً "ياابني هذه الأغنام مصدر رزقي ودخلي فأنا أربيها على خشاش الأرض وانميها وكلما أحتجت بعت واحدة منها فإذا اخذوها سيقضون عليّ"في الحقيقة تعبت في إقناعه وهو المطلوب من القائمين على تطبيق هذا القرار في مثل هذه الحالات وهي كثيرة فإذا طبق المواطن القانون باقتناع خير من أن يطبقه مكرهاً.