د.زينب حزامالطفل في جانب من جوانب تكوينه النفسي يحتاج إلى الرعاية المستمرة حتى يشعر بالأمان والطمأنينة ..وإذا أهمل أولياء الأمر رعاية الطفل تعرض إلى الانحراف ونمت فيه نزعة السرقة..وهذا يعد من أعراض القلق النفسي في السلوك الذي يصيب الطفل نتيجة الإحساس بعدم الاستقرار وافتقاد الأمان.الحادثة التي أرويها لأعزائي القراء ليست من الخيال الأدبي،بل هي قضية مؤلمة يعيشها أصحابها..،وهم أطفال بين سن الرابعة والثامنة عشرة ،وقضيتهم أنهم يعيشون أحداثا مؤلمة نتيجة طلاق الأم ،وعنف الأب الذي تعامل مع زوجته وأطفاله بقسوة جعلتهم يكرهون حياتهم وأنفسهم والمجتمع،ويقوم بضرب زوجته أمام أطفاله ماجعلها تطلب الطلاق وانفصلت الأسرة من الأب القاسي الذي استمر في ممارسة العنف ضد أطفاله أمام الناس،فيقوم بضربهم أمام الناس وشتمهم دون خجل أو حياء من أفراد المجتمع،كما انه لا يوفر متطلبات العيش لهم مادفع بعضهم إلى ممارسة السرقة البسيطة رغما عنه التي كثيرا ما يتعرض لها هذا الطفل رغما عنه ،الذي لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره إلى مشاكل كثيرة،ومنها الضرب من الأفراد الذي قام بسرقتهم.إن هذا الطفل وغيره من الأطفال الذين يعيشون بين آباء وأمهات تسود قلوبهم الأنانية والجهل ،يعيشون حياة مليئة بالهموم والتعاسة،وفي بعض الحالات يلجأ الطفل إلى سوق العمل وهو في سن صغيرة جدا ،وفي بلادنا نجد هؤلاء الأطفال يعملون في المحلات التجارية أو ورش السيارات بين الزيوت والوقود ومحطات بيع البنزين بين المواد الكيميائية السامة التي تؤدي للإصابة بمرض الربو أو السرطان لان جسم الطفل الصغيرة لا يتحمل قوة هذه المواد الكيميائية ...وفي مثل هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لابد أن ندرك أن فرصة الطفل في التنشئة والتعليم والعناية بالعقل والجسد،وفي الترفيه والتثقيف والسياحة،الفرصة في كل ذلك محدودة للغاية.[c1]قانون الأسرة[/c]ولأن الأسرة هي التي تحكم الأمور تترابط وتتكامل فإن الطفل يتحول من كائن بشري (تحت التكوين) و(تحت الرعاية) إلى عنصر منتج،وفي وقت مبكر.الطفل في معظم الدول النامية مصدر دخل وسواء كان عمله قانونيا أو غير قانوني،فهو يعمل.. وأصحاب العمل يرحبون به لأنه يتقاضى أجرا أقل.وتشير الدراسات إلى أن قسما كبيرا من الأطفال في بلادنا،خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية العالمية،وارتفاع أسعار المواد الغذائية ،اتجهوا إلى سوق العمل منهم الباعة في الطرقات ومنهم العاملون في الورش والمحلات التجارية والبعض منهم اتجه إلى السرقة الخفيفة.وهناك ظاهرة غير إنسانية وهي خطف الأطفال والاتجار بهم كعبيد،أو تشغيلهم في أعمال غير مشروعة وغير قانونية كتجارة المخدرات والدعارة.[c1]ماذا عن مستقبل الطفل في المجتمع اليمني؟![/c]
طفل يعمل في البناء
أخبار المستقبل تنبئنا بمصير أسوأ للأطفال،ففيما يزداد اهتمام الدولة المتقدمة برسم مستقبل الأطفال وضمان ظروف أفضل لهم ،نجد أن الطفل اليمني يعيش في مأزق،وفي حالة فقر مستمر، وأن البطالة منتشرة في نطاق واسع،وهي بطالة تزيد حالة الفقر والعول وتقلل القدرة على استهلاك السلع والخدمات التي سيفوز بها القلة أيضا سواء كانت هذه السلع غذاء أو كساء أو كتابا مدرسيا،وسواء كانت الخدمة،صحية تعليمية أو ترفيهية.ولكون البطالة بين الكبار تتفاقم :هل تريد تشغيل الأطفال أم تنحسر هذه الظاهرة ليحظى الكبار أولا بفرص العمل؟.وفي سوق العمل الحر ورأس المال ليست القيم الاجتماعية هي الهدف ولكن ما يفيد رأس المال هو تقليص النفقات،ومن ثم فإن عمالة الأطفال-والتي تنافس عمالة الكبار-سوف تستمر وسوف يتلاقى عنصر العرض والطلب:عائلات تريد تشغيل أطفالها تجني دخلا إضافيا وأصحاب العمل يريدون عمالة رخيصة يلتقطون الفرصة.
طفل يعمل في ورشة لحام
إنها الحلقة الجهنمية التي لا صلاح لها بغير نظام عالمي عادل،ومجتمعات أكثر قدرة على التقدم والنماء،في هذه الدائرة تزدهر أحوال الطفولة وتختفي ظاهرة الطفل العامل الكادح،والطفل الذي يعمل في البغاء ولايفهم معناه،ونحن نتساءل أين الضمير الإنساني ،بل أين منظمات حقوق الإنسان؟وأين الميثاق العالمي لحقوق الطفل؟أن عملية خطف الأطفال والاتجار بهم جريمة كبرى يجب أن يتصدى لها المجتمع العالمي بأسره،ويتعقب شبكاتها وتجارها ويعتبرهم أخطر من مجرمي الحرب،فأطفال العالم جميعا في خطر مادامت هذه التجارة الملعونة تجد رواجا في أي بقعة من العالم.[c1]نصائح عامة للرعاية وحماية الطفل[/c]أولا:علينا العناية بالطفل وصحته الجسمية والنفسية،وان نترك له الحرية في تنمية هواياته كجمع الطوابع البريدية أو الالتحاق بإحدى فرق الكشافة أو الاهتمام بالألعاب الرياضية مثل لعبة كرة القدم أو كرة السلة أو المطالعة وقراءة القصص. وعلى العموم إذا تركناه يمارس نشاطاته في شتى النواحي،وغذينا من جانبنا هذا النشاط وقويناه وتعهدناه بالتشجيع والتوجيه،فإن الصغير لن يفكر بالسرقة أو الهروب إلى الشارع والانحراف،كما يلعب المجتمع دورا كبيرا في حماية الأسرة وتوفير العمل الشريف للآباء والأمهات ودعمهم في بناء الأسر والدولة النموذجية ما يؤدي إلى الاهتمام بالطفل ورعايته وبنائه وإعداده لخدمة المجتمع اليمني.[c1]وجهة نظر علماء النفس[/c]
طفل يعمل في ورشة الحدادة
ينصح علماء النفس الأسرة بأن تحيط أطفالها بجو من الرعاية والحنان والاستقرار،ومكافأة الطفل على تصرفاته الحسنة مع نفسه والآخرين،كما يجب على المدرسين في المدارس الابتدائية الاهتمام بتوضيح مدى الاحترام والتقدير ومكافأة الأطفال الذين يصدر عنهم سلوك يدل على الأمانة والصدق كذلك يجب على وسائل الإعلام التركيز على قصص الأمانة ،وتشجيع الإبداع العلمي والأدبي عند الطفل وعلى مؤسسات الدولة والقطاع الخاص تشجيع المواهب العلمية والاختراعات عند الأطفال ورعاية الإبداعات العلمية والأدبية في المدارس الابتدائية والمعارض العلمية والاختراعات في الثانوية العامة وتشجيع الطلاب على البحث والاكتشاف وتجسيد اختراعاتهم على أرض التنفيذ حتى لا يشعر هذا الطالب المبدع بالإحباط ويهمل إبداعاته العلمية.