هاشم عبدالعزيزفي غضون فترة وجيزة هي كانت منذ بدء العملية الإنتخابية البرلمانية العراقية وحتى قبل الموعد المحدد لإعلان نتائجها.. كان العراق شهد مايمكن وصفه بالانقلابات المتضادة المفتوحة التداعيات على كل الاحتمالات.بدءًاً كانت العملية الإنتخابية التي جرت بداية الثلث الثاني من شهرنا الجاري جاءت على خلاف ماكانت عليه الإنتخابات التي جرت مطلع العام سواء في حجم المشاركة تلك كانت في مقاطعه.. وهذه كانت من غير ذاك.. أو في المنافسة التي كانت شديدة وانخرطت فيها أطياف العمل السياسي وكافة الفعاليات من جماعات وشخصيات واتسمت بالشفافية.. وإلى هذا كانت الانتخابات تمت في اجواء من الهدوء الاستثنائي بالنظر الى ان الامن والاستقرار في العراق صار من الامنيات على اثر التداعيات التي شهدتها وتشهدها البلاد منذ الغزو والاحتلال..في وجه هذه التطورات التي كانت محل اعتزاز عراقي وطني.. وإعجاب وتقدير من قبل كافة الاطراف والاوساط الحريصة على خروج العراق من دوامة ضياعه وتداعيات دماره المتسارعه جاءت عملية »الاعلانات« عن نتائج تلك العملية .. هي بدأت مبكراً بتسويق التقديرات ومن ثم كان »الاعلان« عن النتائج وقبل الموعد المحدد وهذا وكما لوان كل شيء كان قد تم في هذه الشأن وقبل الانتخابات.على هذا بات الوضع السياسي في العراق ليس في حال توتر وحسب بل هو يمكن ان يكون بدأ حالة التدهور المفتوحة على أسواء الاحتمالات.في تعليل عديد جهات مستفيده مما حدث وتلك التي كانت ادارت العملية ثمة خليط من الروأ.. المستفيدين يعتبرون ان الرفض الذي جاء من عديد اوساط يعود الى تبرير فشلها وهؤلاء تناسوا ان معنى فشل قرابة 35 فعالية سياسية تطالب بإعادة الانتخابات يعني فشل الانتخابات ذاتها .. في ادارة الانتخابات-اللجنة الدولية العليا للانتخابات - تطرح مفارقة عجيبة.. هي تقر بوجود خروقات وخروقات جسيمة.. لكنها لاتتمسك بإعلانها النتائج وحسب بل هي تجاهلت الطعون واظهرت لمجرد إعلانها المبكر للنتائج انها على غير استعداد ا التعاطي مع العملية بطبيعتها التي جرت والتي اجمع عليها شركاء وفرقاء الحياة السياسية بأنها شهدت حالة تلاعب وفساد.والواقع ان العملية الانتخابية العراقية التي جرت مؤخراً يمكن وضعها في مفارقه مابين استحقاقين استحقاق ديمقراطي.. واستحقاق سياسي.. الاستحقاق الديمقراطي كان قد تمثل بطبيعة المشاركة الشعبية الواسعة والمنافسة الشديدة والشفافة .. وبالارادة العراقية الوطنية الديمقراطية التي وفرت اجواء إستثنائية لهذه العملية التي جرت بهدوء.. اما الاستحقاقات السياسية فهي جاءت ليس بالنتائج .. ولكن بالاعلان لأن الاعلان في توقيته جاء على مقدمات .. وفي مقدماته واساسه كانت التلاعبات التي جرت على نحو صارخ.السؤال الان: من يقف وراء عملية الافساد هذه؟من المؤكد ان ثمة عديد اوساط واطراف دخلت هذه اللعبة.. ودون شك ان للإدارة الامريكية اليد الطولى من خلال سفيرها في بغداد.. فهذا يعمل منذ ان جاء الى العراق على تنفيذ إتفاق مؤتمر لندن الذي كان رعاه انذاك قبل الغزو والاحتلال.. الإدارة الأمريكية تسعى الى ترتيب وضع في العراق يقوم على اضعاف كافة الاطراف .. وإضعاف العراق عموماً من خلال جعل قواه الفاعلة في حال انقسام ومواجهه.. بدلاً من الوحدة والمشاركة.
العراق حرث..بلا زرع..لماذا؟!
أخبار متعلقة