الدوحة / وكالات :بحث الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الدوحة أمس مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تطورات الأوضاع في إقليم دارفور والمساعي المبذولة لحلها سلميا. وقال سفير الخرطوم لدى الدوحة إبراهيم فقيري إن الزيارة تأتي في إطار التشاور المستمر بين البلدين، مشيرا في تصريحات نقلتها وكالة السودان للأنباء الرسمية إلى أن قطر لها مواقف مشهودة مع قضايا السودان في المحافل الدولية والإقليمية وفي مقدمتها إحلال السلام الشامل في السودان.وتأتي زيارة البشير لقطر وسط تحركات عربية ودولية وإقليمية في إطار جهود لحل أزمة دارفور. وفي هذا السياق قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان أندرو ناتسيوس إن الصين بدأت تضطلع بما وصفه بدور بناء خلف الكواليس يوافق جهودها الملموسة لتوفير السلام في دارفور.وقد جاءت تصريحات ناتسيوس في كلمة ألقاها في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، متحولا عن الانتقادات السابقة لبكين بأنها لا تعمل من أجل السلام هناك.وكان المبعوث الأميركي دعا في فبراير الماضي الصين إلى زيادة الضغوط الدبلوماسية على الخرطوم، بعدما اتهم ساسة غربيون وجماعات لحقوق الإنسان بكين بالتحريض على إراقة الدماء في دارفور بتنفيذها استثمارات كبيرة في قطاع النفط بالسودان وبيعها الخرطوم أسلحة ومنعها اتخاذ قرارات في مجلس الأمن لفرض عقوبات أشد على الخرطوم.وفي أحدث التطورات المتعلقة بانتقادات جماعات حقوق الإنسان حثت "هيومان رايتس ووتش" ومقرها نيويورك في بيان لها اليوم مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات موجهة على السودان إذا لم يوقف الهجمات على "المدنيين" في دارفور أو عرقل عمل قوة حفظ السلام المزمع نشرها بالإقليم.وبشأن محادثات السلام دعا المبعوث الأميركي ناتسيوس جماعات المتمردين في دارفور للتوصل إلى موقف مشترك والاتفاق على أهداف واقعية قبل المفاوضات مع الحكومة السودانية المقررة يوم 27 سبتمبر الحالي في ليبيا. وأعرب عن "تفاؤله الحذر" بخصوص التطورات على الأرض.في سياق متصل التقى ممثلون من خمس جماعات متمردة في دارفور من بينها حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، في تشاد أمس للاتفاق على موقف موحد قبل محادثات السلام.وتغيب مؤسس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور عن الاجتماع، وقال من مقر إقامته بباريس إنه لن يشارك في مفاوضات السلام مع الحكومة السودانية المقررة في ليبيا.وأضاف "بدون أمن على الميدان لن أفاوض أبدا ولن أكرر ما حصل في أبوجا"، في إشارة إلى الاتفاق الموقع في مايو2006 بين الحكومة السودانية وجماعة مني مناوي المتمردة في العاصمة النيجيرية.وقد انتقد النائب الأول للرئيس السوداني سلفاكير ميارديت عبد الواحد نور لرفضه المشاركة في المفاوضات المرتقبة، وقال إن نور ليس لديه موقف تجاه قضايا الإقليم أو الأهداف التي يريد تحقيقها.ومن المقرر أن يترأس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتماعا رفيعا في نيويورك الأسبوع الحالي لوضع اللمسات النهائية على إستراتيجية محادثات السلام.وفي القاهرة أعلن مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أول من أمس الأربعاء أن مؤتمرا عربيا سيعقد على مستوى وزراء الخارجية يومي 30 و31 أكتوبر الأول المقبل في الخرطوم للبحث في سبل تقديم المساعدات الإنسانية لإقليم دارفور.وقال إسماعيل عقب مقابلة مع الرئيس المصري حسني مبارك إن القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الرياض في مارس الماضي قررت عقد هذا المؤتمر وتم الاتفاق على أن يلتئم نهاية الشهر المقبل في الخرطوم. ولم يذكر المسؤول السوداني أي تفاصيل أخرى عن هذا المؤتمر.واعتبر إسماعيل أن لقاء طرابلس سيكون المفاوضات النهائية "حتى لا نفتح الباب أمام مسلسل لا ينتهي من الاجتماعات". وأضاف أن "جهودا تبذل من أجل مشاركة كل حركات التمرد بدارفور في هذه المفاوضات".