د.زينب حزامعندما كنا أطفالا ،كنا نفضل اللعب في الشارع ،وفي تلك الفترة كانت الشوارع واسعة كنا نلعب كرة القدم والقفز على الحبل ،كنا نجري هنا وهناك دون خوف من السيارات ،التي أصبحت اليوم تشكل خطورة كبيرة على حياة الأطفال ،حيث تسير بسرعة جنونية في الحارات الضيقة التي أصبحت مزدحمة بالبناء العشوائي ،وأصبح الأطفال لايجدون أماكن للعب سواء الجلوس لفترات طويلة أمام شاشات الاتاري أو البقاء بالمنزل لمشاهدة التلفزيون لساعات طويلة،وهنا يبرز السؤال ما التأثير الذي ينجم عن الجلوس الطويل على جسم الطفل وسلوكه وشخصيته ؟إن الإجابة على هذا السؤال سوف تجلي الحقيقة أمام أعيننا ،ولابد أن تدفعنا لكي نغير من الواقع باتجاه أفضل.ونحن هنا لانقدم حلولا سحرية،ولكن ندعو إلى ضرورة حماية الطفل ،حيث تقدم بعض القنوات الفضائية برامج عنف لاتتناسب مع سن الطفل ،تقول إحدى الأمهات ((إن ابني تتملكه غشية حين يشاهد التلفزيون ،فهو ينغلق على مشاهدة الفيلم الكرتوني تماما ،خاصة الفيلم الكرتوني المشهور ((سلاحف النينجا))حيث توجد العديد من مشاهد العنف،واجد ابني يتابع بدقة هذه الأحداث وينسى كل شيء ،فهو لايسمعني ولا يتحدث معي حين أناديه ،ويتعين علي كي الفت انتباهه أن أغلق الجهاز ،وعندئذ يتغير موقفه .ويلاحظ أن الأطفال بعد انتهاء ساعات طويلة من المشاهد للأفلام الكرتونية ،يتحول إلى كتلة من الحركة والنشاط ،وتتفجر بداخلهم طاقات كانت كامنة ،ويعبرون عن ذلك بهياج شديد ،ولا سيما إذا كانوا قد تابعوا مشاهد عنف ،منهم من يحاول تقليد أبطالها ظناً منهم أن ذلك واقع حقيقي ،وتؤثر مشاهد العنف سلبا في الأطفال وتخلق في أذهانهم صورة نمطية للبطل الذي يفعل المعجزات والخوارق ،ويخشى في كثير من الأحيان أن يمثل الأطفال هذه الشخصيات ويحاولوا تقليدها .كيف نساعد الأطفال في القضاء على وقت الفراغ؟!لاشك في أن الطفل بطبيعته يحاول اكتشاف البيئة والواقع المحيط به ،وتستهويه الأنشطة التي يختبر فيها امكاناتة الجسدية وتحرك عضلاته وهو يمارس شيئا طبيعيا ،إذا لماذا لانشجع أولادنا على ممارسة الرياضة مثل (قفز الحبل)و(لعبة الشطرنج)وغيرها من الألعاب التي يمكن للطفل ممارستها في المنزل،كما يمكننا تشجيع الطفل بالقيام في المساعدة بأعمال البيت أو انجاز أشياء مفيدة له أو للأسرة ،وهذا يكسب الطفل الشعور بالأهمية وبالدور الذي يقوم به داخل هذا المجتمع الصغير ،مما يمنحه احترام الذات وتفسيرها والثقة بالنفس خصوصا إذا لقى التشجيع المناسب والتوجيه المفيد ،في حين يعاني الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة في المشاهدة للأفلام الكرتونية من البدانة نتيجة تناول الوجبات السريعة وهم يشاهدون التلفزيون.إن اللعب يفيد الطفل كثيرا ويبث روح الجماعة في روعة ويغرس معنى الاجتماع والمشاركة الجماعية ،وهذا يمنحه الخبرة اللازمة للتعامل مع الآخرين ،والانخراط في مجتمعات جديدة عندما يدخلها للمرة الأولى.[c1]مكتبة الأطفال وتشجيعهم على القراءة[/c]تعد مكتبة الأطفال إحدى وسائل التعليم ،ويجب علينا مساعدة الأطفال في تناول الصحف والمجلات التي تقدم مواضيع شيقة للأطفال ،وبالذات المجلات المصورة مثل مجلة ميكي ماوس ومجلة العربي الصغير ،ومجلة سبيستون وغيرها من المجلات المصورة ،إن بناء المكتبة المنزلية تلعب دورا هاما بتزويد الطفل بالمعلومات الضرورية له،وتساعده على الدخول في تجربه القراءة ،والتي تعتبر اقل إثارة ،ولكنها أغنى وأكثر فائدة،فالقراءة تمنح الطفل صورة ذهنية عن كل كلمة يقرؤها فتحفز عنده الإبداع والتخيل وكذلك تفعل الكتابة ،في حين أن التلفزيون مجرد خيالي لايتعين على العقل أن يفك رموزه فالتلفزيون ياسر الخيال ،ولا يحرره في الوقت ذاته،ذلك إن القراءة تستلزم التركيز والذي هو عمل العقل،في حين يستسلم الطفل ضائعا لما يعرض امامه من أفلام ومشاهد كرتونية ،إن تشجيع الطفل على قراءة الكتاب أو القصة المصورة يساعد على تغذية الروح الجمالية والتذوق الجمالي لدى الطفل.إن تربية الطفل على التذوق الجمالي للقراءة ،يساعده في المستقبل على الاطلاع والبحث ،كما يجب أن لاننسى أهمية اختيار لعبة الطفل التي تعد وسيلة تربوية وتثقيفية ،لان بعض الألعاب تكون خطيرة على الطفل ،لقد انتشرت منذ فترة قصيرة في معظم الأحياء الشعبية في عدن لعبة خطيرة جدا على حياة الأطفال وهي لعبة رخيصة الثمن ،يلعب بها الأطفال في الشوارع وتسمى لعبة (القراقع) حيث كثيرا من الأطفال تعرضوا للاصابه في العين من هذه العبه الخطيرة ،كذلك بعض الألعاب تتحول إلى وسائل بث العنف واللا انتماء في نفوس الأطفال ولعبة الطفل ليست ترفا يقدمها الأغنياء ،ولكننا يجب أن نختار اللعبة المناسبة للطفل منذ ولادته حتى يصبح على أعتاب الشباب .فاللعبة للطفل تمثل توازنا نفسيا كما توفر له مهارات بصرية ويدوية وحركية حسب نوع وشكل واستخدام تلك اللعبة كما أن استخدام الألعاب المناسبة للطفل وتوفير المكان المناسب له في اللعب أفضل من الجلوس ساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون .ومن الأسف حقا إن أطفالنا اليوم حرموا من التمتع باللعب في الشوارع أمام منزلهم حتى يستطيع الأهالي رعاية أولادهم لقد زحف البناء العشوائي وسيطر على معظم الشوارع العامة ،حيث أصبحت أحواش المنازل تسيطر على معظم مساحات الشوارع وأصبح الطفل لايجد شيء يقضي به وقت فراغه سواء محلات الاتاري ،حيث يتعرض في بعض الأحيان للكثير من المتاعب والمضايقات أو البقاء في المنزل للمشاهدة أفلام الكرتون والأدهى من ذلك ،إن بعض الألعاب المستوردة قد تكون رخيصة الثمن ولكنها تغرس مفهوم العنف والقيم البعيدة كل البعد عن أخلاقياتنا وجذورنا ،وهي متوفرة في الأسواق اليمنية وعند الباعة المتجولين في الطرقات وبأسعار رمزية جدا ،تباع القطعة الواحدة بخمسين ريالا فقط مثل المسدسات المائية والخناجر والسيوف البلاستكية والعاب أضواء الليزر التي تدمر عيون الأطفال عن طريق الأشعة الصادرة منها.إن هذه الألعاب أصبحت تعمق عند الطفل نزعة الغضب والعنف وهي من الألعاب التي يشاهد الطفل في أفلام الكرتون ومن خلال الاسطوانات الممغنطة على جهاز الكمبيوتر،والتلفزيون ،هذا بالإضافة إلى الألعاب العنيفة مثل المصارعة والتي تنمي العنف عند الأطفال من سن الخامسة حتى سن18والتي يكتسبها الطفل من خلال لعبته التي يلعب بها بيديه أو عن طريق أجهزة الاتاري(بلاي ستيشن)أو(الكمبيوتر)إن اختيار الألعاب المفيدة الخالية من العنف يعد أمرا ضروريا لحماية الأطفال فعلى سبيل المثال توجد العاب تساعد الطفل على تنمية مهارته الإبداعية أو اللغوية وذلك من خلال اسطوانات الكمبيوتر أو العاب الشطرنج وكرة القدم والسلة والسباحة وغيرها من الألعاب التي يجب على جمعيات حماية الطفل توفيرها للأطفال ..وعلى الأسرة أيضا دوركبير في توفير المناخ المناسب للطفل ليتمكن من اللعب والحد من الجلوس ساعات طويلة أمام شاشات الاتاري أو التلفزيون.وقريبا نجد أطفالنا في فترة الإجازة الصيفية وهي إجازة طويلة جدا ولابد من تنظيم البرامج الجادة التي تسد فراغ الأطفال ،مثل المخيمات الصيفية ،ودعوة الأهالي لأطفالهم في قضاء إجازتهم في رحلات إلى الحدائق العامة والملاعب وزيارة المتاحف والمعالم الأثرية الموجودة في بلادنا وقضاء العطل الأسبوعية على الشواطئ الذهبية في بلادنا.