عمران / طارق الخميسيإن الإرهاصات السياسية التي عصفت بالبلاد والتآمر الخارجي الذي رافق الثورة في مهدها اثر بشكل مباشر على تعليم الفتاة وبالتالي انعكس سلبا على تطور المجتمع بشكل سريع لأنه ظل يعاني من تراكمات الماضي البغيض ولا تختصر أسباب تدني تعليم الفتاة على عوامل اجتماعية فحسب وإنما تشمل عوامل اقتصادية وثقافية وتنموية ولكثرة السجال الذي يدور حول هذه العوامل التقت صحيفة ( 14اكتوبر) بابناء محافظة عمران لمعرفة بعض منها إليكم التفاصيل :[c1]ضرورة تعليم الأسرة بأكملها[/c]في كلية التربية عمران تتحدث الأخ الدكتور محمد لطف السقاف نائب العميد للشؤون الأكاديمية قائلا : تعد الفتاة أو المرأة عنصرا مهما من عناصر الحياة البشرية والاهتمام بها وتعليمها يعني تعليم الأسرة بأكملها لأنها هي الأم والمربية والمواطنة وخدماتها للأسرة والمجتمع لا يمكن الاستغناء عنها وتأهيلها يعد من أهم مقومات الأسرة حيث أثبتت العديد من الدراسات حول هذا الموضوع أن المرأة المتعلمة والناضجة تنشئ أطفالا أسوياء تحسن من تربيتهم وتعليمهم وتدبير الأمور المنزلية ..وتعليم الفتاة يعني دمجها في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية وكافة جوانب الحياة وفي الوقت الذي تعاني الكثير من دول العالم الثالث من تفشي ظاهرة الأمية والتخلف العلمي عند الفتاة أو المرأة وهذا الأمر أدى إلى إضعاف اقتصاد هذه البلدان كون هذه الفتاة غير مستفادة منها بالإضافة إلى محاولة الكثير من هذه الدول الدعوة إلى إعادة تأهيل وتعليم الفتاة بغرض الحد والقضاء على ظاهرة الأمية المتفشية في مجتمعاتهم وفضلا عن ذلك أصبح توجه العالم نحو تحسين ورفع مكانة المرأة بمشاركة الرجل في العمل وفي كافة جوانب الحياة لان التفكير في الوقت الحالي حول تعليم المرأة اختلف حيث هناك دعوات كبيرة وكثيرة لتشجيع ودعم تعليم الفتاة بينما في السابق كان هنالك اعتقادات وأفكار خاطئة بان تعليم الفتاة يعد جرما مخالفا للعادات والتقاليد وللأعراف الاجتماعية وعلى سبيل المثال عندما تأسست كلية التربية بعمران عام 1995 كان عدد الطالبات في الكلية لا يتجاوز خمسة طالبات وخلال الأعوام التي أعقبتها ازداد العدد إلى درجة تخرج منها مائتان طالبة في كافة التخصصات بينما يدرسن اليوم في الكلية وفي جميع الأقسام أكثر من ثمانمائة طالبة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن المرأة أصبح لها دورا كبيرا في خدمة المجتمع خاصة في مجال التربية والتعليم وهذا التوجه والاندفاع الكبير الحاصل لأولياء أمور الطالبات في تسجيل بناتهم في الكلية دليل أخر على وعي وتغيير في تفكيرهم وتقاليدهم بان الفتاة لا يقتصر تعليمها فقط للحصول على الشهادة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية بل التعليم الجامعي[c1]كيف ينظر علماء الدين إلى تعليم الفتاة ؟[/c]وفي السياق ذاته تحدث الأخ / عبد الرحمن يحيى الحرثي خطيب جامع في مدينة شبيل بعاصمة المحافظة قائلا : قال صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وهذا اللفظ عام يشمل الذكور والإناث لأنهن مكلفات بما يكلف به الرجال ولهذا حرصت المرأة المسلمة على أن تنال قسطا وافرا من التعليم منذ فجر الإسلام وانتشار الدعوة الإسلامية في كل الأمصار وأصبح اهتمام المسلمين في شتى العصور بتعليم بناتهم فتعليم الفتاة والمرأة ينقلها من الظلام إلى النور ومن براثين الجهل إلى ضياء العلم والمعرفة والإسلام لم يعب على المرأة طلب العلم ما دامت متمسكة بتعاليم دينها فتعليم المرأة لا يعني كما يراها بعض الناس طمسا للعادات والتقاليد وخروجا عن تعاليم الدين وإنما العكس هو الصحيح.وفي عصرنا حققت المرأة من النجاحات في مختلف العلوم حيث يسرت لها السبل فتفتح أمامها الجامعات والمدارس ودور العلم ومراكز محو الأمية والمعاهد المختلفة فأحرزت الفوز في التغلب على الجهل والأمية وظهرت بصورة لم تظهر بها من قبل . وفي بلادنا ظهر الاهتمام بالمرأة من خلال بناء المدارس الخاصة بها فبدأ الإقبال عليها من قبل الفتيات بشكل كبير لاسيما في المدن وحظيت بالكثير من الدعم والتشجيع مما أدى إلى تراجع نسبة محو الأمية فيها إلى اقل من 50% ولكن رغم كل ذلك لازالت المرأة في الريف تعاني الكثير من مشاكل الأمية وتسربها من المدارس وعدم مواصلة تعليمها الثانوي أو الجامعي في ظل العيش وسط ظروف قاسية ومجتمع لا يعرف من سماحة الإسلام وترغيبه في تعليم الفتاة إلا القليل . ..مع أن المدرسة قد وصلت إلى معظم النواحي والعزل والقرى إلا انه لا تزال هناك مشاكل ومعوقات تقف حجر عثرة في سبيل الدفع بعجلة التعليم إلى الأمام وخاصة تعليم الفتاة ومشكلة أمية المرأة في الريف قد تكون مشكلة عامة في معظم مناطق الريف في كافة المحافظات مع اختلاف حجمها من محافظة إلى أخرى ولكن قد تكون المشكلة التي يشترك فيها الريف في اليمن هي عدم مواصلة الفتاة لتعليمها الثانوي والذي زاد عن المعقول ولفت النظر إليه وإيجاد الحلول والتوصيات لهذه الأسباب والمعوقات والعقبات التي أدت إلى تأخر تعليم البنات في المناطق الريفية واغلب ظني ومن خلال احتكاكي بالأهل والطالبات أن هناك سببا مهما جدا يحول بين إتمام الفتاة في الريف تعليمها هذا العامل هو الزواج المبكر بالإضافة إلى أسباب أخرى ولكني أجد هذا السبب مهما جدا في إعاقة الفتاة عن مواصلة تعليمها الثانوي والجامعي فالمجتمع اليمني بشكل عام والريف بشكل خاص يؤمن بل ويؤكد على زواج الفتاة في عمر مبكر وهذا يرجع إلى أسباب معظمها دينية كما أنه راجع إلى عادات وتقاليد المجتمع الريفي الذي يصل إلى حد المفاخرة في الحصول على زوجة صغيرة السن .... والزواج المبكر يعتبر عاملا مانعا في عدم مواصلة الفتاة تعليمها والزواج إلى منطقة بعيدة لا يوجد فيها مدرسة خاصة بالبنات أو وجود زوج أمي يجبر زوجته على ترك التعليم بعد الزواج وهذا يرجع إلى عدم الوعي الكامل بالتعليم وأهميته وما يكون هناك من ظروف عائلية تؤدي بالزوج إلى منع زوجته من مواصلة تعليمها يشارك ذلك أسباب كثيرة تقف حائلا بين الفتاة والتعليم وألخصها فيما يلي أولا عدم وجود مدارس خاصة للبنات منذ وقت مبكر وهذا ينعكس على عدم توفير معلمات كما بعضهم يعتبرون الشهادة الثانوية غير مهمة للفتاة لعدم وجود فرع خاص بهن في الكليات والجامعات مما يحد من رغبة الفتاة لمواصلة التعليم بالإضافة إلى وجود المدارس ولكنها بعيدة عن منزل الفتاة ثانيا الأسباب الأسرية والتي تتمثل في عدم رغبة ولي الأمر في تعليم بناته وجهل الأسرة ( أمية الأب والأم بالتعليم ) بحجة أنها لا تتوافق مع تقاليد الأسرة التي لا تسمح بتعليم الفتاة والتعذر بان الوضع الاقتصادي للأسرة لا يسمح بذلك . ثالثا الأسباب المتعلقة بالمجتمع والأفكار الخاطئة لا تزال مسيطرة عليه بحيث يعارض كل المعارضة في توظيف المرأة من قبل الأسرة والمجتمع فيظن أن من تتعلم يجب أن توظف رغم عدم وجود تلازم بين التعليم والتوظيف وعدم الاهتمام بالتعليم من قبل المجتمع في الريف بسبب النظرة الخاطئة من قبل تلك المجتمعات للمرأة المتعلمة .رابعا أسباب ضعف تعليم الفتاة والذي يتمثل في قلة الوعي بأهمية التعليم من قبل الأهالي وتجاهل الدولة متمثلة بوزارة التربية والتعليم للمناطق البعيدة وحذفها من خارطة نشر التعليم بالإضافة إلى انشغال الأهالي بالزراعة والرعي وتهيئة بناتهم لان يرعوا ويحرثوا ويأكلوا ويشربوا وتناسوا غذاء الروح والعقل العلم والمعرفة بسبب قصر الوعي وتفكيرهم الخاطئ في النتائج غير المجدية التي يراها أهل القرى من التعليم وذلك يرجع إلى أن الدولة تقوم في بعض القرى ببناء المدارس إلى الصف السادس على الأكثر في تلك المناطق[c1]مقارنة تعليم الفتاه بين الأمس واليوم [/c]الأخت حنان لطف عطاإن المجتمع اليمني في مضمار التعليم شأنه شأن بقية المجتمعات في العالم الثالث التي تسعى إلى اللحاق بمسيرة التقدم العلمي والتكنولوجي خاصة أن التعليم بدأ في الجمهورية اليمنية منذ بداية قيام الثورة في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 م رغم محدوديته سعت الثورة إلى نشره بين أواسط المجتمع إناثا وذكورا بمجالاته المتعددة ومن خلال المقارنة بين ما كان عليه تعليم البنات في السنوات العشرة التي أعقبت الثورة وما هو كائن عليه حاليا يمكن أنتدرك مقدار التطور الحاصل في مراحل التعليم المختلفة التي أثبتتها الإحصائيات المنشورة نجد أن أول عام دراسي بعد الثورة شمل ( 1780 ) ألفا وسبعمائة وثمانين طالبة وإجمالي عدد الفتيات الملتحقات بالتعليم للمرحلة الابتدائية في حين عدد الفتيات الملتحقات بالتعليم الأساسي في العام الدراسي 1994 - 1995 م بلغ ( 711404 ) طالبة ورغم هذا العدد الكبير وما طرأ على الحياة النسائية من تطور ملحوظ في مجال التعليم إلا انه في تقديري الشخصي لم يكن كافيا ولا رقما ينبغي الوقوف عند حده حيث لا تزال نسبة الأمية بين النساء هي الأعلى في بلادنا إذ تصل إلى 67% سبعة وستين بالمائة وهو الرقم الذي جعل من تأسيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار أمرا ضروريا والحقيقة أن هذه الخطوة أظهرت نتائج طيبة لكنها بالمقابل قوبلت بتسرب أعداد كبيرة من المدارس فاقت الرقم الذي قدمته بثلاثة أضعاف تقريبا ومثله في التعليم الأساسي حيث لازالت نسبة الملتحقات إلى هذه المرحلة تشكل نسبة 39% في الوقت الذي وصلت فيه إلى أكثر من 53% في بعض البلدان العربية والمدارس الثانوية كانت نسبة الملتحقات 19% في بلادنا ووصل إلى 63% في بعض البلدان المجاورة وأما مرحلة التعليم الجامعي فكانت نسبة الملتحقات في بلادنا تشكل 12% في الوقت الذي وصلت فيه اليوم إلى 75% و59 % في بعض الدول العربية فإذا ما قارنا أرقام بلادنا بدول العالم المتقدم ستكون الفروق اكبر وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على وجود بعض المعوقات والموانع التي تحول دون تعليم الفتاة ولذلك أقول أن تعليم الفتاة ما يزال بحاجة إلى بذل الكثير من الجهد حتى تتحقق كل الأهداف المرجوة وذلك لن يتحقق ألا من خلال اهتمام الدولة أكثر والتركيز على توعية الناس بضرورة التعليم وأهميته للمجتمع مع الأخذ بعين الاعتبار أن المرأة أهم شريحة في المجتمع ويجب تكثيف التوعية بأهمية العلم والمعرفة وانه مفتاح الحياة لها فقد تقف المرأة نفسها ضد تعليمها وتراه مسألة غير هامة حتى وان توفرت لها الظروف.
تعليم فتاة الريف بين الواقع والأمل
أخبار متعلقة