إسرائيل تقر بفشلها في تحطيم حزب اللَّه
واشنطن / وكالات :قال الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الاثنين ان قرارا دوليا ثانيا سيصدر عن الامم المتحدة يحدد قواعد الاشتباك لقوة حفظ السلام الدولية في لبنان بوضوح.وقال بوش في مؤتمر صحفي "سيصدر قرار اخر من الامم المتحدة يضع مزيدا من التعليمات للقوة الدولية. ستكون الاولوية لتوضيح قواعد الاشتباك." وقال وهو يعلن خطة معونة حجمها 230 مليون دولار للبنان منها 25 الف طن من القمح ان قوة دولية في حاجة ماسة لارساء السلام على الحدود اللبنانية الاسرائيلية.وقال بوش في معرض حديثه عن القوة الدولية "الحاجة ملحة."وحث هذه القوات على "الانتشار باسرع ما يمكن لاقرار السلام."واشارت تقديرات الحكومة اللبنانية الى ان الاضرار الناجمة عن الحرب في حاجة لعمليات اصلاح تتكلف 3.6 مليار دولار.ومن المقرر عقد مؤتمر للجهات المانحة للمعونات الانسانية في 31 اغسطس الجاري في ستوكهولم وقد يعقد مؤتمر اخر لاصلاح البنية التحتية المدمرة في لبنان.وقال بوش "امريكا ستنهض بدورها وستساعد القوة الدولية الجديدة بالدعم اللوجيستي والقيادة والسيطرة والاتصالات والمخابرات."وتتضمن المساعدات الامريكية مبلغ 42 مليون دولار لتدريب وتسليح القوات المسلحة اللبنانية فضلا عن تكليف فريق بالمساعدة في ازالة تسرب نفطي قبالة سواحل لبنان. إلى ذلك ذكرت الانباء أن قوة إسرئيلية اخترقت أمس الخط الأزرق على الحدود مع لبنان حيث قامت عدة دبابات وجرافات بدخول بلدة مروحين في قضاء بنت جبيل. وجاء الاختراق الإسرائيلي في اليوم الذي كانت تستعد فيه البلدة لتشييع شهداء المجزرة الإسرائيلية التي وقعت في بداية العداون الإسرائيلي على لبنان في يوليو الماضي. وتوغل الدبابات بمروحين -بعد إنزال بعلبك- هو ثاني خرق لاتفاق وقف العمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله الذي بدأ في 14 أغسطس الجاري. من جهة أخرى أقر رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس بأن الجيش الإسرائيلي فشل في "تحطيم" حزب الله اللبناني خلال الحرب التي خاضها ضده واستمرت 33 يوما. وأصر حالوتس أثناء الاجتماع الأسبوعي للحكومة على أن "مكاسب" تحققت خلال هذه الحرب، ولكنه سلم بأن النتيجة لا ينظر إليها على نطاق واسع على أنها نصر واضح أو ضربة قاضية لحزب الله.ونقل مصدر حكومي عن حالوتس قوله للوزراء "إن إسرائيل حققت إنجازات فيما يتعلق بكل واحد من الأهداف الموضوعة".ولم ينف حالوتس الحاجة لإجراء تحقيق أوسع نطاقا، ولكنه ذكر أن مثل هذا التحقيق من شأنه أن يضعف الجيش وأنه يجب ألا يسمح له بأن يطول كما حدث في تحقيقات في أعقاب حروب سابقة، واقترح أن يستغرق التحقيق بصفة أولية فترة أقصاها ثلاثة أشهر.وكان وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس قد شكل الأسبوع الماضي لجنة للتحقيق في مجريات الحرب، ولكن رئيس الوزراء إيهود أولمرت أشار في اجتماع حكومته إلى أنه قد يجري تحقيقا أوسع نطاقا من تحقيق وزارة الدفاع.ولم تعرف حتى الآن الحدود التي ستوضع لأي تحقيق، ولكن يحتمل أن يطلب من وزراء بارزين ورئيس الوزراء الإدلاء بشهاداتهم.وبموازاة ذلك صعدت الحكومة الإسرائيلية لهجتها حيال لبنان واتفاق وقف العمليات الحربية معه، حيث دعا وزير البنية التحتية بنيامين بن إليعازر تل أبيب إلى الاستعداد لجولة جديدة من الحربوقال إليعازر -وهو جنرال سابق بعد الاجتماع الأسبوعي للحكومة- إن "حزب الله يرمم قوته كما أن سوريا تستعد ويتوجب أن نكون مستعدين لذلك".من جهته لوح وزير البيئة جدعون عزرا -وهو مقرب من أولمرت- بمواصلة العمليات العسكرية ضد الحزب لمنع ما وصفه بتهريب الأسلحة إليه من سوريا.في غضون ذلك تواصلت ردود الفعل على الإنزال الإسرائيلي في بعلبك حيث حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تيري رود لارسن في تصريحات صحيفة من أن مثل هذه الأعمال قد تؤدي إلى تجدد الحرب.أما الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان فقد عبر عن قلقه إزاء هذا الانتهاك الإسرائيلي. واعتبر بيان صادر عن مكتبه أمس الهجوم الإسرائيلي انتهاكا للقرار 1701.من جهته ندد وزير العدل اللبناني شارل رزق بالانتهاك الإسرائيلي، معتبرا أن الإنزال تحرك فاشل استهدف على ما يبدو نسف وقف إطلاق النار الهش.في غضون ذلك افادت الانباء ان الجيش الاسرائيلي متمركز حتى أمس الاثنين في تسعة مواقع داخل الاراضي اللبنانية الممتدة من الساحل حتى القطاع الشرقي في المنطقة الحدودية من جنوب لبنان.وبلغ عدد القوات الاسرائيلية بين 250 و300 عنصر مزودين بنحو ثلاثين آلية.وظل وجود القوات الاسرائيلية في بعض هذه المواقع ظاهر للعيان وفي مواقع اخرى كان الجنود الاسرائيليون يخرجون من داخل احد المنازل ليطالبوا من يقترب بالابتعاد اما باطلاق الرصاص في الهواء او بعبارات بالانكليزية.على صعيد اخر حسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الموقف المعلن لحكومته من التفاوض مع سوريا قائلا إنه لا مجال للتفاوض،ونقلت المتحدثة باسم أولمرت خلال زيارة له لشمال إسرائيل قوله "يجب ألا ننسى أن آلاف القذائف التي أطلقها حزب الله على شمال إسرائيل خلال الحرب في لبنان جاءت من سوريا".توافق موقف أولمرت مع موقف نائبه شمعون بيريز الذي استبعد أيضا إمكانية استئناف مفاوضات السلام مع سوريا قريباتأتي مواقف أولمرت وبيريز رغم تشكيل وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مجموعة عمل للتحضير لحوار محتمل مع دمشق بشأن الجولان.إلى ذلك أعربت إسرائيل عن أملها أن تقود إيطاليا القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل)، وجددت رفضها مشاركة دول لا تقيم معها علاقات دبلوماسية في هذه القوة، في إشارة إلى إندونيسيا وماليزيا.في هذه الأثناء قالت الأمم المتحدة إن قواعد الاشتباك لقوة يونيفيل ستعلن خلال الأيام القليلة المقبلة ويتوقع بمجرد الانتهاء منها أن تشجع الدول على المساهمة بجنود في هذه القوة.ولم تعلن سوى دول قليلة حتى الآن التزامها بمساهمة ملموسة في هذه القوة التي قررت الأمم المتحدة زيادة حجمها من ألفين إلى 15 ألف جندي، وشكت بعض الدول من أن قواعد الاشتباك التي سيعمل جنودها بمقتضاها ليست محددة بدقة.وتجري حاليا مشاورات بين الأمم المتحدة والدول التي يمكن أن تساهم بإرسال قوات لتعزيز يونيفيل، تطبيقا للقرار 1701.وفي هذا الإطار أكدت الرئاسة الفنلندية الدورية للاتحاد الأوروبي أن اجتماعا للدول الـ25 الأعضاء سيعقد الأربعاء القادم في بروكسل لبحث المشاركة في عملية تعزيز القوة الدولية.