واشنطن/14أكتوبر/ رويترز: توصلت مجموعة من العلماء الى معرفة كيف تستعيد الفئران قدرتها على المشي بعد تعرضها للاصابة في العمود الفقري ويحدوها الأمل في تطبيق الاتجاه الجديد لمساعدة البشر.واظهر البحث الذي نشر الأحد الماضي في دورية نيتشر NATURE أن المخ والعمود الفقري لديهما القدرة على اعادة تنظيم وظائفهما بعد اصابة العمود الفقري لاستعادة الاتصال الضروري بين الخلايا للمشي.وحسبما افاد العلماء استطاعت الفئران التي تعرضت لاصابات جزئية في العمود الفقري داخل المعمل استعادة قدرتها على المشي بصورة تدريجية خلال فترة من ثمانية الى عشرة اسابيع وان لم يكن بنفس الكفاءة.وقال العلماء انه عقب التعرض الى اصابة جزئية في العمود الفقري فان المخ والعمود الفقري يعيدان تلقائيا تركيب شبكة وصلات تسيطر على حركة المشي حتى في ظل غياب الممرات السريعة والمباشرة للاعصاب التي تربط المخ عادة بمركز حركة المشي في العمود الفقري السفلي في الشخص الطبيعي.وقال الدكتور مايكل سوفرونيو استاذ المخ والاعصاب في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس والذي رأس الفريق الطبي الذي اشرف على البحث “هذه ليست نهاية القصة.. بل هي بداية القصة.”وأضاف في حديث هاتفي “لقد حددنا ما يبدو انه آلية لم تكن معروفة مسبقا لاستعادة وظيفة (حركة المشي) عقب هذا النوع من الاصابات. ونحتاج ان نتفهمها بشكل افضل وتعلم كيفية استغلالها بشكل افضل من خلال ممارسة النوع الصحيح من التدريب التأهيلي ومن خلال معرفة طرق تحفيز مثل هذا النوع من التعافي.”ويمر العمود الفقري بمنطقة الرقبة والظهر ويحتوي على اعصاب تنقل الرسائل بين المخ وبقية الجسم. ويمكن ان تسبب اصابة العمود الفقري -ان كانت بسبب حادث سيارة على سبيل المثال- في شلل الجزء الذي يقع اسفل مكان الاصابة. ولا يوجد علاج لمثل هذا النوع من الشلل ويشعر الكثير من العلماء بالاحباط لعدم قدرتهم على اكتشاف العلاج.ويعيق تلف العمود الفقري الممرات التي يستخدمها المخ لنقل الرسائل الى الخلايا العصبية التي تسيطر على المشي. وكان الخبراء يعتقدون ان الطريقة الوحيدة لاستعادة المشي بعد هذا النوع من الاصابات هو العمل بطريقة او باخرى على اعادة نمو ممرات الاعصاب الطويلة التي تربط المخ بالمنطقة السفلية من العمود الفقري.ولكنهم اكتشفوا في هذه الدراسة انه عندما يتسبب تلف العمود الفقري باعاقة الاشارات المباشرة من المخ فان الرسائل تستطيع ان تسلك طرقا جانبية اخرى حول الاصابة. وقال الباحثون انه يمكن نقل الرسائل عبر عدد من الوصلات الأقصر بدلا من استخدام الطرق العصبية الرئيسية لايصال أوامر المخ لتحريك الارجل.وشبه سوفرونيو الامر بطرق المواصلات قائلا “اذا وجدت طريقا رئيسيا كبيرا يقود الى مكان ما فانه سيكون اسرع طريق يمكن السير فيه. أما اذا لم تتمكن من السير فيه بسبب وجود عائق فانك تستخدم طرقا جانبية اقصر للوصول الى المكان.”وعطل الباحثون نصف الألياف العصبية الطويلة على جانبي العمود الفقري دون الاقتراب من المركز الذي يحتوي على عدد من الممرات العصبية القصيرة المتصلة والتي تنقل المعلومات من العمود الفقري.وبعدها عطل الباحثون الممرات العصبية القصيرة في مركز العمود الفقري مما أدى الى عودة الشلل. وأثبت ذلك أن الجهاز العصبي نقل الرسائل من المخ الى العمود الفقري عبر طرق جديدة من خلال استخدام هذه الممرات الاقصر.وعبر الباحثون عن أملهم في ان يتمكنوا الآن من معرفة كيفية تحفيز الخلايا العصبية في العمود الفقري لكي تنمو وتشكل ممرات جديدة حول وعبر مكان الاصابة بما يسمح للمخ بتوجيه هذه الخلايا وتجنب الشلل.
العلماء يتحركون تجاه مساعدة مرضى الشلل
أخبار متعلقة