نعمان الحكيم - تصوير / علي الدربلابد من كلمة حق صريحة، نقولها للمجلس المحلي بمحافظة عدن عامة، ومديرية المعلا خاصة تلك هي اهتمامهم بالشارع الرئيس، - مدرم- والذي يعتبر لوحة جمالية في الجمهورية عموماً.. وهو شارع أسس أيام الاستعمار (البغيض) وهو الذكرى الوحيدة التي تذكرنا بهكذا استعمار.. حمل معنى الإعمار حقيقة.. وصار يشار إليه بالبنان.. (ولكن الحلو ما يكملش).. أقول.. نحن مع الجهود الحثيثة لجعل هذا الشارع أجمل مما هو عليه.. ولكن الجمال له ثمن، ولا يعني ذلك المبالغة في إظهار جمال الشارع فقط، وترك عماراته من الطرف إلى الطرف تتهالك وتكاد تنهار، ولا من اهتمام يذكر.. اللهم للشارع.. وكأنه هو الوحيد الذي يهمهم دون سواه، اما تلك المباني التي تمثل حبات اللؤلؤ في عقد مستطيل أوله (الدكة) وآخره حجيف.. فلا محل له من الاهتمام (الإعراب)! وجهود المحلي بشقيه البيئي والجمالي ظهر للعيان.. لكن الذي يحدث اليوم، وهو تحديث للشارع في سياجه الحديدي، يعبر عن اهتمام كان يمكن أن يؤجل برغم أهميته لكن العمارات التي تكاد تتهاوى كانت هي التي يجب الاهتمام بها أولاً، لأنها تحوي أناساً يخدمون الوطن وعليهم تعلق آمالاً كبيرة، والالتفات إليها يعني الالتفات للناس وقدراتهم وإمكاناتهم الضعيفة التي لا تمكن الواحد منهم ترميم شقته بالكاد.. ناهيكم عن أساسات العمارات وسلالمها ومجاريها التي تعصف بالأساس حد الانهيار.. ونعلم ان تلك العمارات قد ملكت للناس وأن فخامة الرئيس قد وجه بتعويض الملاك السابقين، وأن هذه المباني هي اليوم ملك لمن تملكوها.. لكن لا يعني ذلك تنصل الدولة من مهام كفلها القانون نفسه، قانون التمليك والقاضي باحتساب (نصف قيمة العقار) في وديعة خاصة بالصيانة والترميم.. ونحن نؤكد بأن على المواطن دفع جزء من التكلفة سواء برضاه وقناعته، وتقديره للأخطار التي تحيق بهذه العمارة أو تلك، أو من خلال الإلزام القانوني للمساهمة في الترميم، مثله مثل غيره، وهي مهمة لا تقبل التسويف أو الإبطاء.. والمخالف لا يجب أن يحتذى به، بقدر ما يحتذى ويقتدى بمن يساهم ، ويد الله مع الجماعة!إن السياج الذي يوضع اليوم على شكل أعمدة إسمنت بتوصيلات حديدية، تم إعدادها بشكل فني وبما يعكس منظراً جمالياً، وبإضاءة في بعض هذه الأعمدة المنصوبة على نواصي الشارع، لكن ألم يكن الأنسب أن تبقى هذه السياج الحالية لبقائها سنين طوال، ولعدم تعرضها للصدأ (الذحل).. ولمتانتها وقدرتها على صد الصدمات والتجاوزات، التي نرى أنها ستكون في الوضع الجديد عرضة للتلف والكسير جراء الصدمات والحوادث غير المسيطر عليها، لأن الأسمنت قابل للكسر والتلف السريع ومن ثم قد تدخل العربة أو الحافلة -توقعاً- إلى ما خارج السياج لتصل إلى المباني والمارة.. وهكذا دواليك يحدث الخطر..وإذا كنا مع الجديد وندعمه ونشيد به، لكن ذلك لا يعني أن كل جديد مفيداً.. هذا في أول الشارع بالقبول بآراء الناس حول المشروع وطلبت الجهة المعنية الآراء حول ذلك.. ولكننا لم نر رأياً قد نشر إما بالموافقة أو الرفض.. ولذلك ارتأيت أن أخصص مقال هذا الأسبوع لهذا الغرض، مفنداً الأسباب الإيجابية والسلبية، وللجهة المعنية الحكم في الأخير على صحة ما قلناه.. بحيادية ومسئولية.. لأننا نبغى تقديم خدمة لحينا وناسنا ولشارعنا ثم لوطننا الذي هو مظلتنا جميعاً في أي زمان وأي وقت كان!ولذلك نرى أن تنفيذ هذا المشروع يجب أن يتزامن ويترافق مع ترميم العمارات وذلك بدون تمييز،لأن عمل الطلاء الخارجي ليس هو المهم، بقدر ما نريد الغوص داخل المباني، وبالقانون.. ندعم أو نعاقب المخالف، لأن البعض قد جعل من شقته اصطبلاً ومنزلاً داخل المنزل، وقام بالتكسير والتغيير في ظل غياب الإشراف والثواب والعقاب.. وليس عيباً في حق القائمين اليوم على هذه الأمور أن نقول : أن الإسكان سابقاً وقبل الوحدة كان له نزولاً للمباني والمفاقدة والترميم ومن ثم فرض القانون لمن يتجاوز ما هو قائم ومن لم يستعن بالمهندسين الذين هم عيوننا على المباني وعمرها الزمني.. والخ..إننا في بلد يعيش تغيرات مستمرة، والمهم أن نحافظ على البيئة والبشر، ولا يمكن أن نترك كل شيء لأمزجة الناس، حتى أن البعض يقف حجرة عثرة تجاه أي مشروع لصيانة العمارة هذه أو تلك، لفقره، وتخلف تفكيره، ولعدم وجود المسيطر والضابط للأمور، وهو القانون والأخلاق.. وغير ذلك!إذن.. تعالوا نضع أيدينا بأيدي بعضنا بعضاً لنرحم عماراتنا وشارعنا في وقت واحد.. وإلا.. فإن سقوط أو انهيار عمارة ما سوف يكون كارثة وعاراً ما بعده عار أبداً.. وقد أعذر من أنذر، وإذا لم نكن موفقين فإن الزمن سيحكم في قولنا.. والله الموفق..