الفنانة التشكيلية ميرفت شاذلي في معرضها بالقاهرة:
[c1]المعرض جزء من مشروع قومي للحفاظ على الهوية النوبية[/c] القاهرة / 14 أكتوبر / داليا فاروق :حول عشقها للتراث النوبي ومحاولة تحقيق مشروعها الكبير للحفاظ على هذا التراث، أقامت الفنانة التشكيلية ميرفت شاذلي معرضها الجديد بقاعة "تحية حليم" بأتيلييه القاهرة، حيث عرضت ما يقرب من 14 لوحة معبرة عن الطبيعة في أسوان والنوبة ومدى تمتع الفرد بالهدوء والجمال الدافئ·والفنانة" شاذلي" حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة عام 1992 وحاصلة على ماجستير في الفنون الجميلة حول موضوع "أثر البيئة النوبية على أعمال الفنانين المصريين المعاصرين" وواصلت دراساتها المختلفة حول التراث والفنون التشكيلية في النوبة،و أقامت العديد من المعارض الخاصة في أتيلية القاهرة حول "جذور مازالت مضيئة في أروقة المشهد الحسيني"، واستلها مات من النوبة، وكذلك أحاسيس امرأة من الجنوب"، كما شاركت في المعارض المشتركة من أهمها مشاركتها في الحركة الفنية المصرية منذ 1993 في المعرض القومي المصري وصالون الشباب وجماعة جذور الأول مع الفنانة إيمان مهران، ولهذا التقينا بها وسط جدران معرضها الجديد في هذا الحديث :* لوحاتك بالمعرض تعبر عن اهتماماتك الشديدة بالتراث النوبي والأسواني؟ حدثينا عن فكرة المعرض؟- المعرض محاولة لفكرة تدور بذهني طيلة تجربتي الفنية في حقل الفن التشكيلي ،وكان في داخلي مشروع قومي وجميل أحلم باكتماله حتى يتحقق وهو محاولة لتجسيد الفن التشكيلي والتصويري، لأبرز معالم التراث النوبي والأسواني، خاصة أن لدينا تراث في مصر وفي الجنوب بشكل خاص ولكنه قائم حاليا على بقايا اندثرت نتيجة إننا نتعامل معها بحالة شديدة من الاستهتار، حتى إننا على وشك فقدان أصالتنا وذلك باللجوء إلى استنساخات عفوية·[c1]الدراسة والتسجيل[/c]* إذن هل نعتبر هذه اللوحات تسجيلية للتراث النوبي والتراث المصري بشكل عام، وكيف بدأ هذا المشروع؟- أحاول أن أرسم التراث النوبي والأسواني بشكل تسجيلي، حيث بدأ هذا المشروع من رسمي وتجسيدي للقاهرة القديمة، ثم أسوان مما جعلني أستفيد بذلك في رسالتي للدكتوراه حول "التراث والتحديث في التصوير المصري المعاصر"، فأرى أن التراث المصري بحاجة ليس فقط إلى التسجيل الرسمي وإنما إلى إبداع حقيقي متداخل معه عوامل دراسية وأكاديمية لإتقان العمل التسجيلي، وبرؤية أعمق للتراث والعمارة والبشر والوجوه المصرية النوبية، وأعتقد أن هذه الرؤية هي في مجملها مفردات لأبجديات خاصة داخل العمل التسجيلي، الذي لابد وأن يتكون بشكل هادئ حتى يختمر العمل الإبداعي، الذي يحمل في طياته خصوصية الإنسان المصري، وعلى الفنان أن يتعامل مع هذا الإبداع بشكل عميق متمتع بوعي خلاق لملامح ومظاهر الحياة النوبية، وفي سبيل تحقيق هذه الأحلام درست التراث النوبي بشكل جاد وتأثرت به وحاولت أن أبرز مدى تأثيره على الفنانين في مرحلة ما قبل التهجير، فهي كانت مرحلة ملهمة لكثير من فناني التراث، وهذا الإلهام اكتمل حول تحقيق مشروعهم القومي في بناء السد العالي ومع انتهاء هذا المشروع قل الاهتمام بالمنطقة·* لكن كانت معظم لوحاتك تسجيلية.- مع بداية هذه المرحلة في مشروعي الفني كنتُ أحتاج أن أرسم المنظر الطبيعي بشكل أشبه للتسجيلي محاولة مني للإلحاق بالتراث قبل اندثاره ، فتجربة هذا المعرض حملت العديد من الذكريات أثناء تسجيلي لبعض مفردات التراث النوبي والحياة الأسوانية، فكنت أذهب للجنوب حينما أريد أن أشعر بطهارة النفس والنَقَاء الاجتماعي لما يحمله جو النوبة من صفاء وحرية ونسيم بعيد عن التلوث، لذلك أخذ هذا المعرض مني حوالي 20 يومـًا في النوبة وأسوان بشكل متجدد يوميا وحياة كاملة أسعدتُ بها كثيرًا·و أعتبر هذا المعرض أمل جديد لإبداعات النوبة، التي دائما نسعى كفانين للحفاظ على خصوصياتها التراثية الفنية لذلك تحتاج إلى سعي دؤوب ومتعب بعض الشيء، وكذلك تحتاج إلى فنانين من الشباب الذين لابد وأن يحملوا شخصية فنية مستقلة ومنفردة للتراث النوبي من خلال رؤيا هم وتتبعهم لمفردات هذا التراث ، فحاولت أن أرسم البيوت القديمة في النوبة، التي أوشكت على الاندثار وكذلك المناظر الموحية بالبيئة في أسوان، لأن التراث النوبي له طرازه المعماري الفريد، وحاولت أن أعبر عنه حيث تعرض لكثير من التهجير والأنقاض، ولكنه تبقى الوجوه النوبية المعروفة المليئة بالعبق الطيب النوبي، وفي رأيي أن السبب في اندثار التراث النوبي هو انفتاحنا على العالم الآخر·[c1]خامات متاحة[/c]* ما هي الأدوات التي استخدمتها في هذا المعرض؟- استخدمت خامة الباستيل، لأنها خامة سهلة التعامل معها وتساعدني على إخراج إبداعات التراث النوبي في تصميمها السريع لتجسيد ملامحه، وفي رأيي أنها الخامة الوحيدة السهلة في التعامل مع المناظر الطبيعية ، ولا تحتاج إلى جفاف مثل ألوان الزيت·* متلقي هذا المعرض يشعر باهتمامك بالمرأة الجنوبية ··حدثينا عن هذه التجربة؟- حاولت من خلال هذا المعرض أن أتناول المرأة في الجنوب، على اعتبارها حالة إبداعية فردية ولها خصوصياتها، وهو إبداع شاق، لأن اللوحة التي تجسد المرأة في النوبة تحتاج إلى دقة وعمق متمتع بوعي خلاق لملامح المرأة النوبية على أمل الوصول إلى تجسيد تسجيلي لحياتها ومظاهر ثقافتها الفردية·