رحلت أشجان إلى باريها ناحتة بقلوب جميع زملائها وزميلاتها وكل من عرفها جرحا عميقا وحزنا جارفا.
هذه الشابة ذات القوام النحيل، والابتسامة المفعمة بالنقاء الصادق، والخجولة وعبارات حديثها الغاية في التواضع والنبل الطاهر كطهارة حوريات الجنة.
سنظل جميعاً مدى الدهر نفتقدها، كيف لا وهل بين ظهرانينا من يقوى على نسيان ابتسامة البراءة النابعة من بين ثغر وكيان هذه الأيقونة الأكتوبرية المشعة عطاءً مهنياً دافقاً يشاغف مواجع جموع الناس برغبة تسمو إلى إصلاح كل اعوجاجات ونتواءات مجتمعها الجنوبي.
من أين لي أن أقوى على نسيان إطلالتها وهي تدلف للولوج إلى باب مكتبنا المتواضع: نهارك سعيد (عم مسرع).. كيف حالك يا أرسلان؟ ثم تردف مداعبة: ما لكم مبرطمين ما تردون علي السلام.. انهماككم بشغلات العمل خلتكم تنسون رد السلام على زميلتكم أشجان، طيب زخفوا وبرطموا كما شئتم أني باظل أردد عبارات السلام على رؤوسكم لمن تبطلوا زخاف وتردوا عليا.
هذه آخر عبارات دفقتها على مسامعنا قبل يومين من مرضها، ولم نكن نعلم نحن وإياها أنها عباراتها الأخيرة.
رحمة الله عليك يا أشجان الحورية المصقولة بحب الحياة والبشرية جمعاء.
تقبلك الله برضوانه وفسيح جناته. وأفصح كم تمنيت لو أن الله قبض روحي سباقاً لروحك الطاهرة.
