لابد من سلسلة من التغييرات في التقنيات والسياسات المائية :
[c1]هل نحسب الحسابات للعام (2050) م[/c]قال تقريرٌ للبنك الدولي حول المياه : "إنّ نصيب الفرد سيهبط على النصف في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام (2050م) .. في أحدث تقرير صدر هذا الأسبوع، وتمّ التطرق فيه إلى نصائح مهمة في السياسات المائية والتقنيات والاستخدامات المختلفة لثروة الماء.نعمان الحكيموعندما تتحدث منظمة دولية من الآن لتدق ناقوس الخطر، فمعنى ذلك أنّ أزمةً ستعم هذه الدول، لا شك في أنّها آتية في يوم ما.. والدليل أننا اليوم في العام 2007م وتفصلنا سنين كثيرة حتى العام 2050م، لكن الدراسات تحتم على ألا يغفل القائمون على رأس هذه الدول أن يحتاطوا.. نظراً للتوسع السكاني والعمراني والصناعي، وهذا كله يتطلب البحث عن مصادر مياه جديدة، والحفاظ على ما هو موجود وتنميته من حيث الاستخدامات والمخزون الذي لا ينبغي لنا التفريط فيه، لأنّ نتيجة ذلك هو مستقبل بلا ماء.. وهذا معناه انعدام الحياة برمتها!ونحن في اليمن، وإن كنّا حتى الآن نعيش بعيدين عن الخطر نسبياً، لكن ذلك يعنينا بالدرجة الأولى، حيث وبلادنا تعاني من اتساع رقعة الزراعة خصوصاً (القات)، وكذا الصناعات التي تتطلب كميات وفيرة من المياه، والعمران الذي له ماله من احتياجات جمّة من المياه، ناهيكم عن الإهدار الذي يسببه الازدحام السكاني من حيث معدل الولادات التي تبلغ نسبتها أكثر من 3%، وهذا معناه مزيداً من المياه لحياة ملايين من الأنفس تتضاعف سنوياً!ولأنّ سياسة تطوير الموارد المائية في بلادنا تقابل بهكذا كثافة سكانية غير مسيطر عليها سواء من ناحية الإنجاب المستمر الذي هو ثروة بشرية للبلد وللأسرة بحد ذاتها في نظر بعض من ناحية، أو للجهل بما يترتب على ذلك من متطلبات حياتية كثيرة ومنها المياه.. وهذا كله مرهون بسياسة يجب أن تصل إلى إقناع الناس بهذه الأمور، حتى لا يظل التزايد المطرد للنمو السكاني يقضي على أي توجهات أو سياسات، أو لنقل يعرقلها من أن تصل إلى حلولٍ يمكن أن تسهم في حفظ الثروة وإبقاء التوازن سارياً من غير مضاعفات!لذلك حذّرت المنظمة الدولية من مغبة ما قد يصل إليه حال هذه الدول أو بعضها، وهي أي المنظمة تدرك مدى التخلف الذي يحف بسكان بعض هذه الدول وعدم تكثيف البرامج التثقيفية والتعليمية ومحو الأمية بين أوساط ساكني الأرياف، كل ذلك قد دفع بهذه المنظمة لأنّ تقول شيئاً ذا فائدة، لعل وعسى أن تكون قد نبهت الغافلين مما قد يحيق ببلدانهم وشعوبهم وهي لفتة جديرة بالدراسة واستنباط المفيد الذي قد توصلت إليه الدول المتقدمة.. ومن حقنا أن نستفيد منها لما يحفظ الحياة من أخطار يمكن تلافيها اليوم أو الغد أو السنين القادمة!