استراحة 14 اكتوبر
الحمض النووي الريبي يفجر ثورة في عالم كشف الجرائم لكن استخدامه محفوف بمخاطر انتهاك خصوصية الافراد.في سبتمبر/ايلول من عام 1987 اصبح كولن بيتشفورك وهو خباز من وسط انكلترا اول مجرم في العالم يثبت ارتكابه جريمة من خلال تحليل الحمض النووي الريبي (دنا) بعد ان اغتصب وقتل فتاتين عمر كل منهما 15 عاما.وفي يناير/كانون الثاني التالي حكم عليه بالسجن مدى الحياة.وبعد مرور عشرين عاما على تلك الواقعة بات تحليل حمض “دنا” المأخوذ من الدم او الشعر او اللعاب او المني في مراكز كشف الجريمة عملية تحدث في شتى بقاع الارض واسهمت في حل مئات الالاف من الجرائم المحيرة.إلا ان اتساع رقعة الثورة الحالية في الطب الشرعي تسببت في حالة من القلق في بريطانيا إذ تفكر الحكومة البريطانية في مد شبكة فحوصها الخاصة بحمض “دنا” مما يتيح للشرطة أخذ عينات من اشخاص يقترفون حتى الجرائم البسيطة مثل القاء القمامة في الاماكن العامة.وأثارت قضية الطفلة البريطانية مادلين ماكان التي اختفت في ظروف غامضة في البرتغال الكثير من علامات الاستفهام بشأن مدى الاعتماد في الاونة الحديثة على تحليل “دنا” كدليل مادي لاماطة اللثام عن الجرائم.أما اليك جيفري استاذ العلوم الوراثية الذي ابتكر اساليب البصمة الوراثية لحمض “دنا” عام 1984 وقطع شوطا في مساعدة الشرطة على كشف النقاب عن الجريمة في قضية بيتشفورك فانه يشعر بالفخر الحقيقي بابتكاره.