طلال الشرجبي :في الوقت الذي أنهى فيه حجاج بيت الله الحرام أداء مناسك الحج ورمي الجمرات بثت شبكة التلفزة العربية والعالمية مشهداً فانتازياً تواقاً للحرية أثلج صدور الكثيرين...إذ يرمي الزيدي منتظر الشيطان الأكبر بحذاء عراقي قديم كمفارقة عجيبة وضعت العالم أمام الدهشة ليحتل بذلك حدث العام.منتظر الزيدي صحافي إعلامي حر مسكون بوجع بغداد وأنين الرافدين.. عراقي الهوية ثوري الأيدلوجية عربي الانتماء ,أبدع قصيدة كونية باجزل لغة.. كتبها بشجاعة الموقف الرافض للوجود الأمريكي, ملحمة شعرية كتبها بمهارة عالية تمثلت ببساطة الأدوات وعذوبة المعنى وجزالة الألفاظ, مفرداتها الحذاء والحذاء فقط.. ولسان حاله:سأبدل القلم الرقيق بخنجر [c1] *** [/c] والأغنيات بطعنة نجلاءوأمد رأس الحاكمين صحيفة [c1] *** [/c] لقصائد سأخطها بحذاشاب ثلاثيني عشق العراق فاختار المقاومة مسلكا ً في مشهد تاريخي استثنائي وصورة دراماتيكية لتنفيذ عملية فدائية وبطولية نادرة تعيد الاعتبار للرئيس الشهيد صدام حسين في ذكرى استشهاده.. إذ أطلق فردتي حذاء كطلقة مدفع صوب طاغية العصر ونمرود الزمان (بوش)في حين فشلت الدفاعات الجوية الأمريكية أمام قذائف رجل المقاومة المنتظر..فحذاء واحد لا يكفي ليتبعه حذاء آخر كان له دوي وانفجار اسمع العالم صداه فتحدث بأفصح لغة, تحدث بكل اللغات الإنسانية العالمية الحية اللفظية والرمزية..صرخة مدوية أطلقها الصحافي الزيدي باسم معتقلي سجن أبو غريب وكافة اليتامى والأرامل والثكالى والمشردين ومقهوري هذا الوطن الكبير من المحيط إلى الخليج انتصارا ً لكرامة الإنسان العربي وحقوق الإنسان على المستوى العالمي.صرخة (لا)في وجه من قالوا (نعم)..صمتا ً فقد نطق الحذاء.. لقد قال حذاء الزيدي ما عجزت الأنظمة العربية عن قوله، فعندما تخرس أفواه العبيد تنطق أحذية الأحرار, ثأر بشجاعة أسطورية لمليون أرملة عراقية وخمسة ملايين طفل يتيم ومشرد ومليون نازح..ثار لشعب مقهور طحنته آلة الحرب العسكرية وترسانة الاحتلال الأمريكي مختزلا ً مشاعر ومواقف الشعب العراقي الرافض للوجود الأمريكي وجرائمه البشعة ضد الإنسانية في شتى أنحاء المعمورة.(خوش) لقد ودعت بغداد (بوش)بقبلتي وداع على الطريقة العراقية.. وداعا ً يليق بمجرم حرب حملها حذاء الزميل الصحفي/منتظر أثناء مؤتمر صحفي بمناسبة توقيع الاتفاقية الأمنية مع أذناب المحتل لتشتعل جذوة المقاومة وتتاجج مشاعر العزة والنخوة والكرامة فيطغى الحس القومي والعربي الإنساني على المهنية الزائلة، لتدوي صرخة عراقي ثائر وهو يصوّب حذاءه إلى وجه بوش على التوالي: هذة قبلة الوداع ياكلب!!المالكي (الصفوي)وقف مذهولأ في الرمية الأولى وحاول دفع الحذاء عن سيده في الرمية الثانية التي تفاداها بوش بصعوبة ولكنها لم تخطئ العلم الأمريكي, بذلك المشهد المخزي يودع الرئيس الأمريكي بغداد والبيت الأبيض كأسوأ رئيس في تاريخ أمريكا جراء سياسته الرعناء.إن حذاء منتظر ماركة مسجلة بوجه بوش..وفي لحظة تاريخية استطاع اقتحام موسوعة جينيس للأرقام القياسية ليس لضخامته وكبر حجمه وإنما بوصفه أول حذاء عربي يصفع وجه زعيم أكبر دولة و أقوى رؤساء العالم ليجبره على الانحناءدون عناء.مشهد فانتازي ساخر لأول رئيس أمريكي ينحني لحذاء بشكل مخزٍ فيرتفع سعره في البورصة العالمية إلى عشرة ملايين دولار كرقم فلكي أطلقة رجل الأعمال السعودي/ حسن مخافة مقابل شراءه ذلك الحذاء الأسطوري لوضعه في أكبر متحف في العالم ولا عجب فهو يستحق أكثر.ذلك الحذاء الذي صمد الجراح وحرك الشارع العربي بابتهاج خاص ووحد العراقيين نحو طرد المحتل في دلالة رمزية لنقطة تحول حاسمة لمرحلة الاحتلال الأمريكي للعراق فكاد حذاء الزيدي أن يرقي إلى مستوى الأسلحة البيولوجية وأسلحة الدمار الشامل التي ظل المتهالك بوش يبحث عنها لسنوات فإذا به يجدها في لحظات احتضاره أمام عينيه وعلى مقربة من انفه دون أن تفلح المضادات الجوية في إسقاطها.إن الشعب العراقي المجاهد مهما جرد من سلاحه لن يعدم يوما ً من وسيلة مبتكرة للتعبير عن مقاومته وموقفه الرافض للمحتل وللوجود الأمريكي الذي اهلك الحرث والنسل ولن يتردد في استخدامها في أي موقف متى سنحت الفرصة وفي أي ظرف كان..وهذا ما كان، لتكون بداية النهاية لسقوط أمريكا المريع.أن الرابع عشر من ديسمبر يوم تاريخي خالد في وجدان الأمة ولن يمحى من ذاكرة الأجيال وسائر الشعوب المقهورة لما يحمله من دلالة عميقة على الصعيد الإنساني، فهو يومُ للكرامة العربية التي رسم ملامحها رجل المقاومة منتظر الزيدي الذي حطم تابوا طاغية العصر بوش فاستحق بجدارة وسام الشجاعة من إحدى الجمعيات الحقوقية العربية ..فرب حذاء يصنع مالا يصنعه ألف مدفع ومدفع. أطلق حذاءك تسلم انه قدرُ [c1] *** [/c] فالقول يا قوم ما قال منتظرُ أطلق حذاءك الجم كل من جبنوا [c1] *** [/c] وقامروا بمصير الشعب وأتمرواأطلق حذاءك يا حرا ً فداك أبي [c1] *** [/c] بما فعلت عراق المجد ينتصريا أم منتظر بوركت والدة [c1] *** [/c] اليوم فيك العراقيات تفتخرُإن النساء تمنت كل واحدةِ [c1] *** [/c] لو أن من حملت في الأرحام منتظرُإن ابنك الحر قد وفى مراضعه [c1] *** [/c] ما ضاع فيه عذابات ولا سهرُأيام عراق المنى لا تبتئس لغد [c1] *** [/c] فلن يضرك من شذوا ومن كفرواففي رجالك قامات تدين لها [c1] *** [/c] هول الخطوب و إن قد خانها نفر ُمهما أدلهم سواد الليل يا وطني [c1] *** [/c] فسوف يمحو أستار الدجى قمر
|
اتجاهات
عندما تخرس أفواه العبيد .. تنطق أحذية الأحرار !!
أخبار متعلقة