المأزق الذي وقعت فيه الصحيفة الدانمركية بسب شخص الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بواسطة رسم كاريكاتوري هو نتاج طبيعي للآلة الصهيونية الاعلامية التي دأبت وتدأب على توتيرالعلاقات بين العرب والمسلمين والغرب المسيحي على الدوام وعبر كل الازمنة لتجني هي المكاسب المرجوة من وراء الفتنة التي تضطرم في ما بين الجانبين ، ولعل الاعتذار هو خير دليل على أن الجهات التي أفتعلت هذه الازمة هي جهات غير مسؤولة ولا تمثل إلاّ نفسها على كل حال ، وكانت الحملة الاقتصادية التي قامت بها المؤسسات التجارية ضد المنتجات الدانمركية مقبولة وإن لم تكن سريعة وحازمة وديناميكية والاعلام الصهيوني العنصري هو الذي يقف بكل ثقله خلف تلك الحملة الشعواء التي مست خير الانام هذه المرة وهي تكرار لتلك الفاضحة الاسرائيلية التي قامت برسم الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - قبل عدة سنوات وقابل العرب والمسلمين تلك السخافة بصمت مابعدها صمت على مستوى القيادات السياسية فيما هبت الشعوب في تلك الدول الى الشوارع بطريقة عفوية للتعبير عن حنقها وغضبها تجاه تلك المهزلة واليوم فإن الدانمرك بشعبها المثقف ليست بريئة من تهمة التواطؤ للتشهير الرخيص على شخص الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - والاعلام الاخطبوطي الصهيوني هو المسؤول الرئيس عن تلك الفاجعة الكاسحة ( كالعادة) بسبب الألية الاخطبوطية التي تعمل بها الالة الدعائية الصهيونية والتي تمرست الدجل والكذب لخدمة قضاياها الخاصة فقد كان الاعلام الصهيوني يعمل على خمسة أقطاب رئيسية يوجه من خلالها الدعايات المظللة والمسمومة الى أنحاء العالم فالمحور الاول موجه إلى الاسرائيلين داخل الدولة نفسها والثاني الى الاسرائيلين خارج الدولة والمتواجدين في أنحاء العالم المختلفة ( يهود الشتات) فيما القطب الثالث موجة نحو العالم الغربي الرأسمالي والولايات المتحدة الامريكية والقطب الرابع الى العالم العربي والاسلامي ، أما القطب الخامس فهو موجه الى دول المعسكر الاشتراكي المنحل ، فالقطب الاول يهدف الى إقناع ( الاسرائيليين) داخل دولتهم أن العرب والمسلمين لن يتوانوا عن القضاء على دولة 0 إسرائيل) طالما ظلت باقية وأن الحل الوحيد لبقاء الدولة الإسرائيلية هو تكاتف الكل من العبريين داخل وخارج الدولة وعلى ذلك فإن على الاسرائيليين في الداخل أن يكونوا متيقظين ومستنفرين للمقاومة وفي أي وقت ، أي البقاء في حالة الاستنفار الدائم ، القطب الثاني موجه الاسرائيليين في الخارج ،ويهدف الى جعل أموالهم في تدفق دائم الى الحكومة اليهودية لدعمها والقطب الثالث موجه نحو العالم العربي والاسلامي ويهدف القائمون عليه الى إقناع العرب والمسلمين بكل الحيل أن الدولة العبرية دولة مسالمة وأن القيادات العربية والاسلامية هي التي تحرض شعوبها على الاسرائيليين ودولهم الناهضة والرابع الى العالم الغربي والولايات المتحدة الامريكية والغرض منه إقناع العالم الغربي والولايات المتحدة الامريكية بأن إسرائيل دولة متحضرة في وسط بحر من الدول العربية والاسلامية المتخلفة وأن الاسرائيليين جاءوا الى أرضهم حاملين مشعل الحضارة واستلموا أرضاً خالية مخربة أحيوها وعمروها وجعلوها أشبه بالجنة وهم ضحايا الظلم والطغيان الهتلري النازي والوريث الشرعي ليهود العالم المظلومين ، أما القطب الخامس والآخير فقد أضمحل واندمج مع القطب الرابع بعد إنهيار المعسكر الاشتراكي السابق ، وكان العمل فيه يسير على إقناع الدول الاشتراكية بأن الاسرائيليين ودولتهم الوحيدين اللذين يأخذون الاشتراكية كمنهج حياة وليس الدول العربية ويدللون على ذلك ببعض السمات التي كانت سائدة في المجتمع الاسرائيلي والتي تشترك فيها مع الصفات السائدة في المعسكر الاشتراكي البائد مثل نظام التعاونيات الزراعية والبطاقات التموينية ،ولازالت الدولة العبرية تعمل على تلك الاقطاب وتحرك مشاعر وعواطف أعدائها وحلفائها على أساس الكذب والدجل ، وقد وقعت الدانمرك في شرك الحبائل الصهيونية الاعلامية البغيضة وهي الدولة التي طالما عرف شعبها بالتسامح والثقافة العالمية بمعية النرويج ، ولعل عقدة الذنب التي تؤرق مخيلة الناس في هذين البلدين هما الدافع وراء التعاطف في كلا النظامين السياسيين مع الدولة العبرية لأن بعض عناصر تلك الدولتان اشتركتا بشكل او بأخر في الجرائم التي اقترفها النازيين بحق اليهود أبان الحرب العالمية الثانية في معتقلات اوروبا الرهيبة ، لكن ذلك لاخفي حقيقة أن الدانمرك والنرويج كانتا الى جانب معسكر الحلفاء الى النخاع وقام الالمان بعملية غزوهما معاً في 9/4/41940م في عملية عسكرية عسكرية خاطفة أطلق عليها الاسم الرمزي ( دومباس) سقطت على إثرها الدنمرك ( المسالمة) في أقل من ساعة و 54 دقيقة فقط ، فيما صمدت النرويج قرابة الشهر وهو مايدحض الاعتقاد السائد بأن الدانمرك والنرويج شاركتا بمجهودات التعذيب ضد اليهود ، ولاداعي للتعجل فالايام القادمة حبلى بالاحداث .* عزيز محمد راجح
|
اطفال
الاعلام الصهيوني والتسرع الدانمركي
أخبار متعلقة