عواصم / متابعات :دعا نشطاء قلقون من التجارة المزدهرة للاسلحة الصغيرة وبنادق الكلاشينكوف الهجومية الامم المتحدة يوم امس الاربعاء الى التفاوض لاقرار معاهدة جديدة تنظم انتقال هذه الاسلحة على المستوى الدولي . وتقول حملة الحد من الاسلحة ان البندقية الكلاشنيكوف اصبحت اكثر سلاح عسكري منتشر في العالم ويقدر ان هناك نحو 70 مليون بندقية من هذا الطراز تستخدم في دول من افغانستان الى بريطانيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية والعراق الى المكسيك وسيراليون والولايات المتحدة وفنزويلا واليمن.ويأتي نداء حملة الحد من الاسلحة وهي تحالف يشمل منظمة العفو الدولية واوكسفام انترناشونال وشبكة التحرك الدولي بخصوص الاسلحة الصغيرة (ايانسا) في الوقت الذي بدأت فيه الامم المتحدة مؤتمرا يستمر اسبوعين يدرس اتخاذ اجراءات صارمة ضد الاتجار غير المشروع في الاسلحة الصغيرة الذي يبلغ حجمه نحو مليار دولار سنويا.ولكن الدعوة الى اقرار معاهدة جديدة وان كانت تعد موضوعا للنقاش في المؤتمر الا انها تستلزم موافقة الجمعية العامة للامم المتحدة بعد ان تبدأ دورتها السنوية في سبتمبر ايلول.ويخطط القائمون على الحملة لتقديم التماس الى الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يدعم ابرام معاهدة جديدة موقعة من مليون شخص من اكثر من 160 دولة يرمز الى عدد الاشخاص الذين قتلوا بالاسلحة الصغيرة منذ اخر مؤتمر عقدته المنظمة الدولية عن الاسلحة الصغيرة في عام 2001م.وبينما يفضل العديد من الحكومات ابرام معاهدة أعلنت بريطانيا عن خطط بديلة تدعو الى وضع خطوط عريضة دولية بينما قالت الولايات المتحدة انه لا حاجة لاتفاقية جديدة.وتقول الحملة انه في غياب اتفاق عالمي لتنظيم مبيعات مثل تلك الاسلحة وعدم وجود منظمة دولية لمراقبة انتقالها دوليا اصحبت بنادق الكلاشينكوف "سلعة عالمية حقيقية يتم الاتجار فيها وتخزينها وانتاجها في دول يزيد عددها الان عن اي وقت اخر على امتداد تاريخها وهو 60 عاما."وقال القائمون على الحملة ان الكلاشينكوف موجودة في ترسانة 82 دولة على الاقل وتصنع في 14 دولة على الاقل في اربع قارات. ولان تنظيم الاتجار فيها سيء من المرجح ان تظل اكثر الاسلحة استخداما في مناطق النزاع على مدى العقدين المقبلين على الاقل.واعلنت فنزويلا مؤخرا عن خطط لبناء مصنع لتصنيع الكلاشنيكوف والذخيرة بالقرب من العاصمة كراكاس بمساعدة روسية بعد ان حظرت واشنطن مبيعات الاسلحة للبلاد بسبب قلقها من سياسات الرئيس هوجو شافيز. وسيكون المصنع هو الاول من نوعه في الامريكتين.وقال ميخائيل كلاشينكوف (86) مخترع البندقية للحملة "بالطبع اشعر بالحزن والاحباط عندما ارى مناوشات مسلحة تستخدم سلاحي وايضا في حروب النهب والسلب والاغراض الارهابية والاجرامية."لكن ليس مخترعي السلاح هم الذين يتعين ان يتحملوا المسؤولية في نهاية المطاف عن المكان الذي تنتهي اليه الاسلحة. بل هي الحكومات التي يجب ان تسيطر على انتاجها وتصديرها."وكانت بندقية ايه.كي. 47 قد استخدمت للمرة الاولى في الجيش الاحمر عام 1949 ويسهل التعرف عليها من خزنتها التي تتخذ شكل ثمرة الموز.والبندقية مفضلة لامكانية الاعتماد عليها ولذا كانت السلاح المفضل للجماعات المسلحة وهي قادرة على اطلاق 600 طلقة في الدقيقة ومتوافرة في اماكن من افريقيا بسعر بخس لا يزيد عن 30 دولارا.وفي هذا السياق قال نشطاء في مجال الحد من استخدام الاسلحة النارية ان ثلاثة من كل عشرة اشخاص استطلعت اراؤهم في اطار دراسة شملت ست دول قالوا انهم اما كانوا ضحايا لهجوم مسلح او يعرفون شخصا وقع ضحية لهجوم من هذا النوع خلال الاعوام الخمسة الماضية.وقالت حملة (كونترول ارمز) التي تهدف الى تشديد القيود على الاسلحة النارية في بيان ان الدراسة التي شملت نحو ألف مشارك في كل من البرازيل وبريطانيا وكندا وجواتيمالا والهند وجنوب افريقيا أظهرت وجود تأييد كبير لتشديد القيود الدولية على تجارة الاسلحة النارية.و/كونترول ارمز/ مبادرة تشارك فيها منظمة العفو الدولية ومنظمة اوكسفام الخيرية وشبكة التحرك الدولي بخصوص الاسلحة الصغيرة والتي تضم مئات الجماعات التي تسعى لتشديد القيود على السلاح من مختلف ارجاء العالم.وكانت نتائج المسح الذي اجرته مؤسسة (ابسوس موري) لاستطلاع الرأي في ابريل ومايوالماضي قد صدرت قبل اسبوع من بدء مؤتمر كبير للامم المتحدة عن التجارة غير المشروعة في الاسلحة الصغيرة يعقد في نيويورك.ودعت كونترول ارمز الحكومات لطرح مباديء دولية لتنظيم نقل الاسلحة وضمان عدم وصولها الى ايدي منتهكي حقوق الانسان ، مشيرة ً الى ان هناك نحو 640 مليون قطعة من الاسلحة الصغيرة والاسلحة الخفيفة في العالم وانه يجري انتاج ثمانية ملايين قطعة سلاح أخرى كل عام. وأضافت أن هذه الاسلحة تقتل أكثر من الف شخص يوميا.وقال 30 بالمئة من المشاركين من الدول الست انهم اما تعرضوا للتهديد بالاعتداء عليهم بسلاح ناري أو أصيبوا في هجوم مسلح أو أن أحد أقاربهم أو معارفهم أصيب أو قتل بالرصاص في الاعوام الخمس الماضية.وتراوحت أعداد المجيبين على هذا السؤال بنعم بين ثلاثة بالمئة في الهند وتسعة بالمئة في كندا و11 بالمئة في بريطانيا و51 بالمئة في كل من البرازيل وجواتيمالا و54 بالمئة في جنوب افريقيا. فيما افاد أكثر من 60 بالمئة من المشاركين انهم "قلقون من أن يصبحوا ضحايا لعنف مسلح". وكانت نسبة من قالوا ذلك الاعلى في البرازيل اذ بلغت 94 بالمئة والادنى في كندا 36 بالمئة. كما اوضح 62 بالمئة في المتوسط من المشاركين ان من السهل للغاية الحصول على سلاح في بلادهم. فيما وقال 87 بالمئة من جميع المشاركين انهم يريدون فرض "قيود دولية صارمة على الاماكن التي يمكن تصدير السلاح لها" وقال 89 بالمئة انهم يؤيدون تشديد القيود على دخول الاسلحة لبلادهم.
تحالف دولي مدني يدعو لتقييد تجارة الأسلحة الصغيرة
أخبار متعلقة