شخصيات خالدة
[c1]أبو المصريين[/c]ولد سعد زغلول في بلدة أبيانا بإقليم الغربية بمصر ، وقد اختلف الباحثون في نسبه، فمن قائل إنه من المغول أو الترك ومن زاعم أنه مغربي. وقال آخرون إنه من أسرة بدوية قدمت إلى مصر وعاشت فيها منذ مئات السنين.تيتم سعد زغلول بموت أبيه وهو في السادسة من عمره فتعهده أخوه الأكبر وأدخله مدرسة الكتّاب ليتعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم أرسله إلى الأزهر ليتفقه في الدين. وكان يومها على رأس العلماء هناك جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، فتأثر بهما زغلول وسار على درب الإصلاح والتجدد بفضلهما.مارس زغلول المحاماة تسع سنوات فأبدع ولمع اسمه وعظم شأنه في أوساط القضاء. وكان يدافع عن الفقراء بغير جزاء. عُيّن سنة 1892م، نائب قاضٍ في محكمة الاستئناف، فكان أول محام في مصر يعين قاضياً، وبقي في القضاء أربع عشرة سنة.عينته السلطات البيرطانية الحاكمة في مصر آنذاك وزيراً للمعارف سنة 1906م، وبقي في هذه الوزارة أربع سنوات وضع خلالها الأساس الراسخ الصحيح لنهضة التعليم الوطني وجعل اللغة العربية لغة التعليم بدلاً من اللغة الإنكليزية وأكثر من دور المعلمين ومكاتب القرى وفتح باب المجانية لتعليم الفقراء وأنشأ مدرسة القضاء الشرعي.انتقل سعد زغلول سنة 1910م،إلى وزارة العدل. فعمد إلى إصلاح القضاء وعزز كرامته وأنشأ نقابة للمحامين.كانت الحركة الوطنية المصرية تنمو في هذا الوقت باضطراد مطالبة برحيل الإنكليز. وكان سعد زغلول من كبار زعمائها. فبادرت السلطات الإنكليزية سنة 1919م، إلى القبض عليه وعلى عدد من زملائه ونفتهم إلى جزيرة مالطا. فكان هذا الاعتقال وهذا النفي الشرارة التي فجرت ثورة الشعب المصري، ثورة اشتركت فيها كل الفئات ورفعت شعاراً واحداً: مصر للمصريين. حاولت بريطانيا احتواء هذه الثورة فأفرجت عن زغلول ورفاقه فانتقلوا من مالطا إلى المغرب ومنه إلى أوروبا. ودعتهم السلطات البريطانية إلى لندن للتفاوض لكن الوفد برئاسة زغلول طلب أولا إلغاء الحماية البريطانية على مصر ثم بدء المفاوضات ولما رفضت لندن هذا الطلب، عاد سعد ورفاقه إلى مصر وأعلنوا فور وصولهم إلى ميناء الإسكندرية أنهم عازمون على متابعة النضال لتحقيق الاستقلال المصري. فما كان من السلطات البريطانية إلا أن قررت نفي زغلول إلى منزله في الريف. ولما هبت الجماهير إلى التظاهر، أطلقت القوات المصرية بقيادة بريطانية النار عليها. ثم طوق الإنكليز منزل سعد في القاهرة واقتادوه إلى منفاه الجديد في عدن (1922م). وشاركه في هذا المنفى مصطفى النحاس ومكرم عبيد وعاطف بركات وفتح الله بركات.لم يطل زمن المنفى في عدن. فبعد أقل من شهرين نقل زغلول ورفاقه إلى جزرشيسل ومنها إلى جبل طارق. فما كان النواب العمال والأحرار في مجلس النواب البريطاني أن ثاروا على هذا الاعتقال فاضطرت الحكومة إلى الإفراج عن سعد ورفاقه، فعادوا إلى مصر في أيلول/ سبتمبر 1923م.تولى زغلول الحكم في مصر بعد انتصار ساحق في الانتخابات التي جرت سنة 1924 ودعيت حكومته "وزارة الشعب". وكانت أول حكومة دستورية مصرية تستمد قوتها من إرادة الشعب.لم يطل عمر هذه الحكومة أكثر من تسعة أشهر، إذ عادت السلطات البريطانية إلى التشدد في معارضتها. وتعرض زغلول في هذه الأثناء إلى محاولة قتل فأصيب برصاصة في صدره ولكنه لم يمت.جرت انتخابات جديدة فاز فيها حزب زغلول بأكثرية المقاعد وأصبح يسمى بحزب الوفد وانتخب سعد زغلول رئيساً لمجلس النواب. لكن صحته ساءت في أوائل 1927م، وتوفي بعد أشهر.