* شيء رائع ومهم أن نتمتع بسعة الخيال،وقديماً قال أحدهم عبارة قرأتها يوماً في إحدى المجلات،قال إن الإنسانية تدين بتطورها لبشر ذوي خيال واسع وخصب وأن أصحاب الخيال الواسع هم الذين غيروا تاريخ الإنسانية.لكن عالمنا الذي نعيش فيه اليوم،يهتم بالمظاهر ويفتن بها،ولأنني أدرك هذه الحقيقة وأعرف أن الناس تمنح قدراً أكبر من الاحترام للذين تحيط بهم هالة كبيرة من المظاهر فقد عرفت شخصيات تتمتع بخيال واسع يحيط بها أسرته بهذا القدر الذي منحه مكانة وهيبة لدى الناس،فصار أقرباؤه من أكبر العائلات،وأهله ذوي مناصب رفيعة ،وبعض أصحاب النفوذ أقارب لوالدته وظل يتعمد أن يدس حكاية ما هنا،وواقعة طريفة هناك،ويقحم فيها بعض الأسماء المعروفة والمشهورة ولهذا أصبحت هذه الحكايات التي ابتكرها خياله الخصب حقيقة في حياتنا.وأنا أدرك أن الناس تصدق بسهولة؟،وأن أحداً منهم لن يذهب لشخص أو عائلة يدعى قرابتها ليسألها وبدأ كثير من أصدقائه يطلبون منه وساطات وخدمات ولا يجد حرجاً في أن يعتذر لهم جميعاً،زاعماً أن أقاربه لا يحبذون الوساطة،وبدلاً من أن يستصغره الناس والأصدقاء لخذ لانهم فإنهم يكبرون فيه هذه الصراحة التي يبديها لهم.وهكذا استطاع هذا الشخص بقدر قليل من سعة الخيال وخصوبته،أن يتمتع وسط أصدقائه بقدر من الثناء والاكبار ونظرات الإعجاب والانبهار الدائمة في عيونهم على توثيق علاقتهم به وبأسرته التي أصبحت تنتمي إلى فئة عالية في المجتمع.والحقيقة أن أسوأ ما يمكن أن يصيبنا أن نغير مسمى الأشياء لكي ينفي عن أنفسنا نقيصة الخطأ،فنسمي النفاق مجاملة،ولن ينفعنا سوى أننا نظل نمارس كذبنا حتى نصدق أن الكذب نقيصة تصيب كرامة الإنسان.
عندما يكون الكذب من وحي الخيال
أخبار متعلقة