الرياح تنقل أتربة بركانية خطيرة !
نعمان الحكيمالحقيقة وأنا أُفكر في كتابة الموضوع الأسبوعي لصفحة البيئة والمياه كنتُ أقوم بزيارةٍ للزميل / محمد الصانع – مدير فرع مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر بعدن .. وتحدثنا عن البناء الذي طال جبل التعكر وجبل حديد.. وما يجري فيهما من نحن وحفرعشوائي لم يقم أحد من قبل.. فأشار إلى قضيةٍ مهمةٍ هي أنّ الحفر والنحت في هذه الجبال البركانية قد أثار الرعب وذلك من خلال أنّ هذه الجبال قد هُمدت براكينها منذ آلاف السنين، لكن الحفر والبناء اليوم يشكلان خطراً على البيئة، إذ أنّ التربة الناعمة جداً الناتجة عن أعمال الحفر والبناء بالمكائن والشيولات والحفارات الضخمة تنقلها الرياح وتسبب أمراض عديدة بسبب استنشاق هذه الأتربة عبر الهواء وهي أتربة مليئة بمكوّنات البراكين السامة.. التي يعرفها الجيولوجيون أكثر منّا.أقول هذه فكرة لأستاذ صحافي، مثقف، يحب عدن واليمن، يحب الناس ويخاف على صحتهم، لذلك له الشكر والثناء على تنبيهنا إلى هكذا موضوع مهم ومثير، ومطلوب التعليق عليه وكشف أخطاره من قبل المتخصصين في بلادنا.. كشفهُ عملياً، لا لمجرد الرد وكفى!والحقيقة أنني وظّفت الفكرة سريعاً لصالح مقالي الأسبوعي، بعد أن كنت طلبت إلى المبدع الخلوق / عبدالسلام هائل شرف أن يكتب عن الموضوع، لكن (الأنانية)، دفعتني إلى استثمار الفكرة سريعاً ومعذرة للزميل عبدالسلام.. وبإمكانه أن يتعمق في الموضوع باستطلاع يكشف حقائق علمية تكون إضافة مهمة إلى سجل هذه الصحيفة اليومية الرائدة!وبإضافة معلومة أخرى.. نقول إنّ خزانات وأنابيب ترقد على هذه الجبال، ولربما تتعرض لـ (الرذاذ) نفسه، أو الأتربة غير المرئية، لتختلط بالماء، وتكون سبباً في مضاعفة الأمراض وزيادة المعاناة التي لو أحسنا تجنبها (عملياً) لكنا قد حسنّا من وضع البيئة في مدينة عدن الجميلة الآسرة!.إنّنا نوجه دعوة بهذا الصدد تكون للجهات المختصة بالبناء والترخيص للبناء وإدارة المياه وتخطيط المدن.. والسلطة المحلية ندعوهم فيها إلى تحمل مسؤولياتهم كاملة وألا يفرطوا في قضايا الناس والمجتمع، لأنّ تلك أمانة عليهم أداؤها وسيحاسبون عليها يوم القيامة.. كما لن يفلت من عقاب الله سبحانه وتعالى من فلت من عقاب الدنيا، في هذا العصر الذي هو عصر العلم والثورة العلمية التي اخترقت مجاهل الفضاء الكوني.. وهو ما يدعونا إلى أنّ نكون أكثر ارتباطاً بالضمير والخوف من الله، ثمّ مواكبة العصرنة والتطور والعمل بما ينفع الناس والوطن معاً.والله الموفق