لندن / متابعات : صدر حديثا عن دار ريفرهيد بوكس للنشر رواية “ألف شمس مبهرة” لمؤلفه خالد حسيني.ويحاول حسيني، الذي ولد في كابول ثم انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1980، في روايته التي تجري أحداثها خلال فترة حكم طالبان ثم ما بعدها، يحاول جاهداً إيصال صوت المرأة الأفغانية للعالم، من خلال تركيز الضوء على مأساتها في عهد حركة طالبان، من خلال تتبع حكاية امرأتين “مريم وليلى” شاء حظهما العاثر أن تقعا في براثن رجل فظ القلب، خشن الطباع، عديم الرحمة، لا يأبه لمشاعرهما، ولا يهتز له جفن لآناتهما، حسبما يقول مجدي كامل بجريدة “الوطن” السعودية.مريم فتاة في سن المراهقة ابنة غير شرعية لرجل ثري، ينكر وجودها، لتفاجئها أمها بإقدامها على الانتحار، فتضطر للخلاص سريعاً بالزواج من صانع أحذية يكبرها سنا بكثير يدعى رشيد، لتكتشف أنها كانت كالمستجير من الرمضاء بالنار، بعد أن اكتشفت أنه وحش كاسر يختبئ وراء ملامح إنسانية، لطالما دفعها لتمني الموت على مواصلة العيش معه.ويروي المؤلف كيف أجبرها رشيد على ارتداء “البرقع” وكيف كان يعاملها باحتقار واستهزاء وسخرية ويكيل لها الإهانات ويتجاهل في معظم الأحيان حتى وجودها حتى إنه “لا يتخطاها في دخوله وخروجه من البيت كما لو كانت لا شيء إلا هرة داجنة بالمنزل”.ويصور حسيني كيف تعيش مريم أجواء الرعب والفزع من جراء مزاج الزوج المتقلب، ولجوئه المستمر للحلول البدنية (الصفعات، واللكمات) لتأكيد سيطرته دون داع أو مبرر.أما بطلة الرواية الأخرى “ليلى” والتي أصبحت زوجة رشيد الثانية، فتواجه نفس المصير، الذي تلاقيه مريم “ضرتها”، رغم اختلاف حياتها الأولى عنها. وفق “ الوطن”، فرغم أن “ليلى” الرائعة الجمال كانت ابنة تحيا سعيدة في كنف أبيها المثقف الواعي، الذي كان يشجعها على مواصلة تعليمها، إلا أن “الكارثة الأفغانية” التي لم يسلم من تداعياتها أحد، حولت حياتها فجأة لجحيم، واغتالت الحلم الجميل، لتجد ليلى نفسها في الشارع وحيدة يتيمة الأب والأم، بعد أن يسقط صاروخ أطلقته إحدى الجماعات المنشقة، التي تقاتل من أجل السيطرة على العاصمة “كابول” على منزلها ليقتل أبويها.وطارق حبيب “ليلى” وفتى أحلامها، الذي كان كل حلمه في الحياة هو أن يتزوجها كان لحظة فقدان أبويها، قد غادر كابول برفقة عائلته التي اضطرت للرحيل بسبب أجواء الحرب، وشاعت أنباء بموته أثناء عمليات القصف المتواصل على مشارف حدود باكستان، فتجد نفسها وحيدة، ثم تكتشف أن بأحشائها طفلا منه، فتقبل بالزواج من رشيد، حتى لا تهيم بوجهها هي وطفلها في شوارع كابول.وكأي امرأتين شاء حظهما أن يكونا على ذمة رجل واحد، تبدأ مريم وليلى مرحلة الشد والجذب التقليدية، وتلد ليلى طفلتها عزيزة، وبمرور الوقت تكتشف مريم وليلى أنهما ضحيتان لنفس الظروف اللعينة، وقساوة نفس المجتمع، ولعنة نفس الرجل، فتتعاطفان مع بعضهما البعض، ثم تتحولان إلى صديقتين فحليفتين ضد نفس مصدر تعاستهما.. الزوج “البلطجي” رشيد، كل تسعى جاهدة لحماية الأخرى من بطشه ومن فتكه، وفق “الوطن” السعودية
|
ثقافة
“ألف شمس مبهرة”.. رواية تعكس حال المرأة الأفغانية
أخبار متعلقة