الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي أثناء إلقائه كلمة في جامعة ملبورن باستراليا يوم 26 مارس
طهران/14اكتوبر / زهرة حسينيان:ذكرت وكالة أنباء إيرانية أن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قال أمس الأربعاء إن الاعترافات التي أدلى بها إصلاحيون متهمون بإثارة الاضطرابات التي اندلعت في إيران عقب الانتخابات الرئاسية جاءت في «ظروف غير اعتيادية» وإنها باطلة.وورد أن سعيد حجاريان الإصلاحي الرفيع وحليف خاتمي قال خلال محاكمة يوم الثلاثاء وهي الرابعة منذ الانتخابات التي اعتبرها الاصلاحيون مزورة انه « ارتكب أخطاء كبيرة خلال الانتخابات عن طريق تقديم تحليلات غير صحيحة... أعتذر للأمة الإيرانية عن هذه الأخطاء.»وطالب مدع بتوقيع أقصى عقوبة على حجاريان المتهم بالعمل ضد الأمن القومي وهي جريمة تحتمل الحكم بالإعدام.ونقلت وكالة أنباء العمال الايرانية عن خاتمي الذي ناصر المرشح المعتدل الرئيسي خلال الانتخابات قوله «هذه الاعترافات باطلة وتم الحصول عليها في ظروف غير اعتيادية... هذه المزاعم محض كذب وافتراء.»وظهر أمام المحكمة يوم الثلاثاء أيضا عدد من الاصلاحيين من بينهم نائب وزير الداخلية السابق مصطفى تاج زاده ونائب وزير الخارجية السابق محسن أمين زاده وكلاهما تولى منصبه في عهد خاتمي.ووجهت الاتهامات للجميع بالتحريض على المظاهرات العارمة التي اجتاحت إيران عقب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو حزيران والتي فاز بها الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد لفترة رئاسية ثانية واعترف بعض المتهمين بارتكاب «أخطاء».كما اتهم الأمريكي من أصل ايراني كيان تاجبخش خلال محاكمة يوم الثلاثاء أيضا بالعمل ضد مصلحة الأمن القومي الإيراني والتجسس وهي تهم من شأنها أن تثير غضب واشنطن.وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن تاجبخش قال أيضا في المحكمة أمس الأول الثلاثاء أن خاتمي التقى بالملياردير جورج سوروس في نيويورك وهو ما وصفه خاتمي أيضا بأنه «كذبة».وصور المسؤولون الايرانيون الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات على أنها محاولة لتقويض المؤسسة الدينية بدعم من الغرب.وأغرقت نتيجة انتخابات الرئاسة الايرانية التي جرت في 12 يونيو حزيران الجمهورية الاسلامية في خضم أخطر أزمة داخلية تواجهها منذ الثورة الاسلامية عام 1979 وأظهرت انقسامات عميقة بين النخبة الحاكمة في البلاد.ويؤكد المرشحان المعتدلان مير حسين موسوي ومهدي كروبي أن الانتخابات زورت بهدف تأمين إعادة انتخاب أحمدي نجاد وهي تهمة نفتها السلطات الايرانية.ويعتبر محللون المحاكمات الجماعية محاولة لاقتلاع المعارضة المعتدلة ووضع نهاية لاحتجاجات المعارضة.وتقول جماعات لحقوق الإنسان انه تم القبض على مئات الأشخاص بينهم سياسيون وصحفيون ونشطاء ومحامون بارزون موالون للتيار الإصلاحي. والكثير منهم لايزال في السجن.وطالب سياسيون معتدلون ورئيس الجمهورية الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني بالإفراج الفوري عن المحتجزين.واتهم أحد المتهمين أمام المحكمة يوم الثلاثاء نجل رفسنجاني بتشجيع المعتدلين على الزعم بأن الانتخابات زورت. ونفى مهدي هاشمي رفسنجاني هذه المزاعم.واتهم أحمدي نجاد في نقاش بثه التلفزيون أسرة رفسنجاني بالفساد. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية أمس الأربعاء أن أسرة رفسنجاني قدمت شكوى للقضاء ضد أحمدي نجاد لكنها لم تورد أي تفاصيل.وأغضب كروبي الذي جاء ترتيبه الرابع في الانتخابات خصومه بقوله ان بعض المتظاهرين المسجونين اغتصبوا وأُسيئت معاملتهم في السجن وهي تهمة رفضها المسؤولون الحكوميون.لكن لجنة برلمانية تشكلت للتحقيق في قضايا المحتجزين قالت انها مُستعدة للنظر في أي دليل يقدمه رجل الدين الموالي للإصلاح لتأييد مزاعمه.ونقل عن كروبي قوله هذا الأُسبوع ان أربعة أشخاص تعرضوا لانتهاكات جنسية في السجن مستعدون للشهادة أمام البرلمان لكنهم لا يشعرون بالامان.وقال فارهاد تاجاري عضو اللجنة إن رئيس السلطة القضائية ورئيس البرلمان « قدما الضمانات الأمنية اللازمة لهؤلاء المستعدين للإدلاء بشهادتهم بشأن انتهاكات جنسية في السجن» لكنه لا يعتبر المزاعم موثوقة.وقال موقع نوروز التابع للاصلاحيين على الانترنت الاسبوع الماضي ان « عشرات» الناس دفنوا في مقابر جماعية لا أسماء عليها في أكبر مقابر طهران في 12 و 15 يوليو تموز أي بعد شهر تقريبا بعد الانتخابات ملمحا الى أن هؤلاء الذين دفنوا كانوا محتجين.لكن رئيسا سابقا لمقبرة بهجتي الزهراء قال ان المقبرة لم تشهد من قبل أي عمليات دفن جماعية. وقال مشرع يوم الثلاثاء ان لجنة برلمانية تنظر حاليا في شائعة الدفن الجماعي في المقبرة.ويقول المرشحون الخاسرون ان 69 شخصا قتلوا خلال الاضطرابات وتقول السلطات ان القتلى عددهم 26 شخصا فقط.