عمر عبدربه السبع..
بمزيج من الألم والدهشة والأحزان تلقينا نبأ وفاة زميلنا العزيز المدير الإداري والكاتب الصحفي عمر عبدربه السبع إثر وعكة صحية ألمت به.. مخلفاً ذكرى طيبة ستظل عالقة في قلوبنا ما حيينا.عمر السبع اسم عرفه جمهور قراء صحيفة (14 أكتوبر) ككاتب صحفي له حضور قوي في العديد من المجالات سواء في الجانب الثقافي أو الجانب البيئي أو غيرهما من المجالات. وعرف بين موظفي المؤسسة كإداري ناجح استطاع أن يتبوأ مناصب إدارية ويديرها باقتدار وبنجاح منقطع النظير. فقد كان مديراً لإدارة التدريب والتأهيل، ثم مديراً لشؤون الموظفين إلى قبل يوم وفاته.لقد عرف عمر عبدربه السبع وسط زملائه بدماثة خلقه وبحبه للعمل، وبالتفاني والإخلاص فيه. وكان كتلة من النشاط لا تفتر ولا تلين، شعلة متوهجة لا يخبو لها بريق.ورغم تقلده مناصب إدارية في المؤسسة إلا أن سمة التواضع وحسن الخلق ظلت ملازمة لسلوكه مع جميع زملائه دون تمييز. وكان يقبل علينا في صالة التحرير الكبيرة، مسلماً علينا، يصافحنا واحداً واحداً.. وكأني أراه يقبل علي - كعادته حين يدلف إلى القاعة - فيسلم علي ويصافحني ويضع يده الأخرى على كتفي يسألني عن حالي وعن صحتي، ويحدثني في أمور تتعلق بشؤون العمل، عارضاً مساعدته لي في بعض ما يمكن أن يؤدي إلى إفادتي أدبياً ومادياً.وكأني أراه - كعادته - يقبل علينا ونحن قاعدين في مصلى المؤسسة إثر أذان الظهر، فيشق الصفوف بهيئته المهيبة وابتسامته العريضة التي لا تفارق شفتيه: “هيا يا حميد.. أقم الصلاة.. ورانا عمل”. فيطلب من الزميل/ حميد أن يؤمنا في الصلاة.. وتارة يتقدم هو فيصلي بنا.. وما إن تنقضي الصلاة حتى يهب ليواصل ما بدأه من عمل في أول النهار، بتفان وإخلاص قلما نجدهما عند غيره من مديري الإدارات.نعم.. لقد رحل زميلنا العزيز عمر عبدربه السبع، مخلفاً الأحزان في قلوبنا والدموع في عيوننا والآلام في نفوسنا وغصة ما زالت حتى الآن عالقة في حلوقنا.لقد اصطفاه الله من بيننا ليقربه إليه، فكان ذلك الاصطفاء رحمة له من آلام الدنيا ومعاناتها وغيلتها.. وهل يصطفي الله إلا الأخيار؟!..نعم.. لقد مات “السبع”.. وموته أدمى قلوبنا، ونشر الأحزان في أفئدتنا، وجعل الدموع تنهمر من مآقينا.. ولكن، هل تموت مكارم الأخلاق؟!رحم الله أخانا عمر عبدربه السبع رحمة الأبرار، وأدخله فسيح الجنان، إنه هو الرحيم الغفار.
