سطور
نعمان الحكيمأحسنت عملاً قناة السعيدة،في تقديمها حياة وذكريات الشاعر الخالد عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفُضول). أقول أحسنت صنعاً وقدمت عملاً جميلاً لنا كمشاهدين متعطشين لرؤية هكذا سفر عطر.. ونحن إذا نشيد بهذا العمل، فذلك لا يعني أننا شركاء في الخلاف الدائر حول الحلقات والكتاب والكاتب والقناة نفسها.. بل نحن سعدنا بعمل أدبي خالد تضمن آراء وقصص حياة ذلكم العملاق الذي، يكفي أنه خُلَّد بالنشيد الوطني للجمهورية، الذي حاولوا بتر كلمة منه، لكنها عادت والعود أحمد...لقد كانت قصة حياة الفضول في صورتها تلك، قد أشبعت نوعاً ما، فضولنا وشغفنا الذي مازال أيضاً يتوق إلى الأعمال الكاملة للرجل، وهو الذي عاش ردحاً كبيراً من حياته في مدينة عدن التي فجرت لديه مكامن الشعر والغزل، بمثلما أينع ذلك كله في روابي مناطق تعز الخضراء والحجرية وخاصة (ذبحان) التي هي منطقة الشاعر خالد الذكر، أو هكذا تراءى لي.. إن حياة هذا الرجل الجميل الأنيق لم تذهب سدى ولقد خُلّد في أغانيه العاطفية وأناشيده الوطنية وصور قصائده التي تعود إلى الريف والخضرة والحب والجمال في مدينة تحلم بالحب والاستقرار وشربة الماء العذب الزلال.. كيف لا وهو صاحب أشهر عبارات الترجمة الحقيقية لتلك الأمور من ظمأ وعطش.. (مكانني ظمآن...).إن أجمل ماتابعناه من سرد وقصص وحكايا كان يتمثل بظهور عدد من الشخصيات الأدبية والثقافية والفنية ومن أسرة الفقيد نفسه، حيث أظهروا لنا (ما كان مخبأ) وزادت عندنا قيمة وعظمة الفضول، الذي كنا نجهله ولم نفه حقه.. خاصة هنا في مدينة عدن التي تنكر مسؤولوها لهكذا عمالقة ولم يخلدوهم، ومنهم شاعرنا الكبير الذي كانت عدن تعتبره (ضوء عينيها وبريقها في زمن ما). هاهي عدن اليوم تتنكر، والعيب على من يعنيهم ذلك في هذه المدينة التي غلبت فيها السياسة على كل شيء!لقد كانت اللوحة الجميلة الآسرة حقاً هي ظهور السيدة المرأة الجميلة حقاً.. والهادئة والمثقفة، وهل للفضول إلا أن يختار هكذا شريكاً، رغم كونه قد اقترن بغيرها من قبل، لكنها ظهرت المرأة المهمة له قولاً وفعلاً، رغم أن كلامنا هذا لا ينفي أن أسرته قبلاً قد كانت لها المساهمة الكبرى في ظهوره وتألقه ونجاحه الكبير.عزيزة نعمان.. كانت ملامحها ودموعها تشير إلى حب عظيم وتعلق أعظم بالرجل، ورغم مرور سنين منذ وفاة الشاعر، إلا أن الوفاء والعظمة والإخلاص يكون لها بصمات مدى الحياة، وهاهي السيدة/ عزيزة ترتقي إلى مصاف الأثيرات والشهيرات في العالم، كونها ملهمة شاعر ومخلدة له.. ورحم الله الفضول وأسبغ على أهله وأسرته النعماء والرخاء... ولنا أن نحني هاماتنا لهم اليوم إن هم وفوا بالعهد وأخرجوا أعماله كاملة إلى النور.