واشنطن ترى أن ثمة "احتقانا" واستياء في صفوف الفلسطينيين
القاهرة/ وكالات:أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس السبت أن المفاوضات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) "عادت الى نقطة الصفر" بعد إعلان الحركة رفضها الاعتراف بإسرائيل. وقال عباس في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك "كنا قد عقدنا اتفاقا لبناء حكومة وحدة وطنية ويرتكز هذا الاتفاق على بنود مختلفة اهمها ان الحكومة القادمة, أو اي حكومة, تحترم الاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية وان سياسة الحكومة مبنية على المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية, ولكن مع الاسف بعد ان وقع هذا الاتفاق حدثت تراجعات عنه" من قبل حركة حماس. وتابع عباس "عندما ذهبنا الى الامم المتحدة, وجدنا ان الولايات المتحدة واوروبا لا ترى في هذه المواقف ما يساعد على بناء حكومة وحدة وطنية".وفي مقابلة بثتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية أمس السبت دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس "حماس" الى مراجعة رفضها لشروط اللجنة الرباعية الدولية الثلاثة وهي الاعتراف باسرائيل والالتزام بالاتفاقات الموقعة معها والتخلي عن المقاومة. وقال ردا على سؤال حول وسائل الضغط على حماس, ان هذه الحركة "ليست في حاجة الى ضغط فوضع الشعب الفلسطيني والصورة لا تحتاج الى ضغط فنحن لدينا اضرابات .. مستمرة من الموظفين بسبب عدم دفع المرتبات ونريد أن يأكل الشعب, ولدينا حصار والمعابر مغلقة, كل هذه التحديات تحتم على أي إنسان مسؤول ان يرى الصورة التي امامه". يشار إلى ان مساعد المتحدث باسم الخارجية الاميركية توم كيسي كان أكد الجمعة مجددا ان استئناف المساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية رهن بموافقة اي حكومة فلسطينية على شروط اللجنة الرباعية الدولية (الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا). وعلقت اللجنة الرباعية بعد تولي حكومة حماس السلطة في مارس الماضي المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ووضعت ثلاثة شروط لاستئنافها وهي اعتراف حركة حماس باسرائيل والتزامها بالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف. فيما ما زالت حماس تكرر رفضها الاعتراف باسرائيل وعرضت بدلا منذ ذلك هدنة مدتها عشر سنوات مع اسرائيل التي رفضت هذا الاقتراح على الفور. ميدانيا اقتحمت قوات إسرائيلية معززة بالدبابات في وقت مبكر من صباح أمس مزرعة قرب بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة دون وقوع اشتباكات. وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الاقتحام الجديد يهدف إلى منع إطلاق الصواريخ من هذه المنطقة باتجاه إسرائيل، مشيرا إلى سقوط صاروخ أطلق من شمال قطاع غزة في جنوب إسرائيل صباح أمس ما ألحق أضرارا في إحدى الطرقات.وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قصف في وقت متأخر من ليل أمس الاول منزلا في رفح جنوب قطاع غزة قرب الحدود المصرية ما أدى إلى تدمير المنزل دون وقوع إصابات. وزعم متحدث عسكري إسرائيلي أن المنزل يحتوي نفقا مخصصا لتهريب الأسلحة من داخل الأراضي المصرية إلى القطاع. على صعيد اخر قال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس تواجه استياء في صفوف الفلسطينيين بسبب انعاكسات القيود التي تفرضها الدول الغربية على حركة المقاومة الاسلامية.واوضح الناطق شون ماكورماك "هناك بوضوح درجة عالية من الاستياء لكون حماس فشلت في تحقيق ما وعدت به اي ان تحكم بفاعلية لما في ذلك مصلحة الشعب الفلسطيني". واضاف "ثمة الكثير من الاحتقان في صفوف الطبقة السياسية وفي المناطق الفلسطينية".ويعاني الفلسطينيون كثيرا من انعاكسات فرض قيود صارمة على المساعدات المخصصة لهم من قبل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بعدما شكلت حماس الحكومة الفلسطينية.وجاء كلام ماكورماك بعدما دعمت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس كمخرج من الازمة.لكن اللجنة الرباعية قالت ان هذا الدعم مشروط باحترام ثلاثة مبادئ هي الاعتراف بحق اسرائيل بالوجود ونبذ العنف والقبول باتفاقات السلام المبرمة سابقا مع اسرائيل.وردا على سؤال على احتمال حصول قطيعة بين عباس وحماس قال ماكورماك ان "هذه القرارات تعود الى الفلسطينيين" موضحا ان "تشكيلة الحكومة الفلسطينية وبرنامجها قرارات يتخذها الفلسطينيون". لكنه شدد على ان عباس "هو شريك سلام".