ولعمري ما حزنت على الشباب في مراحل حياتي كما حزنت عليهم اليوم ولا أضناني الشجن كما أضناني على هذه الفئة التي تشكل الأهم لا في مجتمعنا فقط ولكن في كل المجتمعات البشرية .. لأنها عماد المستقبل وشريانه النابض .وعلى أساس ذلك إننى أرى بأننا معنيون جميعاً قيادة وشعباً فرادىوجماعات برعايتها وتوجيهها توجيها سليماً نحو مسار العلم والمعرفة برؤى ترتبط أساساً بقيم وطن الثاني والعشرين من مايو 90م قيم الوحدة والديمقراطية وغرس قيمنا اليمنية الأصيلة المنطلقة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غرسها في قلوبهم ووجداناتهم ، حتى لا يضلوا بين أفكار غوغائية من جهة ومتطرفة أو متشددة من جهة أخرى والمعشعشة بعضها في قاع المجتمع تتحين الفرص لتصطاد من استطاعت من أبنائنا وشبابنا وطلابنا خاصة وأنها توجه سهامها إلى بعض الذين يتسمون بضعف العقيدة وهشاشة التفكير ووهن العاطفة وذوي المواقف المتذبذبة الذين يسهل إقتيادهم إلى مواقع التطرف والإنحراف عن القيم الدينية لشريعتنا الإسلامية السمحاء، أضف إلى ذلك أن هناك عوامل أخرى تجعل البعض ينساقون إلى هذا التوجه دون وعي أو إدراك إلى النتائج السلبية على مستقبلهم واستقرار وطنهم . ومما لاشك فيه أن جميعنا يدرك بأننا مجتمع عربي إسلامي نحياو نعيش في ظل دولة الدين الإسلامي دينها ومصدر تشريعاتها .. إذن فلماذا تأتي جماعة أو افراد وتريد أن تأتي بجديد مخالف لكتاب الله وسنة رسوله الكريم ؟ وفي تقديري أن ماجاء مخالفاً لذلك فتلك فتنة ولا أعتقد أن شخصاً في مجتمعنا يرغب بأن توجد فتنة داخل وطنه تحوله إلى ساحة للصراع وإراقة الدماء وتمزق وحدته وأمنه واستقراره . إننا ندعو كل أبناء الوطن اليمني أن يتمسكوا بمبادئهم وقيمهم وأخلاقهم التي يستمدونها من دينهم الإسلامي الحنيف و الا تغيب عنهم جوانب العلم والمعرفة وأن يتجهوا نحو التنمية الحقيقية لهذا الوطن ، ومن أجل ذلك ينبغي علينا جميعاً أن تكون الركيزة الأولى للأمن والاستقرار الذي تترتب عليه عوامل عدة تأتي في مقدمتها رفع مستوى معيشة الفرد واستقراره وصحته وطمأنينته واستقراره. إننا ندرك أن كل الآباء والأمهات يأملون أن يروا أبناءهم في مراكز متقدمة خلال سنوات دراستهم كما يأملون أن يتبوؤا مواقع مرموقة في حياتهم العملية ولم يطمع أحد أن يرى أبنه في مواقع الإنحراف أياً كانت . ولذلك ينبغي على كل الآباء والأمهات أن يتحملوا مسؤوليتهم في توجيه أبنائهم توجيهاً سليماً نحو تنمية معارفهم وقدراتهم وكذا حب الخير وحب الوطن وحب الناس.كما يتوجب أيضاً على المدرسة أن تلعب دوراً مهماً في تربية أبنائنا وشبابنا وتعريفهم بالقيم النبيلة وبدينهم القويم . ليس ذلك فحسب وإنما أيضاً ينبغي على رجال الدين وخطباء المساجد أن يوجهوا ويعظوا شبابنا نحو قيمهم الدينية السليمة وتعريفهم بالأفكار الهدامة التي تهدف إلى زرع الفتنة والشقاق بين أبناء الوطن وتذهب بعيداً عن روح الإسلام وسماحته الحقة.
أخبار متعلقة