استطلاع/ خلدون البرحي:تـ/ هشام عطيري:[c1]قال ابو ناصر المغنى فتش ورد نيسانفي خدود الغوانيانس الفل يوم الورد للزهر سلطانحاز كل المعاني[/c]الفل يشرق موسمه المتجدد كل عام بشهري مارس وسبتمبر وقد ازدهرت زراعته مساحة وانتاجاً وتسويقاً حتى اصبح يحتل مكانة مرموقة بين المحاصيل النقدية في بلادنا وقد ذهب البعض الى تسميته بالذهب الابيض لارتفاع قيمته التي تصل في كثير من الاحيان الى اسعار خيالية ، وتعتبر منطقة دلتا وادي تبن بمحافظة لحج اول من عرف زراعة الفل ومنها انتشر الى بعض المناطق اليمنية.[c1]كيف يزرع الفل[/c]تتم زراعة شجرة الفل بطريقة العزق يقول المزارع محمد سعد مهيوب: بعد اخذ اغصان من الشجرة وغرسها بالتربة المروية مسبقاً بالماء فتنقسم وتنمو وتأتي ثمارها بعد عام واحد وحبات الفل الطبيعية تظل هي الاكثر طلباً في لحج حتى مع وجود عطور الفل الصناعية.ويشير الاخ محمد سعد الى ان الاهالي في محافظة لحج يحرصون على شرائه واستخدامه في المنازل من خلال نشره في دواليب الملابس ليعطيها رائحة عطرية زكية كما انه يستخدم للزينة في الافراح واستطرد حديثه قائلاً: لقد كان الكثير من الناس من خارج المحافظة يتحملون مشاق السفر والارتحال الى الحوطة من اجل زيارة بستان الحسيني وايضاً من اجل الحصول على حبات الفل واخذها هدايا كذكرى جميلة من ذكريات النزهة في الحسيني للأهل والاحباب والاصدقاء.
[c1]التحكم بموعد الازهار[/c]ويذكر الاخ محمد سعد ان العملية الانتاجية للمحصول تتميز باراديتها الواضحة حيث يستطيع المزارع التحكم في تحديد موعد الازهار وذلك من خلال تقديم او تأخير عملية خرط اوراق الشجرة التي ما ان يتم تصفية غصونها من الورق ثم ريها بعد ذلك حتى تستمر وتستمر في الازهار لفترة 28 الى 45 يوماً ثم تراجع انتاجيتها لكنها ما تلبث أن تعاود العطاء لذا فقد اصبح الانتاج يتواصل على امتداد فصل الصيف نتيجة استمرار عملية الارواء او استخدام المبيدات المخصبة والحافظة والمبيدات الحشرية.انتاج الشجرة الواحدةتنتج الشجرة الواحدة يومياً مابين 300-600 حبة فل في عنفوان الموسم ووفرته لكنها لاترتفع عن الحد الاعلى وقد عمد المزارعون إلى استخدام الايدي العاملة النسوية في جني زهرات الفل لكن في الاونة الاخيرة تم الاستعانة بالرجال للقيام بهذه العملية بسبب كثرة المزارع المنتشرة في المنطقة والتي تحتاج الى كم هائل من العاملات مما حدا ببعض المزارعين الاستعانة ببعض الفتيات والشباب للعمل عوضاً عن الفتيات في هذه المزارع.[c1]انتاج غير مكلف[/c]في زيارة لبعض حقول الفل لمسنا عن قرب ان الانتاج منه غير مكلف فهو يتكاثر كما اشرنا آنفاً بالانقسام ولايحتاج الى غير الماء للارواء المعتاد اذ يتم الري مرة قبل الموسم واخرى اثناء الموسم كما ان العمالة رخيصة جداً فلاتزيد اجرة العاملة او العامل عن (70) ريالاً في اليوم الواحد ولكن رغم قلة كلفة الانتاج الحقلي للمنتج الى انه يرتفع كثيراً بالنسبة للمستهلك من حيث التسعيرة ومع ذلك يظل دائماً مطلوب.
[c1]أسواق جديدة[/c]بعد ان ظلت الحوطة عاصمة محافظة لحج هي السوق الاول لزهرة الفل وقتاً طويلاً ونتيجة لتزايد الانتاج كان لابد من وجود اسواق جديدة. فكان اول سوق يتم افتتاحه خارج حوطة لحج حسب بعض المصادر كان سوق الشيخ عثمان وذلك في عام 1964م الذي صادف افتتاح طريق عدن لحج بعد رصفها بالاسفلت وتشير الدلائل الى ان الفترة التالية لتسويق الفل كانت في كريتر والتي شهدت انتشار شتلات منه الى محافظة ابين ومحافظة الحديدة ولم تقتصر الاسواق على هذه المحافظات والمناطق بل تم افتتاح اسواق جديدة مؤخراً في المحافظات القريبة من لحج مثل الضالع - تعز - إب ،ورغم انتشار شتلات الفل في بعض المحافظات الى ان الفل اللحجي يظل الاكثر شهرة ورواجاً في الاسواق لما يتمتع به من رائحة جميلة اخاذة.[c1]مزاد بيع الفل[/c]علي البيسة مانع قال: يقام في الصباح الباكر في سوق الخضروات القديم مزاد علني (حراج) لبيع حبات الفل الموردة من مختلف مزارع دلتا وادي تبن إلى هذا السوق الذي يشرف عليه عاقل السوق حلمي كعامل وهو شخص يمتلك دراية وخبرة كبيرة في أمور الفل وهو امتداد لوالده محمد عبدالله كعامل أحد اوائل المهتمين بهذه الشجرة والذي يعود الفضل في دخولها إلى اليمن للأمير أحمد فضل القمندان- ويضيف البيسة أن زهرة الفل تمتلك خاصية جميلة وهو تأخر تفتحها ويمكن الاحتفاظ بها ليوم كامل وما أن تتفتح حتى تأسرك برائحتها الزكية المعطرة.[c1]بسبب عقلية المزارع[/c]يقول حلمي كعامل: اقوم بتحريج الفل في الصباح الباكر للمشترين من المحافظة وخارجها ويتم البيع بالآجل على ان يقوم المشتري بتسديد المبلغ في اليوم التالي واقوم بتسليمه إلى المورد أو المالك كلاً حسب المبلغ الذي يتم البيع به ولم يُخف حلمي تذمره من بعض المشترين الذين يتأخرون في تسديد ما عليهم من مبالغ مايضطره إلى تحمل تكاليف المبلغ وتسديده إلى المورد على نفقته الخاصة وأضاف عاقل السوق أن شجرة الفل اصبحت في وقتنا الراهن أقل انتاجاً وعطاءً من ذي قبل رغم انتشار المزارع ووفرتها في مختلف نواحي دلتا وادي تبن والسبب يعود إلى عقلية المزارعين الذين يبحثون عن الثراء السريع من وراء هذه الشجرة وذلك من خلال تحميلها فوق مقدرتها ورشها بالمبيدات بداع وبدون داع واصرارهم على الانتاج طوال العام نسوا انها شجرة حساسة جداً ويحتاج التعامل معها إلى حصافة مزارع حقيقي وعن أسباب ارتفاع الفل يقول الأخ حلمي يأتي ذلك نتيجة لكثرة الاعراس خاصة في يومي الخميس والجمعة - حسب العادات والتقاليد المتبعة في بلادنا ومن الاسباب كذلك عندما يخف انتاج المزارع في أواخر المواسم وكذلك في فصل الشتاء وهو الفصل الذي يكون فيه الفل في أدنى مستوياته ورغم المنافسة التي يلاقيها الفل اللحجي الا انه يظل دائماً هو المطلوب .