الاطباء ينقدون شارون من النزيف
القدس / وكالات:قال طبيب في مستشفى هداسا الذي يعالج به رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان الجراحين نجحوا في وقف نزيف جديد بالمخ أصيب به شارون وذلك خلال عملية طارئة أجريت له أمس الجمعة وأضاف أنه مازال في حالة حرجة لكنها مستقرة.وقال الدكتور شلومو مور يوسف مدير مستشفى هداسا للصحفيين "خلال الجراحة أمكن تخفيف الضغط في الدماغ وشفط بعض التجمعات الدموية التي بقيت من الجراحة السابقة وبانتهاء العملية لم يكن هناك نزيف نشط."وأضاف أن هناك "تحسنا ملحوظا" في المخ مقارنة بالاشعة السابقة لكنه قال "حالته مازالت حرجة غير أنها مستقرة."ومن شأن وفاة شارون أو عجزه عن العمل ان يخلق فراغا هائلا في الحياة السياسية الاسرائيلية وعملية السلام في الشرق الاوسط. وكان شارون عزز امال السلام عندما قام باجلاء المستوطنين وسحب قوات الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة في سبتمبر ايلول بعد احتلال دام 38 عاما.وقال المستشفى في وقت سابق ان شارون (77 عاما) الموضوع تحت التخدير وعلى جهاز للتنفس الصناعي بحاجة الى جراحة جديدة لوقف نزيف جديد وزيادة في الضغط على المخ.ووصف خبراء طبيون تجدد النزيف بعد يومين من اصابة شارون بالجلطة بانه تدهور خطير في حالته.وتعرض شارون الذي يمقته العرب منذ فترة طويلة بينما ينظر اليه الغرب بشكل متزايد على انه صانع سلام لازمته الصحية في مفترق طرق حاسم بالنسبة للسياسة الاسرائيلية حيث كان يسعى لاعادة انتخابه بناء على برنامج يقوم على انهاء الصراع مع الفلسطينيين.وقال جراحون امس الخيمس انهم اوقفوا نزيفا في مخ رئيس الوزراء خلال عملية جراحية استغرقت سبع ساعات وانهم كانوا ينوون افاقته من التخدير غدا السبت على أقرب تقدير.وصرح مسؤولون طبيون بانه حتى في حالة نجاة شارون فمن غير المحتمل ان يتعافى بما يكفي لعودته الى العمل. وعين نائبه ايهود اولمرت قائما بأعمال رئيس الوزراء عقب مرضه يوم الاربعاء الماضي.وقال الطبيب ستيفان ماير استاذ الاعصاب وجراحة الاعصاب في المركز الطبي التابع لجامعة كولومبيا في نيويورك لرويترز في اتصال هاتفي "ما نواجهه هو أشد أنواع الجلطات فتكا وأكثر الانواع المسببة للاعاقة."لكن أطباء شارون حذروا قبل نقله لاجراء الجراحة الثانية من استباق الاحداث قبل افاقته وقبل أن يتمكنوا من اجراء تقييم شامل لقدراته البدنية والعقلية.وقال شموئيل شافيرا نائب مدير مستشفى هداسا للقناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي "لسبب ما الكل يذكر الاشياء غير السارة.. اي تقييم هو غير مسؤول .. الامور قد تتطور في هذا الطريق او ذاك."وقال محللون سياسيون ان الانتخابات العامة المقررة في 28 مارس اذار والتي كان من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها شارون الذي يرأس حزب كديما الجديد ممثلا لتيار الوسط ستتحول الى سباق مفتوح اذا لم يشارك فيها.ويرجع جزء كبير من شعبية شارون بين الاسرائيليين الى اعتقاد بانه قادر على اتخاذ خطوات جريئة ليس بمقدور الاخرين اتخاذها بسبب تاريخه كمتشدد.لكن استطلاعين للرأي نشرا يوم الجمعة في صحيفتين اسرائيليتين أظهرا ن حزب كديما سيفوز حتى بقيادة اولمرت بنحو 40 مقعدا من مقاعد البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) البالغ عددها 120 مقعدا بفارق كبير عن حزب ليكود اليميني الذي انشق عنه شارون في نوفمبر تشرين الثاني وايضا على حزب العمل.وتتركز حملة شارون للانتخابات على برنامج يقوم على استعداده للتخلي عن بعض الاراضي المحتلة في الضفة الغربية كسبيل لانهاء الصراع المستمر منذ عقود لكنه تعهد بالابقاء على سيطرة اسرائيل على تكتلات استيطانية رئيسية في الضفة. ويقول الفلسطينيون ان ذلك من شأنه أن يحرمهم دولة تتوافر لها مقومات البقاء.وقالت متحدثة باسم مستشفى هداسا ان نجلي شارون وعددا من مساعديه المقربين موجودون بجواره.وقال الرئيس الامريكي جورج بوش ان الولايات المتحدة بعثت بتمنياتها الى رئيس الوزراء الاسرائيلي وقال "نصلي من اجل شفائه. انه رجل طيب. رجل قوي رجل يحرص كثيرا على امن الشعب الاسرائيلي رجل عنده رؤية للسلام."وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصل بالمكتب كي يعرب عن تمنياته لشارون بالشفاء وانه تحدث مع اولمرت.لكن الفصائل الفلسطينية التي تعرضت لصرامة اجراءات شارون لمكافحة الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت قبل خمس سنوات اعربت عن فرحتها.وتقلصت بالفعل امال احراز تقدم حتى قبل مرض شارون نظرا لاحتمال تأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 25 من يناير كانون الثاني الجاري وتصاعد الاضطرابات الداخلية في قطاع غزة والضفة الغربية فضلا عن تصاعد موجات العنف مع اسرائيل.