صباح الخير
في الأونة الأخيرة نشطت السياحة في اليمن بشكل غير مسبوق , واليمن ليس بحاجة إلى خلق مقومات جذب سياحي اصطناعية كما هو حاصل في كثير من بلدان العالم التي لم ينعم عليها الله بمقومات سياحية طبيعية متنوعة كالتي حبانا بها الله , ولكن في الوقت الذي صنعت فيه بعض الدول سياحة من لا شيء واستقطبت ملايين السياح اليها , نكاد نحن نمتلك كل شيء , ولكننا لم نصل بعد إلى الحد ولو اليسير مما وصلت إليه كثير من الدول في التعامل مع المواقع السياحية التي نمتلكها سواء على مستوى السياحة الداخلية التي نفتقر إلى أبسط المقومات لجذب السائح المحلي إليها , أو على مستوى السياحة الخارجية التي لا تكاد أعداد السياح الوافدين إلى اليمن أو المردود الاقتصادي العائد من السياحة يذكر مقارنة بما نمتلك من مقومات سياحية طبيعية ومتنوعة من صنع الخالق وتاريخ عربي وإسلامي وإنساني عريق يجذب أي سائح , إذا ما نظرنا إليه .وبالرغم من التطور السريع الذي تشهده المدن اليمنية في جانب بناء الفنادق والمنتزهات والمطاعم والاستراحات على طول بعض الشواطئ وداخل المدن التي تشكل وسيلة دعم قوية للسياحة ولكننا بجانب هذا لا نكاد نلمس المستوى المطلوب من النظافة والذي يعتبر عماد أساسي في السياحة وأحد مقومات الجذب بالنسبة للمستوى الراقي من السياح , فالنظافة التي نراها لا تكاد تصل إلى أدنى مستوياتها في كثير من الأماكن التي يرتادها السائح , خاصة في المطاعم والمنتزهات وربما الفنادق درجة ثانية , والتي فاجأني أن سمعت أن بعض الوفود السياحية طلبت من بعض الوكالات السياحية مواصفات معينة ومستوىً معيناً من النظافة في الأماكن التي ستقيم فيها أو ترتادها خاصة الفنادق والمطاعم , مما وضع هذه الوكالات في وضع مربك من عملية البحث عن هذه النوعية من الأماكن التي ليس بالسهولة ايجادها إلا ضمن شروط واتفاقيات مسبقة بينها وبين هذه الوكالات وربما محاولة توفير هذه الشروط ولو بأدنى مستوياتها .وهذا بحد ذاته يوضح الخلل الذي تفتقر إليه الجهات المعنية بالنظافة في عملها مع المواقع التي لها علاقة بهذا الأمر والمواقع السياحية أهمها وأبرزها , وصحة المواطن قبل السائح مهمة , ناهيك عن المنظر العام والنظافة تعكس مدى تحفزنا على الأقل نبدأ بتوفيرها في هذه الأماكن أولاً , وهذا لا يعني نسيانها من المواقع العامة الأخرى فالتعامل مع مبادئ النظافة عام وشامل في أي موقع نكون فيه .