فارس بن حزام :تحل في الأيام المقبلة الذكرى الرابعة لبدء تنظيم "القاعدة" إعلان نشاطه المحلي، عبر التفجيرات الثلاثة في الرياض في 12مايو 2003.حدثت الهجمات بعد تشكيك قاده المتعاطفون دام بضعة أيام على صدور قائمة التسعة عشر مطلوباً. شكك المتعاطفون بنوايا وزارة الداخلية. زعموا أن القائمة مرسلة من أميركا لابتعاثهم إلى غوانتنامو. رواد أفغانستان المنزهون تحللوا من ردائهم وبانت العورات وعورات عشاقهم. تخافت العشاق والمناصرون. تبدلت أساليبهم. أبرزوا رفضهم لممارسات التنظيم في خطابهم. اعتقل بعضهم. تراجعوا أمام "المناصحة"، وتبين خداع بعضهم حتى الآن. في 4أعوام كانت الحصيلة 34عملية نجح التنظيم في تنفيذها، من التفجير إلى الاغتيال، وخلصت إلى مقتل 88مدنياً، في المقابل كانت لأجهزة الأمن الفرصة في احباط 160عملية قبل تنفيذها، وبين هذه وتلك عرفنا 61مواجهة أمنية انتهت إلى مقتل 155مطلوباً و 60رجل أمن، إضافة إلى 430مصاباً من رجال الأمن أيضاً. وخلال هذه الأعوام تبدل الخطاب الإعلامي من بعض الزملاء الكتاب. رفضوا المناصحة في البداية والحوار، واليوم يلومون قصور "لجنة المناصحة". قالوا إن التركيز يجب أن ينحصر في السيف والبندقية، واليوم تساءلوا عن الفكر، الذي مازال يقاوم كل الدماء المهدورة. زملاء إعلاميون تحدثوا عن أدوار خفية في التجنيد من بطولة المراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرآن، فأعيد تنظيمهم إدارياً ورقابياً، ومازال التجنيد مستمراً بكل جرأة. أكدوا على ضلوع المؤسسات الخيرية في الضخ المادي، فجاءت التنظيمات المالية الصارمة، ومازال المال يتدفق بسلاسة إلى التنظيم وخلاياه، وإلى كل من يرغب في إنشاء تنظيم مشابه. بعد عام من الإعلان الرسمي عن وجود "القاعدة"، صدر عفو ملكي عن المطلوبين. كانت المهلة شهراً، فاقتصرت الاستجابة على 6عناصر غير مهمة، 3منها عادت من خارج البلاد. تكرر النداء بعد عام، ولم يستجب أحد. قبل العفو، عشنا تجربة التراجعات المتلفزة، فأطل علينا 3من أبرز مشرعي التنظيم. شاهدنا علي الخضير منكسراً، وناصر الفهد ضاحكاً ماكراً، وأحمد الخالدي بليداً بلا علامات فارقة على محياه. قالوا إنهم تراجعوا، فلم يحرك حضورهم عموداً في بناء "القاعدة". لكن المقابلات توالت مع 17موقوفاً حكوا تجاربهم، ولم نلمس أثراً بعدها. في جانب آخر تقول "لجنة المناصحة"، إنها حاورت 700موقوف، لتعلن أن 80% منهم قد تراجع عن أفكاره التكفيرية. لكن من جانبي، لا أثق بأي قرار خلف القضبان، فلو كنت مكان الموقوف لأقررت بكل ما يرضيهم. وهناك "حملة السكينة" الانترنتية تعمل على الجانب الآخر من المعركة، فتقول إنها تحاور معتنقي الفكر من خلف شاشة الكمبيوتر، وتعلن أنها تحاورت مع 1566متعاطفاً، واستقبلت أكثر من 690رسالة توضح أن أصحابها تراجعوا عن تعاطفهم. لعلي أثق بنتائج هؤلاء أكثر من لجنة المناصحة، فالشخص الذي يحاورونه ليس ملزماً بإقرار هذا التراجع، كما حال السجين، فالأمر لن يكلفه أكثر من "بلوك" على "الماسنجر"، والسلام.[c1]* نقلا عن جريدة "الرياض" السعودية[/c]
أعوام " القاعدة " في أرقام
أخبار متعلقة