محمد رجب أبو رجب صحيح أن مشكلة اللاجئين تعاني منها مجتمعات كثيرة ولكن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين هي المشكلة الكبرى في الشرق الأوسط ومشكلة اللاجئين في لبنان تكاد لها خصوصية عن باقي اللاجئين في الأقطار العربية والشتات، والكل يعرف ان مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وجدت عندما قامت العصابات الصهيونية باحتلال القرى والمدن الفلسطينية اعتباراً من 1947م وبعد قرار بريطانيا بالجلاء عن فلسطين.لقد هُجر أبناء الشعب الفلسطيني قسراً وأصبحوا يبحثون عن مواقع آمنة في البلاد المجاورة بعيداً عن وحشية الاحتلال والمجازر التي ارتكبها ضد المواطنين العزل.لقد واجه اللاجئون الفلسطينيون الكارثة التي تمثلت في فقدانهم بيوتهم وأعمالهم وممتلكاتهم وسائل كسب عيشهم وعاشوا الرعب والفوضى وقد تولت إدارة وتنظيم المخيمات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين لتقدم لهم الخدمات الأساسية في المخيمات التي طال انتظارهم فيها، وكثيراً من التبعات التي واجهت اللاجئ في المخيمات والتي لزم عليه الأمر أن يتكيف معها ويتعايش بغية البقاء بالرغم من قسوتها ولسنا بصدد الحديث عنها وبشكل مفصل وفي كل مخيم من مخيمات الشتات كوننا أمام موضوع محدد "اللاجئ في لبنان" وما دفعني اليوم للحديث عن وضع اللاجئ في لبنان هو كثرة الحديث من أحزاب وقوى وشخصيات لبنانية عن هذا الموضوع ومحاولة زجهم في الأزمة التي يعيشها لبنان ورفع شعار سلاح المقاومة الفلسطينية في لبنان ومخاطره والصاق تهم بالفلسطينيين هم براء منها.أستطيع القول ان وجود المخيمات في مواقع مميزة جغرافياً يعيش فيها اللاجئين لهم مشاكلهم الخاصة ساعد والى حد كبير على حياة معزولة بعض الوقت، وقد كانت عرضة للاستغلال السياسي وهذا ما حصل في لبنان ـ الحرب الأهلية 1975م.لقد اعتبر الفلسطيني في لبنان غريباً وواجه ضغوطاً لا حدود لها.الفلسطيني في لبنان ممنوع من العمل، وتغلق كل الأبواب في وجه العمالة الفلسطينية.الفلسطيني في لبنان واجه التشرد واللجوء ومن جديد كما حصل عند ارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا.الفلسطيني في لبنان وفي داخل المخيمات المكتظة بالسكان والحياة الصعبة والبيئة السيئة عانى من عدة نواحي كالتهوية والمياه والصرف الصحي وغيرها مما جعله يعيش حياة صعبة.الفلسطيني في لبنان لديه قلق كبير بشأن مستقبله.في ظل هذا كله نجد من يريد ان يعمق أكثر فأكثر مشاكل اللاجئين في لبنان.اللاجئ في لبنان ليس له أي مصلحة في عدم استقرار الأمن في لبنان.الفلسطيني في لبنان لا يسعى للتوطين ولا يقبل ببديل عن مدينته وقريته ومزرعته التي هُجر منها.الفلسطيني في لبنان لم يكن حاملاً للسلاح إلا من أجل الدفاع عن نفسه في مواجهة الكيان الصهيوني وعدوانه.الفلسطيني في لبنان جزء لا يتجزأ من شعب فلسطين الموجود في داخل فلسطين وخارجها من حقه ان يؤهل ويعد عسكرياً ويعبئ ليكون له دور في معركة التحرير.الفلسطيني في لبنان وفي داخل المخيمات تعرض لغارات صهيونية ولاحتلال من جيش الاحتلال ومحاولات اغتيال لقيادته وتدمير لبيوته، ومن حقه ان يحمل السلاح دفاعاً عن نفسه في مواجهة الاعتداءات الصهيونية.لقد تبنى مجلس الجامعة العربية ومجلس وزراء الداخلية العرب سلسلة من الحلول الخاصة بوضع اللاجئين الفلسطينيين ومعاملتهم في أراضيهم ويعتبر البروتوكول الخاص بمعاملة الفلسطينيين الذي تبناه مجلس وزراء الداخلية العرب في مدينة الدار البيضاء عام 1965م والمعروف باسم بروتوكول الدار البيضاء الوثيقة الأكثر أهمية التي تتعلق بالحماية المؤقتة للاجئين الفلسطينيين في الدول التي لجئوا إليها وينص هذا البروتوكول في مواده الخمس على تلقي الفلسطينيين المعاملة نفسها التي يتلقاها مواطنو الدول العربية المضيفة فيما يتعلق بالعمل ومن المغادرة والعودة إلى أراضي الدول التي يقيمون فيها، وحرية التنقل بين الدول العربية، وإصدار وثائق السفر لهم وتجديدها والمعاملة نفسها فيما يتعلق بحرية الإقامة والعمل، واللاجئون في لبنان لا يريدون أكثر من هذا.لقد منح اللاجئون الفلسطينيون في الدول العربية المضيفة حقوقاً اقل مما توفره اتفاقية 1951م الخاصة بوضع اللاجئين رغم وجود بروتوكول الدار البيضاء.الفلسطيني يعاني من الافتقار للحماية القومية والدولية في كثير من المناطق التي يعيش فيها ولا تعترف بعض هذه الدول أو انها لا تطبق كامل الحقوق الإنسانية الممنوحة للاجئ بمقتضى الصكوك الدولية والإقليمية ذات العلاقة.بشكل أو بآخر الحصول على الحماية للاجئين الفلسطينيين هي المطلوبة والتي يجب ان تكون متوفرة وبشكل قانوني، أي حماية دولية وبشكل فعلي لمخيمات اللاجئين في داخل فلسطين المحتلة والتي تتعرض كل يوم لاعتداءات جيش الدفاع الإسرائيلي.وفي الدول العربية وبسبب تمسك اللاجئين بقرار 194 الذي يقضي بحق العودة والاجماع العربي معلى هذا القرار، فهذا يلزمهم على إعطاء اللاجئين كل الحقوق على أراضيهم وبشكل مؤقت حتى يتحقق لهم هذا الحق المقدس.
اللاجئ الفلسطيني في لبنان.. أزمة مفتعلة!
أخبار متعلقة