بعد أكبر هجوم عسكري تنفذه القوات الحكومية على البصرة
جانب من المطاهرات المطالبين باستقاله المالكي
البصرة/ 14 أكتوبر/ رويترز:خرج ألوف من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في مسيرة في بغداد يوم أمس الخميس احتجاجا على حملة مستمرة لليوم الثالث ضد أتباعه ودعوا لإسقاط الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.وفي مدينة الصدر الحي الشيعي الكبير في بغداد الذي يحمل اسم والد مقتدى الصدر الذي اغتيل قبل سنوات تجمعت حشود من الرجال الغاضبين في الميدان الرئيسي يرددون هتافات مناهضة للحكومة.ونظمت مظاهرات حاشدة كذلك في أحياء والكاظمية والشعلة. وقال مصدر من وزارة الداخلية إن مئات الألوف خرجوا للشوارع لكن لم يتسن على الفور التأكد من ذلك من مصدر مستقل.وقال حسين أبو علي أحد سكان مدينة الصدر «نطالب بسقوط حكومة ( رئيس الوزراء نوري) المالكي. انها لا تمثل الشعب. انها تمثل بوش وتشيني» في إشارة للرئيس الأمريكي جورج بوش ونائبه ديك تشيني.وقتل أكثر من مئة وأصيب المئات بجروح منذ أن شنت الحكومة عملية عسكرية ضخمة في مدينة البصرة الجنوبية يوم الثلاثاء الماضي استهدفت أحياء بها وجود كبير لميليشيا جيش المهدي التابعة للمقتدى الصدر.وقسمت الاشتباكات الأغلبية الشيعية في العراق وكادت تؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار الذي أعلنه الصدر في أغسطس الماضي والذي أشاد به مسؤولون عسكريون أمريكيون لإسهامه في خفض العنف في البلاد.وفرضت السلطات حظر تجول في جنوب العراق في محاولة لوقف انتشار أعمال العنف بعد أكبر هجوم عسكري تنفذه القوات العراقية دون مساندة كبيرة من جانب وحدات أمريكية أو بريطانية مقاتلة.ويكشف القتال الانقسام العميق داخل المجتمع الشيعي بين الأحزاب المشاركة في حكومة المالكي التي تسيطر على قوات الأمن والعديد من محافظات الجنوب وبين أتباع الصدر الذين يحكمون الشارع في العديد من المناطق الشيعية.ويقول بعض المحللين كذلك إن هجوم المالكي يهدف إلى إضعاف الصدر سياسيا وتعزيز منافسيه ومنهم حزب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي قبيل انتخابات محلية مقررة في أكتوبر.وفجر مخربون أحد خطي أنابيب رئيسيين لتصدير النفط من البصرة مما أوقف ثلث الصادرات من المدينة وهي مصدر 80 بالمائة من إيرادات الحكومة. وارتفع سعر الخام الأمريكي بأكثر من دولار إلى نحو 107 دولارات للبرميل بعد الانفجار.وسقطت قذيفة مورتر على قاعدة للشرطة قرب النهر في البصرة قبل ظهر يوم أمس واندلع قتال مكثف في شارع تجاري رئيسي في ثاني أكبر مدن العراق والتي بدأت فيها الحملة يوم الثلاثاء الماضي.وقال اللواء عبد العزيز محمد مدير العمليات بوزارة الدفاع العراقية للصحفيين في بغداد إن العملية مازالت مستمرة وستستمر حتى يتم تحرير البصرة من المجرمين والخارجين على القانون.
جانب من الجرحىالعراقيين للقصف على البصرة
وأظهرت لقطات تلفزيونية صورتها وكالة «رويترز» رجالا ملثمين من ميليشيا جيش المهدي في البصرة يحملون بنادق آلية وقاذفات قنابل ويستعرضون مركبات استولوا عليها من القوات الحكومية أثناء القتال.وقال قائد وسط حشد من المسلحين الذين يرتدون ملابس سوداء «اطالب نوري المالكي والجيش العراقي أن يقفوا جنبا إلى جنب مع شعب العراق وألا يؤذوه. نحن في جيش المهدي أشقاؤكم.. لا تحاولوا تأجيج الوضع.»ونجا قائد شرطة البصرة من محاولة اغتيال مساء أول من أمس الأربعاء. وقتل انفجار قنبلة على الطريق ثلاثة من حراسه.وقال مصدر من وزارة الداخلية إن 51 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 200 في أول يومين من القتال في البصرة.وقال اللواء عبد الحنين الإمارة قائد شرطة واسط وهي محافظة جنوبية أخرى مضطربة إن 40 قتلوا و75 جرحوا في اشتباكات هناك. وحلقت طائرات حربية أمريكية فوق الكوت عاصمة المحافظة.وقال محمد أحد سكان البلدة تم الاتصال به هاتفيا وكان إطلاق النار يسمع في الخلفية «لم استطع الوصول إلى بابي. رأيت اثنين من المسلحين من النافذة يرقدان في الشارع وقال أحدهما للآخر أنتبه فقد قتلوا اثنين من رجالنا.»ويقول مساعدو الصدر إن وقف إطلاق النار مازال قائما رسميا على الرغم من القتال. وكان الصدر قد دعا أنصاره إلى حملة «عصيان مدني» مما اجبر المدارس والجامعات والمتاجر على إغلاق أبوابها وهدد بإعلان عصيان مدني شامل في جميع أرجاء البلاد إذا لم تتوقف الحملة.وقال علي بستان مدير الإدارة الطبية في شرق بغداد إن 39 جثة وأكثر من 200 جريح نقلوا إلى مستشفيين في حي مدينة الصدر الشيعي الكبير الذي يعتبر الحي قاعدة مقتدى الصدر الرئيسية.وأضاف بستان «القوات العراقية لا تسمح لنا باستخدام سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى خارج مدينة الصدر. الليلة الماضية أطلقوا النار على سيارة إسعاف وقتلوا مصابا ومرافقا له.» وتابع «العديد من الجرحى من النساء والأطفال.»وقالت الشرطة إن أتباع الصدر أضرموا النار في مقر حزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي في حي الشعب في شمال بغداد. واندلعت اشتباكات في حي الأمين الجنوبي الشرقي.وأسفر هجوم بالمورتر على موقف حافلات في بغداد عن مقتل ثلاثة وإصابة 15 بجروح أمس الخميس. وأدى هجوم قرب السفارة الأمريكية إلى تصاعد عامود كثيف من الدخان الأسود.ووجه المالكي الذي سافر إلى البصرة للإشراف بنفسه على الحملة إنذارا للمسلحين بتسليم أنفسهم خلال ثلاثة أيام وإلا اعتبروا خارجين على القانون. وألغى المالكي خططه لحضور القمة العربية في العاصمة السورية دمشق يوم السبت المقبل.واقتصرت المساعدات الأمريكية والبريطانية للحملة في الجنوب على الدعم الجوي وفرق صغيرة من المرشدين.وحظى الصدر وهو إمام متحمس مناهض بشدة للولايات المتحدة قام بانتفاضتين ضد القوات الأمريكية في عام 2004 بإشادة من واشنطن العام الماضي لمساعدته على خفض العنف في العراق بإعلان وقف إطلاق النار.وساعد الصدر في تعزيز مكانة المالكي في السلطة بعد انتخابات عام 2005 لكن أتباعه انسحبوا من الحكومة العام الماضي.