في ندوة «يوم المسرح العالمي» بمعهد الفنون الجميلة
متابعة / عبدالله الضراسيعلئ هامش الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح 27 مارس من كل عام وفي سياق فعاليات قيادة ادارة المسارح للتحضير لمهرجان ليالي عدن المسرحية دورة الفقيد المسرحي الكبير الفنان احمد مطلق (الثالثة) جاءت فعالية الندوة المسرحية التي جرت وقائعها في معهد الفقيد الفنان جميل غانم للفنون الجميلة التي افتتحها وأدارها الكاتب المسرحي المبدع احمد عبدالله سعد والتي شارك فيها الاساتذة الشاعر مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد الادباء عدن والمخرج المسرحي الكبير جميل محفوظ نائب مدير عام معهد الفقيد جميل غانم للفنون الجميلة، وكذا الكاتب المسرحي الكبير احمد الشميري وبحضور نخبة من قيادات العملية المسرحية في عدن وقيادة معهد الفنون الجميلة.[c1]وقائع الفعالية[/c]ثم افتتاح وادار الندوة التي تقام بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وهي تأتي متناغمة مع بدء فعاليات مهرجان ليالي عدن المسرحية حيث قدم الكاتب المسرحي المبدع احمد عبدالله سعد ضيوف الندوة للحاضرين وأكد انها تأتي كاشارة على انطلاقة فعاليات مهرجان ليالي عدن المسرحية دورة الفقيد المسرحي الكبير احمد مطلق (الثالثة) واطلاق اسمه على فعاليات الدورة الثالثة عرفاناً ووفاءً واقل تقدير امام عطاءاته في المجال الفني والمسرحي.[c1]ريادة عدن في الاحتفاء بيوم المسرح العالمي[/c]وقبيل بدء المداخلات النقدية في فعالية الندوة تقدم الكاتب المسرحي المبدع احمد عبدالله سعد للتذكير بمكانة (رجل القيادة المسرحية الكبير) خلال العقدين الماضيين الفنان الكبير الراحل احمد سعيد الريدي وقيادته للعملية المسرحية حتى قبيل الوحدة ثم تفرغه لمشروع رسالته الدكتوارة حول المسرح في اليمن، التي كان ينوي تقديمها في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة ومن ضمن اجتهاداته البحثية المسرحية في الرسالة هي ان عدن المدينة ذات الاشعاع الثقافي قبل أكثر من قرن قد عرفت المسرح منذ 1904م انها كمدينة ساحلية حصل بها تلاقح ثقافي حضاري حتى اصبحت مدينة ذات تعددية ثقافية ولهذا فقد احتفلت بيوم المسرح العالمي قبل غيرها في 27 مارس 1946م!! لتأكيد الفرضية البحثية القائلة ان عدن عرفت فن المسرح مبكراً.[c1]علاقة المسرح بالاجتماع[/c]وقد تحدث في بداية الندوة الاديب الشاعر مبارك سالمين رئيس فرع اتحاد الادباء عدن وعبر في البداية عن سروره وسعادته بهذا التعاون والتنسيق بين فرع الاتحاد وقيادة الحركة المسرحية وأكد ان ثمة علاقة وتداخل بين المسرح كأب للفنون وبين الادب وعلم الاجتماع لما له من تقارب وتماثل في وظائفهما كمؤشر على دراسة المجتمع دراسة (مشرطية) وكمقياس لما وصل اليه حال المجتمع.ولهذا نوه الشاعر الكبير مبارك سالمين انه عندما يزدهر المسرح يزدهر بدوره الشعر والموسيقى والفن على اعتبار ان المسرح ابو الفنون ، وهو وسيلة من وسائل الضبط الاجتماعي يحث المجتمع على انتاج سلوك اجتماعي سليم والعكس هو صحيح فاذا ساد ( مجتمع ما) الفساد فهذا يعني ان هناك غياباً لدور المسرح التنويري والارشادي وهذا الغياب أدى الى عدم انتاج السلوك الصحيح.ولذلك فان غياب المسرح واحدة من المشكلات الاجتماعية والمسرح اليمني يعاني من غياب نسبي لانه مكبوس بسقف امكانيات ضعيفة جداً وهي رؤية اجتماعية مغلوطة تجاه المسرح والنظر اليه على اعتبار انه نوع من الكماليات والترف غير الضروري.وهذة هي النظرة الدونية التي أدت الى غيابه وتضاءل حضوره وتطال كذلك المسرح المدرسي وبقية فضاءات العملية المسرحية رغم ان المسرح يعتبر ضرورة حياتية بالنسبة لنا في عدن شعراء، فنانون، مثقفون، خاصة ان عدن عرفت المسرح منذ أكثر من قرن.ولهذا نشعر بمرارة واستغراب وسط هذه العملية لأهمية المسرح ووظيفته الاجتماعية مثله مثل علم الاجتماع.. ووسط هذه المفارقات توصلنا الى انه ذهب عنا المسرح بوظيفته الفنية والثقافية والاجتماعية كما هو متعارف عليه ولم يبق لنا سوى الاحتفاء فقط بيوم 27 مارس سنوياً كيوم للمسرح العالمي!!وهي عملية بحثية فنية اجتماعية ثقافية يجب الوقوف امامها خاصة في مدينة كعدن كان المسرح بها ومنذ قرن مسألة ضبطية اجتماعية فنية ثقافية وأكثر من ذلك في وقت لم تعرف دول جوارنا وممن سبقونا الان بفضاءات تلكم العملية المسرحية![c1]البعد الكوميدي[/c]وبعد ذلك تحدث الفنان المخرج المسرحي الكبير جميل محفوظ صاحب الحضور الاخراجي المسرحي المتميز محلياً وعربياً تحدث في محور فضاءات مهرجان عدن المسرحي وهو محوره الفني المشترك أي الطابع الكوميدي للأعمال المسرحية التسعة لفعاليات المهرجان المسرحية لهذا راح وبلهجة واسلوب المخرج المسرحي الكبير المجرب يتحدث حول مضمون البعد الكوميدي في العملية المسرحية معناه سماته وطرائقه وطبيعة الضحك في المسرح الكوميدي فلسفته ورؤيته وابعاده وكذا موقع الضحك في المسرح تفسيره وهل يقدم الضحك كمقابل لقيمة تذكرة العملية المسرحية أم لا.. خاصة وان الضحك لغة نفسية بشرية اجتماعية وهل العمل الكوميدي المسرحي مطالب بان يقدم الضحك في سياق العمل الكوميدي من أجل الضحك والهرج والمرج ام يقدم رؤية كوميدية هادفة لتجاوز المسرح التجاري.. لان العمل الكوميدي له تقنيات وليس المسألة مسالة ضحك وخلاص وهي العملية التي عرفت بكوميدياً المسرح الباكي أو السوداوي لانه من السهل اضحاك المشاهدين والسلام وتتحول العملية تجارة في تجارة لان الكوميديا فن مسرحي له موقف ورؤية ومضمون. من الصعب توفيره ولأن مهمة الفن الكوميدي ليس اضحاك المشاهد فقط بل كيف يترجم الضحك من خلال الرؤية المسرحية الكوميدية الى قضية ما وذلك لا يتأتى الا بتقنيات معينة.واختتم الفنان والمخرج المسرحي الكبير حديثه قائلاً: لهذا مثلما اتخذ مهرجان مسرح عدن الثالث وفي دورة الفقيد الفنان احمد مطلق محور الكوميديا نسيجاً مسرحياً لفضاءاته المسرحية، نرى انه من الاهمية بمكان الوقوف امام هذه الاشارات الفنية حتى يكتسب النجاح لمضمون كوميديا مهرجانه التاسع وهي عملية ورؤية مسرحية مهمة جداً لحصد نجاحات مسرحية، خاصة وان ملف عدن المسرحي ممتلئ بالحضور لمشهده المسرحي على مدى عقوده السابقة، والا من الصعب نسيان ما قام به الاخ محمد حسن الهاشمي قبل غيره عندما اقدم بشكل متميز على ترجمة مسرحية (يوليوس قيصر) الى العربية ومنذ عقود زمنية خلت في عدن وعرضها على خشبة سينما هريكن.[c1]مداخلة الشميري[/c]وكان الحديث الاخير للكاتب المسرحي الكبير احمد الشميري حيث قدم مداخلة نقدية كبيرة جاء فيها:ليس في العالم امة تستغني عن المسرح لانه من أسس تقدمها ونجاحها الثقافي، واليمن أحوج الاقطار الى الثقافة المسرحية واستمرارية النشاط المسرحي لان وجود حركته المسرحية يعتبر من أهم مقاييس تقدمه. [c1]الحضور [/c]حضر الفعالية المخرج المسرحي الكبير على احمد اليافعي رئيس مهرجان ليالي عدن المسرحية دورة الفقيد المسرحي الكبير احمد مطلق الثالثة والفنان المسرحي الكبير هاشم السيد والمخرج المسرحي قاسم عمر والفنان المسرحي جمال ابكر مدي والفنان التشكيلي علي الدرحاني وعدد كبير من الوسط المسرحي في عدن.