الكهرباء .. نور ومنافع :
نعمان الحكيمالكهرباء، رديف المياه، وهي الأهم بعد الماء.. كونها في مدينة عدن وأحياءها المتعددة والمنتشرة التي وصلت إلى أطراف محافظتي لحج وأبين.. الوسيلة من وسائل الحياة والمدنية لا غنى عنها، بعد ولوجنا عصر التطور المذهل في الألفية الثالثة.. إذ يستحيل قيام مجتمع عصري وحضري، من دون الكهرباء، واستقرارها وعدم تقطعها وانقطاعها، ذلك هو المطلوب، والمفترض أن يكون!والكهرباء التي نتحدث عنها لم تصل بعد إلى مستوى الطموح والأمل منها، ذلك لأنّ كل عام يأتي فصل الصيف وتبدأ رحلة المعاناة، وإن استقر الحال؛ فإنّ الكوارث تحل من الجانب الآخر، كالحريق والدمار بسبب (التماس) الكهربي الناتج عن تسليك خاطئ أو سحب للتيار بشكل عشوائي (سرقة يعني) أو تحميل الكابل أكثر مما يحتمل من ضغط، ما يؤدي إلى الحريق، وكم من حرائق كان سببها الكهرباء!مؤسسة الكهرباء لم يُعطِ لها حقها من الاستقرار ومعالجة المشاكل، فهي تدفع بالإيرادات إلى المؤسسة الأم، لكنها بعد ذلك تحتاج على تغذية راجعة، بحسب ما يصلها من موازنة الدولة، وهي غير كافية في ظل مديونية بالملايين لم تستطع المؤسسة استخلاصها، ولم تجد من يدعمها لكي ترغم هؤلاء على الدفع اللهم من سطوة على المواطن البائس!نقول ذلك لعدم وجود ما يشير إلى بوادر انفراج للأزمة، فلو حدث خلل طارىء تجد المؤسسة عاجزة عن القيام بمهامها، وأغلب الأمور ترقيع في ترقيع، ولا من ضمانة أكيدة، والأمثلة كثيرة.. انظروا إلى حرائق حدثت في كريتر والمعلا والشيخ عثمان ومدن أخرى، كل الأسباب (تماس كهربي) فكيف يحدث ذلك؟.. أنّه بسبب الإهمال وعدم فرض القانون!الآن .. يقوم عمال الكهرباء بدور (زوار الفجر) في التاريخ، لكن عملهم هذا يقتصر على كشف السرقة للتيار وفرق الغرامة.. لكن مسألة أن يقوموا بإصلاح الأسلاك القديمة ووضع صناديق حديد أو غيرها لحفظ الساعات من العبث والسرقة والتحايل وحفظ حق المواطن نفسه – لكن للأسف الشديد – كل ما تقوم به المؤسسة (مشكورة) كشف العيوب، لكنها لا تعمل على إصلاح الخلل الذي يدفع بضعفاء النفوس للقيام بذلك.. ولربما حالة الناس المادية، وارتفاع أسعار الكهرباء، قد أوصل بعضهم (خطئاً) إلى هكذا وسيلة ممقوتة وغير مستحبة إطلاقاً!اليوم .. ومع اشتداد حركة البناء وظهور الوكالات وأماكن الألعاب والمعامل والورش وخدمات السيارات (أي تنظيفها وهندستها) في شوارع عامة ودون خجل، في ظل هذه الأوضاع الساكتة عنها السلطة المحلية.. نجد الكهرباء تقف موقف المثل القائل (... ويمشي في جنازته)!ذلك لأنّ آخر حريق حدث في الشارع الرئيسي الأسبوع الماضي وكانت أسبابه (التماس الكهربائي) ونخشى أن تحترق عمارات أخرى بسبب الأعطال والربط العشوائي وسرقة بعض للتيار.. بالرغم من أنّ مسجلي الكهرباء بعضهم يعرف ذلك تمام المعرفة لكنه لا يقوم باللازم.. ولا ندري الأسباب!تعالوا إلى البيوت.. إلى العمارات، اعملوا برنامجاً زمنياً للتفقد وتبديل الأسلاك ووضع حدٍ للاختلاسات وفرض محاكمات فورية لمن يضبط.. لكن لا تنزلوا فجراً لقطع التيار فقط، بل أنزلوا للإصلاح وحمايتنا من الموت أو لو سلمنا من الموت تكون الممتلكات قد احترقت وساعتها “لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد!”.المطلوب وعبر السلطة المحلية وشيوخ وعقَّال الحارات عمل حلول سريعة خاصة للعمارات التي تأوي عشرات الأسر.. وتذكروا أنّ عمر العمارات والكهرباء فيها تصلُ إلى نصف قرن للبعض منها .. فهل فكرتم بما هو آتٍ بعد أن شاهدتم الناس يموتون حرقاً؟!نحن نؤمل من الكهرباء (وأهلها – الجنود المجهولون) أنْ يكونوا قد وعوا الدرس وأن يبدأ وا في إصلاح الأعطال – من الألف إلى الياء.والله الموفق