جيتس يقول ان الصدر لن يعامل كعدو لأمريكا إذا اختار السياسة
بعض ضحايا المعارك في مدينة الصدر
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال الجيش الأمريكي أمس السبت إن القوات الأمريكية والعراقية قتلت 13 مسلحا على الأقل في معارك جرت خلال الليل في حي مدينة الصدر ببغداد لكن السلطات العراقية خففت حظرا للتجول مفروضا على المدينة منذ أسبوعين. وسمح للسيارات بالدخول والخروج من الحي عند بعض مداخله رغم ان بعض الطرق لاتزال مغلقة وسمع صوت إطلاق النار حتى مساء أمس. ووصف بيان للجيش المعركة التي جرت في مدينة الصدر معقل المقاتلين الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بأنها «معقدة». ووصف أهالي الاشتباكات بأنها من بين أسوأ العمليات القتالية التي وقعت منذ شنت القوات العراقية هجوما داخل المنطقة قبل أسبوع. وأعاد القتال في مدينة الصدر إلى جانب المعارك الشرسة في مدينة البصرة جنوب العراق بين قوات الأمن العراقية ومليشيا جيش المهدي التابعة للصدر حرب العراق إلى قلب حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية. وقال الجيش الأمريكي إن قواته أطلقت على الأقل صاروخا واحدا من طراز هيلفاير من طائرة بدون طيار وقذيفتين من مدفع دبابة (إم 1) ضد مقاتلين استهدفوا هذه القوات بتفجير قنابل مزروعة على الطرق وبقاذفات صاروخية. وقال الميجر جون جوسارت المسئول عن الكتيبة المشاركة في القتال في بيان «لم يصب أي من جنود الجيشين الأمريكي أو العراقي بجروح خطيرة ونحن مستمرون في أكمال مهمتنا.» وقالت الشرطة ان سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 17 آخرين في القتال. وقال المستشفيان بمدينة الصدر إنهما استقبلا 33 جريحا على الأقل. ورغم القتال قال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم خطة فرض القانون في بغداد ان الوضع مستقر وان اشتباكات الليلة الماضية لن تعوق خطط رفع حظر التجول على مدينة الصدر المنتظرة منذ فترة طويلة. وأوضح انه في حالة وقوع مزيد من هذه الاشتباكات فسيجري التعامل معها عبر مداهمة الأهداف بطريقة ذكية مضيفا ان بعض الطرق لا تزال مغلقة لتطهيرها من القنابل. وأدى حظر التجول إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار المواد الغذائية والى أيام من إصابة السكان بالخوف من الأماكن الضيقة والمغلقة في الضاحية المكتظة بالسكان التي تشهد قصفا خلال الليل. وأعرب السكان عن ارتياحهم لتمكنهم من الخروج من منازلهم لكنهم قالوا أنهم قلقين بشأن المستقبل. وقال احمد كاظم طالب القانون انه ذهب أمس إلى الجامعة وبدا له كأنه يوم جديد في حياته بعد أسبوعين من الانعزال عن العالم.، لكن نديم قاسم الموظف في إدارة المياه قال انه لن يكون متفائلا طالما لا تزال مركبات الجيش العراقي هناك والطائرات الأمريكية تحلق في المدينة. وأوضح ان ذلك يعني ان المشكلات والقصف ربما يستأنفان. ومع احتدام القتال بثت مكبرات الصوت في المساجد خطبا تأييدا لمقاتلي جيش المهدي الذي يتزعمه الصدر. وردد الخطباء «لن نسمح للأمريكان بدخول المدينة مهما حدث حتى لو فقدنا أرواحنا وأبناءنا.» وقال شاهد قضى ليلته في مدينة الصدر ان طائرات هليكوبتر وطائرات أمريكية حلقت في السماء وأطلقت عدة طائرات صواريخ. ولم يعرف على الفور عدد القتلى أو الجرحى. وسمع صوت إطلاق كثيف للنيران في عدة أجزاء من مدينة الصدر وشوهد المقاتلون في الشوارع يحملون قذائف صاروخية ومدافع رشاشة. ولاقى مئات حتفهم في اشتباكات بين أتباع الصدر والقوات الأمريكية والعراقية منذ أواخر الشهر الماضي عندما بدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حملة ضد الميليشيا في مدينة البصرة الجنوبية. و قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الجمعة ان الصدر لن يعامل كعدو للولايات المتحدة إذا اختار ان يلعب دورا سلميا في السياسة العراقية. وقال جيتس للصحفيين في البنتاجون «ان المستعدين للعمل داخل العملية السياسية في العراق وبصورة سلمية ليسوا أعداء الولايات المتحدة.» وقتل مساعد بارز للصدر تربطه به علاقة نسب بالرصاص في النجف الجمعة. تأتي الاغتيالات في إطار صراع السلطة بين الجماعات الشيعية جنوب العراق لكن اغتيال شخص مقرب على هذا النحو من الصدر سيزيد التوترات وقال شاهد في المدينة ان الهدوء يسودها.