إن الضوضاء ليست فقط تجاوزاً لحدود معينة كالآداب والاخلاق، وإنما تعد انتهاكاً لحق من حقوق الإنسان الا وهي السكينة التي يجب أن ينعم بها سواءً أثناء ممارسة حقه في النوم أو القراءة أو الاستماع لأهله، أو لأي شيء آخر يعتبر في عداد الحالات الخاصة في مسكنه.ومن الآثار الخطيرة بالضوضاء أنها تخلق في الانسان حالة عصبية ونفسية وفسيولوجية، بل يـثأثر فيها الجانب الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي، لأن من يتعرض لعملية الضوضاء لايستطيع ان ينتج في هذه المجالات. ومن الأثار التي تنجم عن للضوضاء كما يقول الدكتور الخراساني :1 ) اعتقد ان الجميع يجمع على أن الضوضاء تشكل أسوأ أنواع الضغط النفسي على الانسان، وهذا الضغط يؤثر بالضرورة على صحته العامة في صورة توثر وقلق في التركيز والتفكير، فضلاً عن الإرهاق الذهني، أي أنه لايستطيع بعدها التركيز على أبسط الأمور، وهذا ما يؤدي إلى أن الإنسان قد يمكن ان يحدث له بعض الحالات المرضية كارتفاع ضغط الدم أو غيره من الأمراض بسبب عدم قدرته مثلاً على اتخاذ قرار معين.وهناك دراسات تؤكد أن عدداً كبيراً من الذين يعملون في المصانع التي تعلو فيها الأصوات يفقدون السمع كلياً ، أو جزءاً من سمعهم، نتيجة للتعرض للضوضاء لمدة ثمان ساعات يومياً، فهذه الاضطرابات النفسية تمثل مشكلة كبيرة بحد ذاتها.2 )انتشار جرائم الاعتداء على الأشخاص :قلة النوم تجعل الإنسان يتصرف تصرفاً غير سوي، لأنه وجد فيه خللاً أثر على سلوكه وتصرفاته في التعامل مع الاخرين.فنحن يجب ان نتخيل إذا كانت هذه الضوضاء تصدر في أيام شهر رمضان سواءً في الصباح أو بعد الظهر، فتخيل ماذا ستكون النتائج !! وأعتقد ان الصحف كافية لعرض ما يحدث في شهر رمضان.ولذلك تكون الضوضاء أحد الأسباب الرئيسية لخلق النزاعات والمشاكل بين المواطنين، التي قد تؤدي إلى الاعتداء على الاخرين، وقد يصل الأمر إلى القتل.3 ) التأثير على قدرات التفكير عند الإنسان.عارف الضرغام