في الندوة العلمية والفكرية حول الهوية الثقافية الوطنية في اليمن
[c1]* أهمية أن تشمل المناهج العلمية والدراسية الرموز الأدبية والعلمية اليمنية [/c]
صنعاء / سبأ : حظي موضوع (الهوية الثقافية الوطنية في اليمن) باهتمام واسع واثري بنقاشات ومداخلات مستفيضة من قبل الأوساط العلمية والبحثية والفكرية والثقافية في اليمن حول اعتمالات الهوية وإبعادها النظرية والقومية العامة ودلالاتها الموضوعية الخاصة، ودور المؤسسات الشعبية والرسمية والأهلية في ترسيخها وتنميتها. وكان الاهتمام بالموضوع،تمثل باختياره عنوانا لندوة علمية وفكرية دشن بها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات)أولى فعالياته العلمية والبحثية،وتجلى من خلال جلسات عمل عقدت أمس في صنعاء بحضور رئيس الهيئة التأسيسية للمركز علي محسن صالح ورئيس مجلس إدارة المركز احمد إسماعيل أبو حورية. واشتملت جلسات عمل الندوة التي بدأت فعالياتها يوم أمس الأول وتختتم أعمالها اليوم بمشاركة أكثر من 200 مشاركا ومشاركة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين، على 16 ورقة عمل توزعت على ثلاثة اتجاهات هي:(الاتجاه التاريخي , الاتجاه الثقافي الفكري النظري, الاتجاه الفكري التطبيقي) بالإضافة إلى الورقة المحورية التي حملت عنوان الندوة والمقدمة من قبل أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور حمود صالح العودي وعدد كبير من التعقيبات والمداخلات. وضمن الاتجاهين التاريخي والثقافي الفكري النظري، أستعرض الدكتور محمد العروسي في الجلسة التي رأسها وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح علي باصره،الجوانب العلمية والمعرفية والأكاديمية والتاريخية، فيما ركز علي صالح الجمره في ورقته على موضوع الهوية الثقافية الوطنية وعقلانية التفكير والسلوك لدى اليمنيين عبر التاريخ. وناقش علي بن علي الانسي في ورقته موضوع الوثائق والمخطوطات وأهميتها لدى المجتمع باعتبارها ذاكرة الوطن وعنوان هويته، بينما تطرق عبدالرحمن الملاحي إلى هجرة اليمنيين القدماء إلى إفريقيا كهجرة الحضارم الدوافع والاستيطان والتأثير. أما الدكتور جان لامبير مدير المعهد الفرنسي للآثار فقد عاد بورقته لتقديم قراءة في تاريخ الدولتين الرسولية والقاسمية ما بين (1270 / 1450)هـ،و(1650 / 1810)هـ على التوالي، مستعرضا ملامح ومحطات مهمة من تلك المراحل التاريخية، وأنماط الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية المختلفة التي ميزت تلك الحقبة التاريخية من تاريخ اليمن. وبحث الدكتور محمد صالح قرعة ضمن الاتجاه الثقافي الفكري النظري هوية الثقافية ومخاطر التحدي، مخلصا في ورقته موضوع العولمة الثقافية وتثاقف الهويات وأهم مرتكزات الهوية الثقافية، مشيرا إلى أنه لابد من تحصين هوياتنا الثقافية الوطنية من هجمة العولمة الثقافية وثقافة الاختراق من خلال إعلاء شأن الوحدة في تنوع ثقافاتنا وإعطاء حيز مسموح به للتعدد الذي لا يضيع التوحد وتوظيف هذا التعدد في إخصاب ثقافاتنا الوطنية وتوسيع مجالاتها وتثاقفها بدلا من تعارضها مع بعضها. أما ورقة الدكتور محمد احمد الحاوري فتناولت علاقة الهوية الثقافية بمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع منذ مطلع الستينات من القرن العشرين وحتى اليوم ، منوها بالنشاطات الاقتصادية المختلفة التي ميزت اليمن واشتهارها بالتجارة، مؤكدا على ضرورة التنمية البشرية والاهتمام بالإنسان تنمية وثقافة ومعرفة، بأعتباره أرقى أنواع الاستثمار. وفي ورقته تناول سالم الخنبشي الهوية وعلاقتها بالذات البشرية، مركزا على الذات الفردية والذات الكلية،والهوية وعلاقتها بالذات واهمية الحفاظ على الهوية، فيما تطرق الدكتور احمد السقاف في ورقته الى ثوابت الهوية الثقافية الوطنية في اليمن وعلاقتها بالمكان مؤكدا على ضرورة أيثار التعاون في اطار التنوع واحترام الخصوصيات والاعتراف بالحق في الاختلاف ولكن بمزيد من تعزيز روح التسامح بما يمكن من اقامه بنيان متين يعزز رسوخ الهوية الوطنية. فيما ناقشت الورقة المقدمة من الدكتور عبدالرحمن العلفي خاصية التعاون في العمل والإنتاج بين الخيار الشعبي والرسمي، وتمحورت حول تأصيل العمل التعاوني وإبراز شواهد علو مكانته عبر حقب التاريخ ومراحلة المتواترة بأعتباره خاصية متأصلة ومتجذرة في حياة ووجدان اليمنيين. من جهته اشار عبدالقادر سلام الدبعي في ورقته الى الدور الذي يجب ان تضطلع به وسائل وأجهزة الإعلام والصحافة المحلية في التعريف بالهوية الثقافية الوطنية لدى المجتمع، وضرورة العمل على تكريسها، والتعاطي مع موضوع الهوية الثقافية الوطنية بما يرقى إلى مستوى التحولات التي يشهدها اليمن والتحديات التي تواجهه. وفي الجلسة التي كرست لمناقشة الاتجاه الثقافي الفكري التطبيقي برئاسة الدكتور نزار الحديثي قدمت عدد من أوراق العمل بدأت بورقة سالم محمد حسين حول تأسيس المنهجية العلمية والعقلانية في تناول القضايا الوطنية، مؤكدة على قضية الوحدة الوطنية كأبرز مشروع وطني يجب المحافظة علية بعمره الذي يمتد إلى 17 عام مضت، وأشارت إلى أهمية الإصلاح الجدي والسريع وإحداث عملية التغيير الايجابي والشامل ومواجهة كافة التحديات الكبرى التي تواجه الوطن. أما أحمد هادي باحارثة أشار في ورقته التي كانت عبارة عن قراءة في أحوال الهوية الثقافية الوطنية في المناهج التعليمية إلى أهمية أن تشمل المناهج العلمية والدراسية بالرموز الأدبية والعلمية اليمنية والتي أثرت الحياة المعرفية والفكرية والأدبية والثقافية في اليمن وبما يرسخ أهمية أدوار هؤلاء في الذهنية اليمنية ويعزز من الاهتمام بالتطور التاريخي والاجتماعي لليمن. وفيما أثار باحارثة عدد من التساؤلات المهمة حول واقع المناهج التعليمية والمنظومة التعليمية ككل، ركز احمد محمد الحربي في ورقته على موضوع الهوية الثقافية الوطنية واحترام العمل المهني، مقدما بعض الملاحظات على ورقة الدكتور العودي محور الندوة. إلى ذلك ناقشت الدكتورة نجاه محمد أحمد جمعان في ورقتها على أبعاد الهوية الثقافية في منظمات الأعمال اليمني، وابعاد الهوية الثقافية العامة ومدى انعكاسها على الهوية الثقافية بمنظمات الأعمال اليمنية (ثقافة المنظمات) والوظائف التي تؤديها الثقافة التنظيمية وأهمية تنمية روح الولاء. فيما ركز الدكتور محمد محمد العلفي و محمد هادي طواف في ورقتيهما على الهوية الثقافية وتأثيرها على خصائص الهوية المعمارية، وأهمية دمج وتوحيد التعليم للحفاظ على هوية وثقافة المجتمع. وقبل أختتام جلستي العمل قدم عدد من المشاركين في الندوة مداخلات ركزت على أهمية الاسهام في أذكاء روح الهوية الوطنية والاعتزاز بها وتنميتها وترسيخها في اذهان الاجيال القادمة، وبما يقطع الطريق على كل المحاولات الرامية إلى مسخ الهوية، واستهداف المنجزات البشرية العظيمة للأمة.
جانب من المشاركين في الندوة