للجودة مفاهيم ومعانٍ كثيرة وقد ترجمت هذه الكلمة في قاموس أكسفورد إلى معنى الدرجة العالية من النوعية والقيمة.وقد صادفتنا كثيراً هذه الكلمة سواء على صعيد حياتنا المهنية أو الشخصية ولكن مسألة تحقيق الجودة ليست بالأمر السهل كما إنها ليست بالأمر المستحيل المهم هو البدء بالفعل بتنفيذ هذا المفهوم الإداري الذي أجده مفهوما يستحق أن نبدأ بتحقيقه ابتداء من الجودة في ذاتنا ووصولا إلى الجودة على صعيد مهامنا الوظيفية .واليوم اسمحوا لي أن أتحدث عن مفهومين للجودة أستنبطتهما من كتب مختلفة للجودة إضافة إلى دورات عديدة شاركت فيها حول هذا المفهوم وهما :(1) الجودة الشخصية .(2) الجودة في صعيد العمل المصرفي .أولا : الجودة الشخصية (( الجودة في ذاتنا ))لابد لكل إنسان أن يسعى دوما إلى تطوير مهاراته وقدراته من خلال التدريب المستمر والتفاعل مع المتغيرات والتطورات التي تحدث في جميع المجالات العلمية والإدارية المختلفة ، ولكني سأركز على مبدأ إدارة الجودة للموظف من السلم الهرمي الأدنى إلى الأعلى ، فالموظف الذي يبدأ مشوار عمله الوظيفي لابد له أن يتعلم كثيرا ويقرأ ويسأل ويستفيد من تجارب زملائه ويفكر في مدرائه كيف وصلوا إلى مواقعهم الحالية ويتذكر دوما أن هؤلاء المدراء لم يولدوا كذلك ولكنهم بدؤوا من النقطة التي هو عليها الآن وتدربوا وتعبوا كثيرا حتى نالوا الثقة وأصبحوا اليوم مدراء .واهم عوامل إدارة الجودة الفردية هي الرغبة في التطور والتميز والعمل في ظل فريق عمل به روح المنافسة الشريفة للتميز في الأداء.والى كل موظف يرغب بتسلق سلم النجاح والتفوق أقدم هذه النقاط الهامة:(1) السعي دوما نحو تنفيذ المهام الموكلة إليه بدقة عالية ووقت قياسي.(2) القدرة على حل مشكلات العمل بحنكة ومهارة وبقدرات ذاتية .(3) الالتزام والانضباط بالقوانين الإدارية واللوائح الداخلية والالتزام بمواعيد العمل والتفاني في تنفيذ العمل حتى خارج أوقات الدوام الرسمية .(4) عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد أو الإهمال في المهام الموكلة .(5) الفصل دوما بين الحياة الشخصية والمشاكل الخاصة وبين العمل وعدم السماح لها بالتأثير على الواجبات والمهام الوظيفية .(6) الالتزام بسرية وخصوصية العمل وعدم إفشاء الأسرار أو الحديث عن خصوصيات العملاء .(7) عدم التذمر والتقليل من شأن المنشأة أو القائمين على إدارتها أمام العملاء.(8) الفصل بين الخلافات الخاصة مع زملاء العمل والتي ترتبط بمصالح العمل والعملاء .(9) عدم إضاعة وقت العمل في الأحاديث الجانبية والمشاكل الخاصة .(10) الرغبة في النمو والتطور وعدم الاكتفاء بالمهارات الحالية والسير قدما نحو التدريب على مهام وظيفية يقوم بها زملاء آخرون والإلمام بكل تفاصيل العمل حتى لو لم تكن مرتبطة بالوظيفة الحالية .(11) تقديم شعار مصلحة العمل فوق الجميع .(12) تقييم الأداء الذاتي من خلال تحديد المهارات التي يجيدها الموظف والمهارات التي تنقصه ويجب أن يتقنها.(13) القراءة ومتابعة كل جديد في إطار النمو المتزايد والتطور التكنولوجي للأنظمة المصرفية المختلفة .(14) عدم التسكين في وظيفة واحدة والبحث دوما عن الأفضل وعن مهارات وظيفية جديدة حتى لو اضطر الموظف إلى البدء من الصفر للتعلم والتدريب.(15) لابد أن يجعل الموظف لنفسه هدفا يركز عليه حتى يتمكن من الوصول إلى هذا الهدف وليكن هدف كل موظف أن يكون مشرفا أو مديرا ولا يكتفي أبدا بما هو عليه.(16) كثير من الناس عندما يصل إلى موقع إداري كبير يجد أن طموحه ورغبته في التدريب قد اضمحلت وبدأ يشعر بأنه يعلم كل شيء وهذه مشكله كبيرة ناتجة عن الغرور الإداري ، ويجب أن يتذكر هؤلاء دوما أن هناك من يسعى إلى الوصول لموقعهم ويتعلم أكثر منهم وقد يتخطاهم إذا بقوا على ماهم عليه .وأخيرا يجب أن نركز على عوامل أساسية للوصول إلى الجودة الشخصية وهي:(1) المؤهلات العلمية المناسبة.(2) وجود عامل الخبرة بمجال العمل .(3) توفر الصفات القيادية كالإصرار والذكاء والمثابرة والقدرة على حل المشاكل ومواجهتها.(4) القدرة على إدارة الأفراد وتفهم سلوكياتهم .(5) الثقة بالنفس وإدارة الأزمات والوقت .* البقية في العدد القادم
أخبار متعلقة