أقواس
تقوم بعض صحف المعارضة والمستقلة منذ فترة طويلة بنشر بعض الاخبار المعنية ببعض القضايا الخلافية على صفحاتها والتعرض لشخصيات معينة في غفلة عن قانون الصحافة الحرة، مستفيدة من التحلل لدور الرقابة الرسمية التي اشترعها نخبة من رموز الصحافة في بلادنا وأوردت عبارات تحتمل الخطأ والصواب.صحيح ان الصحافة ولدت لتكون حرة ولها الحق في نقل تفاصيل أي قضية لان السكوت عنها وعدم تبليغها أفراد المجتمع يكون بمثابة الحكم على الحقيقة بالموت شريطة ان تكون الحقيقة قائمة وموجودة.لكن ما يحدث اليوم يعكس الرؤية المتأخرة لحرية الصحافة وحرف مسارها عن جوهر مضامينها والذي من أجله نشأت الصحافة.إذ إن الصياغة التي يتم من خلالها تناول وعرض المشكلات تفتقر إلى الاتزان وبعيدة عن واجبها الحقيقي، حيث انه من غير المعقول السماح لكل من شطحت به مخيلته ان يقول ما يشاء دون ضمير حي يستوقفه أو وازع وطني يردعه، مستغلة صفة الحلم التي يتمتع بها بعض الخصوم، ومحاولة ابتزازهم لحصد مكاسب خاصة منها على سبيل الترويج للصحيفة من قبل العاملين فيها وزيادة القوة الشرائية لها.حيث لم يكلف الناشر نفسه عناء البحث عن نقاط الخلاف ومن ثم نشر رأي طرفي النزاع تجسيداً للأمانة الصحفية وليدع القارئ يقوم بوزن المعلومات التي تم تسريبها من قبل الناشر وبميزانه لان من أهداف العمل الصحفي السليم والقويم هو تحقيق عدالة الكلمة والوقوف عند القضايا الخلافية بحيادية مطلقة ومجردة من الأنانية والتعصب والمحاباة وإصلاح ذات البين بعيداً عن اثارة البلبلة وتعميق الجراح وتوسيع دائرة الصراعات.ويهدف نشوء الصحافة إلى نشر الوعي السياسي لدى مجتمع الشباب بغية تفهمهم للأحداث على حقيقتها والقبول بمبدأ الرأي والرأي الآخر واعتماد لغة الحوار الهادف والصادق والنقد البناء للتعبير عن آرائهم وفق الأطر المشروعة، وضرورة إدراكهم أوضاع وطنهم في ضوء التطورات المحلية والدولية في سبيل تحقيق المصلحة الوطنية والدفع بالمسيرة التنموية لمواكبة المستجدات وفق معطيات المرحلة الراهنة.ويتطلب من صحافة المعارضة والمستقلة دعم ومساندة الصحف الحكومية في تأصيل التفكير الابداعي وتلبية احتياجات الشباب على أسس وثوابت حضارية، وواجب عليها صياغة مفاهيمهم لقضية الدين والتدين لإخراجهم من الإطار الضيق المحصورين بداخله، وإعادة تشكيل عقولهم بطرق علمية شيقة ومثمرة ومستوعبة طاقاتهم واهتماماتهم بما لا يتنافى مع الثوابت العامة لقوانين ومبادئ الفكر الصائب.أحمد علي عوض