سيسلم المسؤولية الأمنية في أربع محافظات جنوبية إلى العراقيين
براون مع المالكي
بغداد/14 أكتوبر/من: صوفي ووكر: قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أمس الثلاثاء انه بالإمكان إعادة 500 جندي بريطاني من العراق إلى الوطن بنهاية العام مما أذكى تكهنات بأنه قد يدعو لانتخابات عامة مبكرة في وقت قريب. وصرح براون الذي يقوم بأول زيارة للعراق منذ ان أصبح رئيسا لوزراء بريطانيا بأنه يعتقد أن بإمكان العراق تسلم المسؤولية الأمنية بمحافظة البصرة الجنوبية من القوات البريطانية في غضون شهرين. وسيكتمل مع نقل المسؤولية الأمنية في محافظة البصرة للسلطات العراقية بنهاية العام تسليم المسؤولية الأمنية في المحافظات الأربع الجنوبية التي كانت القوات البريطانية مسئولة عنها للعراقيين. وبدأت بريطانيا في تقليص قواتها في البصرة وكان قوامها 5500 جندي منذ انسحاب 500 جندي بريطاني من قصر في مدينة البصرة إلى قاعدة جوية كبيرة على مشارفها أوائل سبتمبر. وانخفض العدد الإجمالي منذ ذلك الحين إلى 5250 جنديا ومن المتوقع ان ينخفض قريبا إلى 5000 جندي. وصرح براون بأنه يمكن خفض مستويات القوات البريطانية بالعراق إلى 4500 فرد بحلول نهاية العام. وقال للصحفيين خلال زيارته للعاصمة العراقية بغداد "أعتقد أنه يمكن خفض القوات البريطانية بحلول نهاية العام إلى 4500 ." ، وأضاف "ذلك سيعفي 1000 من قواتنا ونأمل أن يعودوا للوطن بحلول عيد الميلاد." وللبصرة أهمية إستراتيجية خاصة كمركز لصادرات العراق النفطية الحيوية والتي تشكل 90 في المائة من عائداته كما تعد البصرة مركزا للصادرات والواردات في الخليج. وقتل 41 جنديا بريطانيا هذا العام وهو العدد الأكبر منذ غزو العراق عام 2003 رغم توقف الهجمات اليومية بقذائف المورتر على قصر البصرة منذ انسحاب القوات البريطانية منه إلى مشارف المدينة. وبهذا الانسحاب انتهي الوجود العسكري البريطاني في المدينة حيث تمركزت القوات البريطانية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 . وتأتي زيارة براون قبل أن يدلي ببيان مهم عن العراق أمام البرلمان البريطاني الأسبوع المقبل. وقال براون للصحفيين "أعتقد أن بإمكاننا في غضون الشهرين القادمين الانتقال إلى سيطرة عراقية على المحافظة.. وهي أن يضطلع العراقيون بمسؤولية أمنهم." ومع تصاعد التكهنات في بريطانيا بأن براون يفكر في الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة فقد تعطيه أي إشارة إلى عودة القوات البريطانية قريبا من العراق إلى الوطن دفعة قوية إضافة إلى ما يتمتع به من تأييد قوي في استطلاعات الرأي. ورفض براون التعليق على تكهنات الانتخابات وقال "أول شيء أفكر فيه اليوم هو أمن قواتنا المسلحة وما يمكن ان نفعله لتعزيز الديمقراطية في العراق."
رئيس وزراء بريطانيا يزور العراق
ولم يلق قرار توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق بالمشاركة في غزو العراق عام 2003 تأييدا من الرأي العام البريطاني ومن حزب العمال الحاكم مما أجبره على التنحي عن السلطة بعد ان قضى في المنصب عشر سنوات. ومنذ تولي براون رئاسة الحكومة البريطانية في يونيو حرص على وضع خط فاصل بينه وبين حكم بلير وترددت تكهنات عن رغبته في سحب مزيد من القوات البريطانية من العراق ربما تمهيدا للدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في بريطانيا. واعترف ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطانية الأسبوع الماضي بان دور بريطانيا في العراق احدث انقسامات في الحكومة والمجتمع وصرح بأن الحزب الحاكم بحاجة الآن إلى التركيز على المستقبل. وتزامنت زيارة براون للعراق مع انخفاض ملحوظ في أعداد القتلى من المدنيين العراقيين والجنود الأمريكيين في شهر سبتمبر رغم توعد القاعدة بتصعيد هجماتها في شهر رمضان. ، وقتل في شهر سبتمبر 884 مدنيا عراقيا وهو أدنى رقم منذ ان أرسلت واشنطن 30 ألف جندي إضافي إلى العراق في إطار حملة أمنية ضد القاعدة ومقاتلين آخرين من العرب السنة وميليشيات شيعية. والتقى رئيس الوزراء البريطاني بمسؤولين من الشيعة والسنة والأكراد على السواء. حيث اجتمع مع نوري المالكي رئيس وزراء العراق وهو شيعي ومع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو سني ونائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح وهو كردي. وقال براون "أوضحت أننا نتطلع إلى جهد إضافي من جانب كل الأطراف في العراق حتى يلتقوا." وأدى الصراع بين الفصائل السياسية العراقية الى تعطيل الحكومة وتعطيل التقدم في إصلاحات رئيسية تطالب بها واشنطن. ، وعلى الرغم من توقف قصف القاعدة البريطانية في وسط البصرة تحولت المدينة إلى مركز للقتال بين الميليشيات الشيعية. ويتركز القتال بين ميليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر وجناح بدر التابع للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي يهيمن على الشرطة في معظم جنوب العراق وبين حزب الفضيلة الإسلامي الأصغر. وتتقاتل الفصائل الثلاثة لفرض نفوذها السياسي.